” هندرو” رجل قام بردم البحر
حياة ونشأة هندرو
في تاريخ 6 سبتمبر 1950، ولد هندرو. كما ذكر، كانت عائلته فقيرة جدا، وتكونت من 20 شخصا يعتمدون جميعا على مصدر واحد للرزق، وهو محل صغير يباع فيه حبوب القهوة والذرة والمكسرات والأرز. ذهب هندرو إلى المدرسة ليتعلم، وبدأ المحل يتوسع تدريجيا وتتحسن الحالة المالية أمام عائلته. وفي عام 1967، تغيرت الأمور تماما أمام عائلة هندرو، حيث نشبت حالة عدائية بين أهل القرية والصينيين، مما أدى إلى إغلاق المحل والمدارس الصينية وترك هندرو للتعليم… بعد هذه الأزمة، اضطر هندرو للذهاب إلى عمه الذي يعيش
يعيش عم هندرو في مدينة جافا الإندونيسية وكان يمتلك تجارة خاصة به في مجال التصدير، وظل هندرو على هذا الحال حتى انتقل مع عمه إلى العاصمة جاكرتا .
في عام 1970، اقترح أحد أصدقاء عمه عليه العمل في مجال العقارات بسبب ربحها الكثير. وأعجب عم هندرو كثيرًا بهذا الاقتراح، وبدأ فعليًا العمل في مجال العقارات. ولكن هندرو كان دائمًا يبحث عن التميز والشهرة والثروة والمال الكثير بجانب السمعة الحسنة في عمله.
هندرو وردم البحر
منذ دخوله هندرو إلى مجال العقارات مع عمه، كان يبحث عن شيء يميزه ويجلب له الشهرة والسمعة الطيبة. لذلك جعله تفكيره في ردم البحر وبناء عقارات فوقه. وفعلا، قام هندرو بتنفيذ فكرته الخيالية دون تردد. ركز هندرو على منطقة مليئة بالمستنقعات في شمال جاكرتا. وربما تكون هندرو أول شركة خاصة غير حكومية قامت بردم البحر. لم يذكر أن أي شخص قام بردم البحر من قبل، لذلك واجه هندرو تحديا كبيرا .
في عام 1984، قام هندرو بالفعل بردم المستنقعات بأول خطوة تتمثل في ردم الشاطئ. ثم بدأت عمليات الحفر والبناء، واستمر في بناء المباني والأبراج التي تتألف من عدة طوابق وتطل على مناظر خلابة. وبعد الانتهاء من البناء وبيع الأراضي التي تم شراؤها من هندرو، والتي لم يتم وضع أي حجر بناء عليها، أصبح على هندرو تحمل المسئولية. وبالفعل، تم تسليم المشاريع بنجاح .
في عام 1990، قام هندرو بطرح عقاراته في البورصة الإندونيسية تحت اسم “انيشيلاند إنتيلاند”، وهو الاسم الذي اختاره هندرو لعقاراته ..
هندرو الازمة الاسيوية
وبحلول عام 1997 حدثت الازمة الاسيوية و قل المال بل انعدم ووقعت البورصة وانهارت جميع الاستسثمارات وبالطبع لم يسلم هندرو من هذه الازمة وبالفعل وقع فريسة لها حيث طالبوه المشترين باموالهم و العمال باجورهم .. و لكن هندرو خرج للعمال وصرح لهم بان لم يضر عامل واحد في اجره ولكن اخذ هندرو يفكر كيف يفعل ذلك مما جعله يقوم بزرع جميع اراضي الشركة بمحاصيل الذرة و بيعها وسداد الاجور ومن ثم لم يضيع وقت او يترك مبنى واحد بدون الاستفادة منه فحول الابراج التي ردم البحر من اجلها الى مدارس و اماكن لرعاية الاطفال لكي تدير له ربح بل وجعلها ايضا مزارع من اجل تربية الضفادع .
وتم حل الأزمة بشكل تدريجي، ولم يتخلى هندرو عن حلمه في بناء أبراج ردم في البحر. قام بتسليم العقارات لأصحابها واستلام باقي أمواله وأجور العاملين، وتحسنت الوضعية المالية لشركة هندرو .
في عام 2007، تمكنت شركة هندرو من سداد جميع ديونها للبنوك. ونجحت هندرو أيضا في تجميع ثروة هائلة من العقارات واستثمرت ثروتها في سلاسل فنادق تعرف بـ “Whiz” والتي توجد في جاوا وبالي .
والعبرة من هذه القصة هي عدم الاستسلام للواقع، حيث كانت هناك أسرة مكونة من 20 فردا يعيشون في محل صغير، ولكنه لم يدم طويلا حتى تم إغلاقه. ولكن بالإصرار والعزيمة، والثقة والإيمان بالله، يمكنك تحقيق الكثير وتحقيق النجاح .
شاهد سيرة وقصص نجاح :