وثائقي اللغة العربية
اللغة العربية هي اللغة السامية الأكثر انتشارا في العالم وأعظمها تحدثا، حيث يتحدث بها أكثر من 422 مليون شخص حول العالم. تتمركز متحدثو اللغة العربية في بلاد الوطن العربي وتنتشر أيضا في مختلف مناطق العالم. تحظى اللغة العربية بأهمية قصوى لدى المسلمين، ليس فقط كونها لغة القرآن الكريم، وإنما لأنها أيضا لغة أهل الجنة واللغة التي يتحدث بها الله مع عباده في يوم القيامة .
بداية اللغة العربية :-
في عالم الأبل والخيل والبيداء، بدأت اللغة العربية لم تكن مقتصرة على مسار واحد، بل استمرت في التطور وتأثرت بمختلف الثقافات والتجارب. حافظت اللغة على جذورها الأصيلة رغم تعدد المصادر والتأثيرات. يعتقد أن ميلاد اللغة العربية يعود إلى مئات القرون قبل ظهور الإسلام، وهي جزء من عائلة اللغات السامية التي تضم أكثر من 25 لغة. تمتد هذه العائلة اللغوية جغرافيا من شمال القارة الأفريقية، حيث توجد الأمهرية والجعزية والحبشية القديمة، إلى أقصى الشمال حيث العراق، حيث النبطية والأرمية والسريانية .
تتميز اللغة العربية بتنوعها وتعدد مشاربها وتلوين حللها، وهذا التنوع يرجع إلى لغتين أصليتين. الأولى هي لغة القبائل العدنانية في شمال الجزيرة العربية، والثانية هي لغة القبائل القحطانية في الجنوب. في عصر الإسلام، كان العرب يتكلمون بلهجات مختلفة، حيث تتحدث منطقة الشمال بلهجة العدنانيين والجنوب بلهجة القحطانيين. وكان هناك ممالك متفرقة لا تتكلم باللغة العربية كما يتحدثها العرب في حمير وعدن. وكانت للغة العربية القديمة أكثر من وظيفة، فهي لغة الشعر والخطابة والحوار والمفاخرات، وكانت للغة القبائل تفاوت في الصفاء والقرب من اللغة العربية المشتركة. وكان من الطبيعي أن تكون لغة الشمال هي الأكثر تأثيرا على الجنوب، ولغة قريش هي الأكثر تأثيرا على باقي اللغات، وذلك لأسباب دينية واقتصادية واجتماعية. فقد كانت قريش تشرف على الحج، والحج كان أكبر سوق ديني وموسم تجاري، وكان مكانا يجتمع فيه العرب لتبادل الآراء والتقارب. ولغة التفاهم كانت تكون لغة القوم الذين يتواجدون في هذا المجتمع. وعلى الرغم من اختلاف بعض الألفاظ، إلا أن معظم العرب كانوا يعرفون هذه اللهجة، نظرا لأنهم يأتون سنويا مع هذه القبيلة، ولمكانتها التي كانت لها حتى قبل الإسلام .
بداية اللغة العربية من الجمال حتى الكمال :-