اسلاميات

وصايا لقمان بالترتيب

وصايا لقمان لابنه

  • التوحيد وعدم الشرك بالله
  • طاعة الوالدين
  • مراقبة الله سبحانه وتعالى
  • إقامة الصلاة في أوقاتها
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
  • حسن الخلق والمعاملة الحسنة
  • عدم التكبر
  • الاعتدال في المشي
  • خفض الصوت

لقمان الحكيم اشتهر في العصور القديمة بحكمته ومواعظه التي كان يوجهها لابنه، ويشتهر بخاصة بقصة لقمان مع ابنه التي ذكرت في القرآن الكريم. كان لقمان بن ياعور رجلا صالحا في بلدته وليس نبيا أو رسولا، ولكنه كان رجلا مليئا بالحكمة حتى أن الجميع كان يأتي إليه لفض المنازعات. ينتمي لقمان الحكيم إلى قرية نوبة بالحبشة في السودان، وهناك آراء تختلف حول عصره ونسبه، وكان محبا لله عز وجل لذا أحبه الله ومنح منه الحكمة والموعظة الحسنة. وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان من الناس الذين يميلون إلى كثرة التأمل ولا يحبون الكلام الكثير، ودائما يحسن الظن بالآخرين .

وكانت بشرته تميل إلى اللون الأسمر ذو شعر مجعد قدماه متشققتين ، واختلف العلماء في طبيعة عمله لكنهم أجمعوا أنه كان يعمل قاضيا لبني إسرائيل في حقبة من الزمن ، وقال آخرون أنه كان يعمل في مهنة الرعي أو النجارة أو الخياطة ، اشتهر بين الناس بسبب عدله وفطنته وما زاد في شهرته تلك الوصايا التي كان يعظ ابنه بها .

اول وصيه اوصى بها لقمان ابنه هي

أول وصية وصى بها لقمان ابنه هي توحيد الله .

نصح لقمان ابنه بعدة وصايا لكي يقيه من فتن الحياة ، ولكي ينير له الطريق الصحيح ويبعده عن طريق الضلال ، ومن تلك الوصايا أنه نصحه بعبادة الله وحده وعدم الشرك به سبحانه وتعالى ، حيث أن الطريق الصحيح عماده الأول طاعة الله تبارك وتعالى والبعد عما يغضبه وذلك ما ورد في سورة لقمان في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” يابني لا تشرك مع الله، فإن الشرك لظلم عظيم” صدق الله العظيم ، فقد طلب منه عبادة الله وتقواه والاستقامة على أمره .

ثاني وصيه اوصى بها لقمان ابنه هي

الوصية الثانية التي نصح بها لقمان ابنه هي طاعة الوالدين .

 تأتي طاعة الوالدين بعد عبادة الله تعالى، وذلك لتوضيح جزاءهما وفضلهما على الأبناء. لذلك، كان الأمر الثاني الذي وصى به لقمان ابنه هو طاعة الوالدين وعدم العصيان لهما. أكد لقمان أيضا أن الطاعة يجب أن تكون في رضا الله وليس في ما يغضبه، وإذا كانت أوامر الوالدين تتضمن معصية، فلا يجب طاعتهما. يجب على الابن في هذه الحالة أن يضع طاعة الله فوق طاعة الوالدين، ويجب على الأبناء في هذا الأمر أن يكونوا برفقة الوالدين ويسألوا عنهم وألا يتركوهم

ثالث وصيه اوصى بها لقمان ابنه هي

واحدة من الوصايا الثلاث التي وصى بها لقمان ابنه هي مراقبة الله سبحانه وتعالى في كل أمر صغير وكبير. يجب أن ندرك أنه هو الناظر في جميع الجوانب الحياتية التي نواجهها، وأنه لا يغفل أبدا. لذلك كان لقمان يحذر ابنه من الوقوع في المعاصي ويوصيه بطاعة الله .

الوصية الرابعة :  جعل الله تبارك وتعالى الصلاة واجبا علينا كعبادته الخاصة وحده، دون أن يشرك أي شخص آخر في هذه العبادة. لذلك، حث لقمان ابنه على أداء الصلاة في أوقاتها المحددة وعدم تجاهلها أو التهاون في أدائها، لأن الصلاة هي أساس الدين وحصنه، على أن تكون هذه العبادة بنية صادقة ومخلصة لله تبارك وتعالى

