أعلنت شركة خدمة الرسائل الفورية واتساب أنها بدأت في تشفير جميع اتصالات المستخدمين من خلال تطبيقها اعتبارًا من يوم الثلاثاء، وسيتم منع قراءة الرسائل إذا تم اعتراضها، مثلًا من قبل جهات إجرامية أو متجسسين أو جهات إنفاذ القانون.
الرسائل النصية فقط ؟
واستنادا إلى هذه الخطوة، سيتم تشفير الرسائل على مستوى المستخدم النهائي مباشرة بعد إرسالها من المستخدم، ولا يمكن للمستلم فك الشفرة إلا إذا استخدم جهاز الشخص الذي تم إرسال الرسالة إليه. وأعلنت شركة واتساب، التي يبلغ عدد مستخدميها من تطبيق المحادثة الفورية مليار شخص حول العالم، أنه من المتوقع أيضا تشفير عمليات تحويل المحادثات والاتصالات الصوتية.
ما هو مبدأ واتس آب ؟
تؤكد شركة واتس آب، التي تملكها فيس بوك، الموقع الاجتماعي الشهير، في كل مناسبة أن حماية الاتصالات الخاصة هي من أهم مبادئها الأساسية. وقد بدأ الحديث عن قضية التشفير بعد طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف بي آي” من شركة آب للمساعدة في الوصول إلى بيانات هاتف آيفون الذي استخدمه سيد فاروق في هجوم كاليفورنيا الذي وقع في ديسمبر الماضي وأسفر عن مقتل 14 شخصا.
توضح واتساب أن الفكرة بسيطة، فعندما يقوم أحدهم بإرسال رسالة، فإن الشخص الوحيد الذي يمكنه قراءة الرسالة هو الشخص أو المجموعة التي تم إرسال الرسالة لها، ولا يسمح لأي شخص آخر بالوصول إلى الرسالة، سواء كان قراصنة الإنترنت أو متجسسين أو نظام حكم قمعي أو حتى الشركة نفسها.
توجه أميركي لإخضاع “واتساب” للمراقبة
في المقابل، يعمل القضاء الأمريكي حاليا على فرض طلب على شركة واتس آب للكشف عن بيانات الأشخاص السرية، بعد أن واجهت صعوبات كبيرة مع شركة `آبل`. وذكرت صحيفة `نيويورك تايمز` أن هذا الأمر وصل إلى مرحلة أن قاض فيدرالي طلب التنصت على أحد مستخدمي تطبيق المراسلة الفورية للوصول إلى بيانات التحقيق. وتعبر السلطات الأمريكية دائما عن استيائها من نظام التشفير الذي تستخدمه واتس آب لمنع أي شخص من الوصول إلى بيانات المستخدمين.
و وصلت درجة سريتها إلى أنها شركة واتس اب بنفسها لا تستطيع الإطلاع على رسائل المستخدمين الذين يفوقون مليار شخص. و تعتمد الشركة في تشفير محادثاتها بنظام تشفير يسمى “من النهاية إلى النهاية”. فعند إرسال رسالة لا تترك أي أثر في طريق وصولها سوى في الهاتفين المرسل و المرسل إليه فقط.
أصبح من المستحيل حاليا على النظام القضائي الأمريكي الوصول إلى أي بيانات للمستخدمين، ما لم يتم العثور على الهواتف التي تم استخدامها للتراسل. وفي المقابل، انتقدت منظمة الدفاع عن الحريات الرقمية هذه الخطوة التي اتخذتها السلطات الأمريكية، معتبرة إياها هجوما جديدا على نظام التشفير بعد أن تعرضت شركة “آبل” لضغوط من السلطات. ومن المقرر أن يبحث النظام الأمريكي مجددا في الحدود التي تفصل بين الحفاظ على الأمن واحترام حريات الأفراد وحقهم في الاستمتاع بالخصوصية.
باحثون: “واتس آب” يهدد الخصوصية
أكد الباحثون أن تطبيق “وات ساب” للتواصل الفوري يقوم بتخزين كمية هائلة من البيانات الشخصية لمستخدميه، وهذا يشكل تهديدا جديا لمستخدمي التطبيق، على الرغم من صعوبة اختراق خوادم خدمات التواصل على الرغم من إمكانية ذلك. ووفقا لصحيفة “مترو” البريطانية، فإن العلماء في جامعة “رنو” التشيكية قاموا بتطوير أدواتهم الخاصة لفك تشفير اتصالات هاتف ذكي يعمل بنظام الأندرويد وتطبيق “واتس آب” للتواصل، وتمكنوا من الوصول إلى البيانات المتبادلة بين تطبيق واتس آب وشخص معين وخدمات التطبيق، ومن بينها معلومات المكالمات ومدتها والرسائل النصية وتوقيتها ومعلومات أخرى عدة.