هل يوجد وقت مناسب للتأمل
على الرغم من أن وقت الغروب يُعَدّ الوقت الأساسي للتأمل، إلا أن معظم الخبراء يرون أن أي وقت يمكن أن يكون له فوائد كثيرة إذا ما قام الإنسان بالتأمل، وهذا أمنطقي ومفهوم، حيث يمكن الاستفادة من العديد من الفوائد التي تأتي مع تخصيص وقت يومي للاسترخاء واستعادة الهدوء والسلام الداخلي
وفقا لمنظمات الصحة، فإن الأبحاث تظهر أن التأمل يمكن ان يقلل:
- التوتر
- الكآبة
- ضغط الدم
- الأرق
- أعراض متلازمة القولون المتهيج
الوقت المناسب للتأمل
يشير اليوغيون إلى أن الوقت المثالي لممارسة اليوغا هو قبل شروق الشمس بساعتين ونصف، عندما تكون الشمس بزاوية ستين درجة على الأرض، ويعتقدون أن الطاقة الموجودة في ذلك الوقت تدعم العمل الروحي، وأن هناك سكون فريد
على الرغم من أن هذا الروتين يعتبر جزءًا كبيرًا من حياة العديد من الأشخاص، إلا أن خبراء الصحة يعرفون أنه ليس مناسبًا للجميع، بسبب الحياة المزدحمة والمشغولة التي يعيشها الكثيرون، فقد يكون أي وقت مخصص للاسترخاء والاستمتاع بالهدوء مفيدًا
هذه طريقة رائعة للإنسان لبدء وانهاء يومه، وتعد استراحة قصيرة في النهار، ويمكن أن تستمر لمدة ثلاث دقائق فقط في اليوم، حيث سيكون لها فوائد مدهشة حتى في هذه المدة القصيرة
يشجع خبراء التأمل في الهند على ممارسة التأمل في الصباح في الفترة بين الساعة الثالثة والسادسة صباحا، حيث تعتبر هذه الفترة من الساعات السحرية التي يتوقف فيها الزمن، ويمكن للفرد خلال هذه الفترة التواصل مع الطاقة في العالم بلا انقطاع
بينما يشجع الخبراء على التأمل في هذا الوقت إذا استطاع الإنسان القيام بذلك، ينوهون أيضا أن تفسير العصر الحديث لهذا التأمل هو بحسب إيقاع الأشخاص اليومي الطبيعي، هذا يعني التأمل في فترة استيقاظهم، أو حوالي الساعة الثانية أو الثالثة ظهرا، وهي الفترة التي ينحني فيها مستوى الطاقة الطبيعي
يشجع الخبراء عادة تلاميذهم على التأمل في الصباح لجلب الطاقة الهادئة والترابط طوال الوقت
التأمل قبل التمرين أم بعده
خطة مميزة لتحسين الصحة الجسدية والعاطفية والعقلية هي المزج بين ممارسة التأمل والتمارين المنتظمة، ويمكن الوصول إلى أعلى الفوائد عند مزج الفوائد معًا
من الناحية المثالية، فإن التأمل هو الأفضل بعد ممارسة اليوغا وتمارين التنفس لأن هذه الممارسات تحفز توازن الجهاز العصبي وزيادة الطاقة الخفية. وعلى أي حال، إذا لم يكن الشخص يمارس اليوغا أو تمارين التنفس، فإن الأفضل له القيام بالتأمل بعد ممارسة التمارين الرياضية، حيث يكون الشخص قد تخلص من التوتر والقلق، ويكون الدماغ أقل تشويشا. كما أنه عندما يتعرض الشخص لإرهاق عضلاته، يمكنه بسهولة الجلوس بهدوء وممارسة تمارين التأمل الهادئة.
عند ممارسة الرغبة في التأمل، يمكن القيام ببعض التمارين لتدفئة الجسم وإعداده للتأمل، وخاصةً عند الرغبة في ممارسة التأمل النشط الذي يستهدف الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه والقلق والاكتئاب، أو الأشخاص الذين يعانون من أنماط التفكير القهري
يمكن للتأمل بعد ممارسة التمارين الرياضية أن يساعد الدماغ على الانغماس بشكل أكبر في هذه التمارين
التأمل بعد وقت العمل
بعض الأشخاص يفضلون التأمل فور عودتهم إلى المنزل بعد العمل، وهذا له سبب جيد. عندما يكون العمل مرهقا جسديا أو عقليا، فإن التأمل يعتبر الحل المثالي للتخفيف من التوتر الذي يتراكم في الجسم والعقل خلال يوم العمل. يمكن أن يقوم التأمل بعد العمل بتكوين رابطة قوية بين الجانب المهني والحياة الشخصية. عند ممارسة التأمل بعد العمل، يستطيع الشخص ترك العمل وراءه والتفرغ للأمور الأخرى المهمة في الحياة، بما في ذلك الاهتمام بالأحباء والعائلة وقضاء لحظات الترفيه
التأمل خلال وقت الغداء
معظم المتأملين يقومون بجلساتهم التأملية في الصباح أو المساء، لكن التأمل وقت الغداء يمكن ان يوفر استراحة مهمة جدا لتتخلص من ضغط وإرهاق العمل. سواء كان الشخص قد انهى لتوه اجتماع مرهق للموظفين أو كان يستعد للقاء عميل ما، فإن التأمل خلال وقت الغداء هو وقت مريح جدا لإزالة القلق، ويمكن أيضا ان يساعد على إرخاء العضلات بعد الجلوس الطويل وراء شاشات الكومبيوتر.