الوصية الخامسة :  من بين الوصايا التي وجهها لقمان لابنه، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الصلاح ذاته وعدم الطغيان أو التجبر والتعامل مع عباده بكل ما هو خير لهم. يعني الأمر بالمعروف الدعوة إليه ومعرفة كل ما يتعلق به من علم وغيره، ويجب أن يكون الداعي إلى المعروف من الصالحين ليتبعه الناس. تشمل وصية لقمان أيضا على ابنه تحمل المسئولية تجاه مجتمعه والمشاركة في أمورهم، وعدم السلبية وهذا من أهم أدوار المصلحين في مجتمعاتهم. وحرص لقمان على مساعدة ابنه على ذلك بإعطائه الصبر على ما يتعرض له من صعوبات

الوصية السادسة :  ركز الحكيم لقمان في توجيه ابنه بأدب المعاملة وأهمية التعامل الحسن مع الناس، وذلك بقوله `ولا تصعر خدك للناس ولا تنس في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور`. يهدف إلى تعليم ابنه التواضع والأخلاق الحسنة في التعامل مع الآخرين. واستخدم هنا كلمة `صعر` للتعبير عن الاعتداء والتكبر على الآخرين، إذ يستخدم هذا المصطلح لوصف اعتداء الإبل. استخدامه لهذه الكلمة يدل على دقة اختيار لقمان للمفردات، حيث يرغب في أن يعلم ابنه أن هذا السلوك هو سلوك حيواني ولا ينبغي للإنسان استخدامه في التعامل مع الآخرين. اعتبر العلماء أن هذا الأسلوب هو واحد من أروع أساليب التربية التي تهدف إلى تنمية الأخلاق الحميدة للأبناء. فالتكبر على الآخرين من السلوكيات التي لا يحبها الجميع، لأن التكبر من صفات الله تبارك وتعالى ولا ينبغي لأي إنسان أن يشاركه فيها .

الوصية السابعة :  ينبغي تجنب التكبر، فهذه الصفة تجعل الجميع ينفرون من الشخص المتكبر، حيث يعود ضرر التكبر على الفرد والمجتمع بشكل عام، كما يجب التعامل بلين مع الآخرين، وأكد لقمان لابنه على ضرورة التخلص من هذه الصفة .

الوصية الثامنة :  في وصيته لابنه، نصح لقمان بالتصرف بأخلاق حميدة ومعاملة الآخرين بأدب واحترام. وكانت نصيحة لقمان لابنه بالتعامل بحذر في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك المشي الذي يجب أن يتم ببطء وحذر، وليس المقصود هنا المشي العادي فقط، بل جميع جوانب الحياة التي يتعرض لها الإنسان .

الوصية التاسعة :  وصية لقمان لابنه في هذا الأمر أن يخفض من صوته، وهذا يعطي الثقة بنفسه بشكل أفضل، حيث أن الأشخاص ذوي الأصوات العالية ليس لديهم الثقة الكافية بأنفسهم، إذ يعتمدون على الصوت العالي في المناقشات بدلا من الحجج والبراهين .

سورة لقمان

ذُكرت تلك الوصايا في القرآن الكريم، ولم يُذكر عن لقمان أنّه نبيٌّ أو رسول، لكنه رجل صالح ووليٌّ من أولياء الله الصالحين، والذين منّ الله عليهم بالعلم والحكمة، وما ورد في القرآن الكريم من قصة لقمان يتضمّن ما يلي:

قال تعالى ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) صدق الله العظيم .

كيفية الاستفادة من وصايا لقمان الحكيم في سلوكنا اليومي

يمكننا استيعاب واستخدام وصايا لقمان الحكيم في حياتنا اليومية بعدة طرق. تحتوي وصايا لقمان الحكيم على تسع وصايا مختلفة تحمل الحكمة في طياتها. تحتوي هذه الوصايا على العديد من الدروس والنصائح والمواعظ. تساعد وصايا لقمان الحكيم لابنه في تعليمنا كيفية نقل الحكمة للأطفال بأسلوب يجمع بين تذكيرهم بالخير وتحذيرهم من الشر، وهو أسلوب رقيق يهدف إلى التأثير على الآخرين. إنه أحد أفضل الأساليب في الوعظ والإرشاد.

لم أوصى لقمان ابنه باقامة الصلاة

من بين توجيهات الحكمة لقمان لابنه، كان هناك توجيه خاص بالصلاة، لأن الصلاة هي أساس الدين وهي العبادة الوحيدة التي لا يجوز تركها، وبالإضافة إلى ذلك، الصلاة هي واحدة من أكثر العبادات أداء في النهار والليل. ونصح لقمان الحكيم ابنه بأداء الصلاة لأنها تهدي النفس وتزين الأخلاق. وبالإضافة إلى ذلك، الصلاة تطهر النفس وتجعل الشخص متواصلا في ذكر الله تعالى من خلال تجديد العهد معه في كل صلاة.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى