وسائل مواجهة التحديات التي تواجه الصناعة السعودية
تسير المملكة خلال هذه الفترة نحو الاعتماد على التصنيع المحلي كخيار استراتيجي أساسي، وهو الخيار الأسرع لتحقيق أهدافها الاقتصادية المرجوة، ورغم تشكل مناخ اقتصادي مستقبلي يتميز بالانفتاح القوي، فإن الاعتماد على التصنيع المحلي يعد خيارا جيدا من الناحية الاستراتيجية.
بالعلاوة إلى شدة المنافسة ، و ازدياد الوتيرة الخاصة بالمستجدات الاقتصادية العالمية تبرز العديد من أشكال التحديات أو المعوقات التي تواجهها جميع الاقتصادات ، و القطاعات الخاصة بالأعمال على مستوى العالم ، و من ثم نتج عن ذلك تشكل عدة عوائق أو تحديات كبيرة لمستقبل القطاع الصناعي في المملكة ، و بالتالي .
ونظرًا لذلك، فإن القطاع الصناعي في المملكة يجب أن يواجه تلك التحديات أو العوائق بكل قوة وعلى عدة مستويات، وفي هذا المقال سنتناول طبيعة تلك التحديات أو العوائق بالإضافة إلى وسائل مواجهتها .
تتضمن وسائل مواجهة التحديات التي تواجه الصناعة السعودية
يوجد عددٌ من التحديات أو الصعوبات التي تواجه القطاع الصناعي في المملكة، والتي يجب مواجهتها بواسطة بعض الوسائل، وهي:
1- العمل على تطوير القدرات التنافسية للمنتجات الوطنية :- – يعتبر تعزيز القدرة التنافسية للمنتج الوطني ليصل إلى المستوى العالمي عاملا ضروريا وحيويا للصناعة الوطنية في هذا الوقت، ولا يهدف فقط إلى الحصول على حصص في أسواق التصدير العالمية كما يعتقد من قبل الكثيرين، بل يهدف أيضا إلى الحفاظ على تلك الحصص في أسواقنا المحلية وتعزيزها. ولذلك، يتطلب التحدي الذي تواجهه الوحدات الصناعية في المملكة التركيز على زيادة معدلات الإنتاجية وتحسين الجودة لتحقيق المستويات العالمية القياسية .
2- مواكبة التطورات السريعة في الأسواق العالمية :- – كما تشاهد حاليا، فإن التقدم والتغيير في الأسواق العالمية، وخاصة في مجال التقنية، يشهدان وتيرة غير مسبوقة من حيث السرعة، مما يشكل تحديا كبيرا لقطاعات الأعمال في جميع أنحاء العالم .
يتطلب مواجهة التحديات التي تواجه القطاعات الصناعية في المملكة العربية السعودية تطوير عدة آليات مرونة على مستويات متعددة مثل الإدارة والتصميم والإنتاج وعمليات التسويق وغيرها من مجالات العمل الصناعي .
3- نقل ، و توطين التقنية :- تحتل التقنية حاليا مكانة كبيرة في زيادة الإنتاجية، وينعكس ذلك مباشرة على المنافسة الصناعية، لذا يتعين علينا بناء قاعدة تقنية صلبة وجيدة لزيادة القدرة التقنية للصناعات الوطنية .
الأهم من ذلك هو المحاولة الجادة لتطوير التقنية من خلال الأبحاث داخل المؤسسات الصناعية أو بالتعاون مع المراكز العلمية المتخصصة أو الجامعات، بالإضافة إلى عملية زيادة جاذبية الاستثمارات الأجنبية ذات التقنية العالية .
4- الإندماج مع تشريعات ، و مستجدات منظمة التجارة العالمية :- نظرا لأن المملكة كانت عضوا في منظمة التجارة العالمية من الأصل، فإنه يجب التكيف مع القواعد التنظيمية للعمل التجاري، التي يلتزم بها جميع أعضاء المنظمة، ويجب أن يتم التركيز على اتباع استراتيجيات تهدف إلى تحقيق أقصى قدر من الفوائد من الانضمام للمنظمة مع العمل على احتواء وتقليل الآثار السلبية المحتملة .
5- الاهتمام بالبيئة الصناعية من ناحية التنمية المستدامة :- من المؤكد أن الاهتمام الحالي بالبيئة الصناعية سيزداد في المستقبل. ولذلك، يجب الحفاظ على سلامة البيئة الصناعية، والعمل على احتواء الآثار السلبية، والتي تشكل تحديا للقطاعات الصناعية في المملكة .
6- العمل على تطوير عنصر الإدارة الصناعية :- – كما معروف، يعتمد تحسين الأداء والإنتاجية في المنشآت الصناعية بشكل أساسي على كفاءة وجودة الإدارة في تلك المنشآت. لذا، يجب إيلاء هذا الجانب اهتماما أكبر في الوحدات الصناعية، وخاصة الوحدات المتوسطة والصغيرة، التي تشكل غالبية الوحدات الصناعية العاملة في المملكة وفقا للإحصائيات .
7- تفعيل ، و تطوير مفهوم التكامل الصناعي :- وفقا للعديد من التجارب الخاصة بالإدارة الصناعية الحديثة، فإن بعض التوسعات الرأسية في صناعات معينة في نفس الوحدة الصناعية (المصنع) قد لا تؤدي إلى الفائدة المنتظرة منها .
و ذلك يرجع في العادة إلى أن نسبة الاهتمام أو التركيز الأساسية بالتخصص في المنتج الأساسي أو الأصلي تتلاشى أو تقل مما ينتج عنه خفض فعاليته بالعلاوة إلى ارتفاع تكاليفه التشغيلية ، و في بعض الأحيان قد يصل الأمر إلى أن تفقد المشاريع حصصها في السوق ، و لذلك فإنه يتعين على المصانع .
يعتمد الكثير من الشركات، وخاصة الكبيرة، على مصانع أخرى لتلبية احتياجاتها من المنتجات الأخرى. ويفضل أن تكون هذه المصانع محلية لتمكين الشركات من التركيز على تطوير منتجاتها الأصلية ومنافسة الأسواق المحلية والعالمية .
8- جذب المستثمرين للاستثمار في القطاع الخاص كبديل للاستثمار في العقارات أو التجارة أو الأسهم، وذلك عن طريق زيادة معرفتهم بنسبة الربح الكبيرة التي يحققها الاستثمار في هذا القطاع .