وصايا سورة الاسراء
يتحدث هذا المقطع عن سورة الإسراء التي هي سورة مكية، ونزلت في السنة الحادية عشرة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي قبل الهجرة بسنة وشهرين، وتتضمن السورة خصائص السور المكية والسور المدنية، وأطلق عليها هذا الاسم لأن الله افتتح السورة بقصة الإسراء والمعراج، وأيضا تحدث فيها عن فساد بني إسرائيل في الأرض.
تأملات في سورة الإسراء
عندما ننظر إلى سورة الإسراء، نجد أن السورة تبدأ بالتوحيد والنهي عن الشرك، حيث يأمر الله سبحانه وتعالى بعبادته وإحسان الوالدين، وينهى عن قول الأف والتنهيد عليهما، ويأمر بقول كريم. وتختم السورة بتذكيرنا بأن هذه الوصايا من الحكمة التي أوحاها الله سبحانه وتعالى، وبأنه لا يجوز وجود إله آخر مع الله، وإلا فسيكون المرء منبوذا في النار.
عند تأمل هذا الأمر، يجب على المسلم أن يعلم أن أهم واجب عليه هو التوحيد. لا يحق له أن يقوم بأي عمل قبل أن يؤمن بوحدة الله ويشهد أنه لا شريك له. وعليه أن يكمل أعماله بالخير. فمن لا يفعل ذلك ولا يختم أعماله بالخير، فلن ينجو في الآخرة من عذاب الله تعالى. إذا مات الإنسان وهو لم يؤمن بالتوحيد، حتى وإن كان يعمل به طوال حياته، فلن ينجو في الآخرة. وهذا كما جاء في الحديث الشريف: `إن الرجل قد يعمل بأعمال أهل الجنة حتى يكون بينه وبينها مسافة ذراع أو ذراعين، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بأعمال أهل النار فيدخلها.` يعني أنه إذا لم يختم حياته بالتوحيد كما بدأها به، فسيكون مصيره النار.
ما المقصود بـ الإسراء
الإسراء هي واحدة من المعجزات التي أيدها الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتشير إلى خروج النبي ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، والذي يعد مهبط الوحي والرسالات، حيث جمع الله سبحانه وتعالى الأنبياء فأمهم، للدلالة على أنه سيدهم وقائدهم، وذلك ليرى النبي آية من آيات الله العظيمة.
يُطلق على سورة الإسراء أيضًا اسم سورة سُبحان، لأن السورة تبدأ بتسبيح الله سبحانه وتعالى، ويتكرر التسبيح في أكثر من موضع فيها.
العبر والمقاصد في سورة الإسراء
ذُكر الله سبحانه وتعالى بكثرة لفائدتها في تقوية إيمان المؤمن، حيث تحمل العديد من العبر والمقاصد الهادفة
توضيح الآيات الكريمة المتعلقة بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية تعامله، عند العارفين بالكتاب، والذين يتهمون النبي بالسحر والكذب، وذلك في قوله: `انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا`.
– يذكرالآيات الكافرين الذين اتهموا النبي بأنه ملك من الملائكة وأنه ليس من البشر، ويشير إليهم بأنهم فشلوا في إثبات عدم إمكانية البعث بعد الموت.
تبدأ السورة بالتسبيح، بعدما يقول المسلم بسم الله الرحمن الرحيم، ليبدأ في قراءتها، وهذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى يستحق العبادة التي تتضمن التسبيح والتكبير، حيث يسخر الله الكون بأسره لخدمته، وقال تعالى “تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن”، وانتهت السورة بالتكبير.