تتضمن العديد من مواقع العمل غرفة خاصة للتأمل، كما يقوم بعض أصحاب الأعمال بتخصيص مساحة خاصة للموظفين للاسترخاء والاستجمام لتحسين إنتاجيتهم، ويمكن لوقفةالغداء أن تكون مهمة جدًا في تمكين الشخص من الاستراحة والتخلص من التوتر والقلق قبل العودة لاستكمال العمل
التأمل قبل النوم
لا توجد اتفاقية حول ما إذا كان اختيار وقت المساء للتأمل خيارا جيدا أم لا. بالنسبة لبعض الأشخاص، يعد المساء الوقت المثالي للاسترخاء، حيث ينتهي العمل اليومي وتكون الأمور عموما هادئة. إذا كان الشخص يستمتع بالتأمل في المساء وقادرا على البقاء مستيقظا ومركزا، فإن التأمل في المساء يكون مناسبا جدا
نصائح لتأمل أفضل
عندما يتعلم الفرد مهارة جديدة مثل التأمل، فمن المهم أن يكون لديه أساس جيد، وفهم الطريقة التي يتم بها التأمل أمر مهم للغاية؛ لأن فعل التأمل يعتمد على فهم ذلك الأساس
للحصول على بداية قوية في ممارسة التأمل، هناك بعض النصائح التي قد تساعد:
- صنع مكان هادئ: ممارسة التأمل فيمكان هادئ أمر مهم جداً، خاصةً للأشخاص المبتدئين. عندما يصمم الشخص مكاناً هادئاً للتأمل، يجب عليه التأكد من إيقاف هاتفه المحمول وجهاز الكمبيوتر أو أي جهاز إلكتروني آخر قد يصدر إشعارات.
- تحقق من الجلسة السليمة: لا يوجد حاجة لتطبيق قواعد صارمة في عملية التأمل، ولكن الأمر الأهم هو وضعية الجلوس السليمة، حيث يجب أن يجلس الشخص على حافة السرير أو الكرسي ويثبت قدميه بثبات على الأرض، ويجب أن يكون جلوسه مستقيمًا حتى يتمكن من تحريك عموده الفقري بسهولة
- التأمل ببطء وثبات: التأمل هو فعل يمكن للشخص أن يتطور فيه في كل مرة يقوم فيها بالتأمل، أثناء تعلم تلك الممارسة، يمكن ان يتعرض الشخص للقلق والارق، لكن بمرور الوقت، سيتعلم الشخص كيف يتحكم بهذه المشاعر كي لا يسيطروا عليه. الشيء الأكثر أهمية هو أن يكون الشخص صبورا، ويبدأ ببطء، ثم شيئا فشيئا يضيف وقت للتأمل عندما يبدأ بالشعور بالارتياح
- التأمل في نفس الوقت كل يوم: ليصبح التأمل عادة يجب على الشخص العثور على وقت محدد في جدول يومياته والالتزام بالتأمل في وقته المحدد كل يوم
- المشي والتأمل: يمكن للشخص، مع تقدمه في التمرين، أن يمزج بين المشي والتأمل ويبدأ بالمشي لمدة ربع ساعة يومياً ويركز على تنفسه وحركات قدمه والأصوات من حوله. وفي نفس الوقت، يمكنه ملاحظة كيفية عمل دماغه واختيار إحدى الأحاسيس للتركيز عليها، مما يساعده على التركيز بشكل أفضل
- تجريب تطبيقات التأمل: فيما إذا كان الشخص مبتدئ في التأمل أو يقوم بالتأمل منذ سنين، المتابعة من خلال تطبيقات التأمل يمكن أن تساعد الشخص أن يجعل التأمل عادة أو ينقل التأمل إلى مستوى أعمق. بعض التطبيقات تكلف المال، ولكن يوجد العديد منها بشكل مجاني، يمكن ان يقوم الشخص بتجريب تطبيقات عديدة قبل أن يختار ويلتزم بواحد منها