” هيباتيا ” … اول شهيدة البحث العلمي في التاريخ
هيباشيا أو هيباتيا” هي واحدة من شهداء البحث العلمي الذين قتلوا غدرا في ظروف غامضة… هيباتيا هي أول عالمة وفيلسوفة في التاريخ… تنحدر هيباتيا من جمهورية مصر العربية، تحديدا من محافظة الإسكندرية… اشتهرت هيباتيا كفيلسوفة الإسكندرية… تميزت هيباتيا بعدة جوانب، أهمها علمها وجمالها وأخلاقها… منذ صغرها، قررت هيباتيا أن تكرس وقتها فقط لدراسة الفلسفة، وكانت طبيعة عبقريتها واضحة… من بين مظاهر عبقريتها البارزة، تلقت هيباتيا منحة تعليمية من الدولة الرومانية، وهو أمر غير مألوف ومدهش بالنسبة للنساء في ذلك الوقت حيث لم يكن لديهن حق التعليم المجاني، وليس هذا فحسب، بل تعد دليلا على تفوقها ومهارتها أيضا أنها تم تعيين هيباتيا في منصب أستاذة في الجامعة، وفي ذلك الوقت لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها… ولكن للأسف، انتهت حياة هيباتيا بنهاية مأساوية، حيث قامت مجموعة من الكهنة الذين يعيشون في الإسكندرية بتشويه وجهها وتعذيبها .
نشأة وحياة هيباتيا
في عام 370 ميلاديا، ولدت هباتيا، عملاقة الفكر والعلم التي قتلتت غدرا… وكانت مسقط رأسها في مدينة الإسكندرية، على بعد 220 كيلومترا شمال القاهرة. منذ طفولتها، برزت ذكاء هباتيا وأصرت على تلقي تعليمها وعدم الاستسلام مثل زميلاتها الفتيات اللاتي يتخلن عن تعليمهن بسبب كونهن إناثا… كانت هباتيا عالمة في مجالات متعددة مثل الرياضيات والفلك والفلسفة والفيزياء، على الرغم من أن جميع هذه المجالات كانت تحتكر في ذلك الوقت من قبل الرجال فقط… والد هباتيا هو “ثيون”، الذي كان أستاذا للرياضيات في جامعة الإسكندرية القديمة .
براعة هيباتيا
هيباتيا ليست فتاة عادية، بل هي مصدر ثقافة وعلم، فهي تعتبر واحدة من العظماء في التاريخ… تم تسجيل اسم هيباتيا في الموسوعة البريطانية تحت عنوان فيلسوفة مصرية وعالمة في الرياضيات… قدمت هيباتيا العديد من المحاضرات في جامعة الإسكندرية القديمة، وحضرها عدد كبير جدا من الأشخاص، ليس فقط من الإسكندرية، بل أيضا من محافظات أخرى… ويذكر أن الأشخاص القادمين لحضور محاضرات هيباتيا كانوا يتدافعون في أعداد ضخمة… من أهم ما قامت به هيباتيا هو تقديم شرح مفصل لفلسفة أرسطو أو أفلاطون… وأبرز ما قامت به هيباتيا ببراعة فائقة هو مناقشة قضايا هامة ومعقدة مثل `من أنا؟` و`من نحن؟` و`ما هو الخير؟`
إهدار دماء هيباتيا “الشهيدة هيباتيا
في مارس سنة 415 ميلادية، ارتكبت أكبر جريمة في تاريخ البشرية، جريمة لا يقترفها البشر بشكل عام. كانت هيباتيا في عربة تجرها حصانان، وكانت برفقة صديقتها. لكن فجأة توقفت العربة بسبب مجموعة من الكهنة الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء. قام هؤلاء الكهنة بإيقاف العربة وإخراج هيباتيا منها. ثم قادوها إلى كنيسة قيصرون، وقام الكهنة بتجريد هيباتيا من ملابسها وقتلها بالذبح. ولم يكتفوا بهذا، بل قاموا بتقطيع جسدها وتفكيكه، ثم أشعلوا النار وألقوا أجزاء جسدها فيها بدون تردد. يعود ذلك إلى أن هيباتيا كانت تناقش أفكارا فلسفية تهدد حياة هؤلاء الكهنة، وكانت تتعارض مع معتقداتهم .