هل يشعر الميت بمن يدعو له ؟.. وينتفع به
هل يشعر الميت بمن يدعو له
يعلم الميت بمن صلى ودعا له لأنه يستفيد من الأجر، ويشعر بالراحة والسعادة لمن زاره. وفي حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – يستحب للمسلم زيارة القبور، والميت يعرف المسلم الذي يزوره ويرد عليه السلام، وكذلك يتقابل الموتى في عالم البرزخ، الذي يتخلل الفترة من الموت إلى يوم القيامة.
وفي إجابة لجنة الفتوى بالمجمع الإسلامي على سؤال ، قالت: “هل يعلم الميت بمن يدعو له؟” وبالرجوع إلى ما قاله العلماء في هذا الصدد ، وجدنا أن الميت عرف من يدعو له ؛ لأن الميت يكون قد وصل إليه الأجر ، ينتفع به ، فعن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة فيقول: «رب أنى لي هذه الدرجة؟ فيقول: بدعاء ولدك لك»، قال في المجمع: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث. (البيهقي في سننه الكبرى جـ7/صـ 79 حـ 13237).
في كل مرة يمر بها الرسول ﷺ بجانب المقابر، يرحب بأهلها ويقول، إن شاء الله، سنلتقي بكم بعد ذلك. تم ذكر هذا في حديثه عن بريدة رضي الله عنه، حيث قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمهم عند خروجهم إلى المقابر، وكان يقول لهم: السلام عليكم أيها الأهل الأبرار من المؤمنين والمسلمين، وإن شاء الله سنلتقي بكم بعد ذلك، أسأل الله أن يمنحنا وإياكم السلامة.” تم ذكر هذا في “صحيح مسلم.
من وجهة نظر أخرى، لم يجد العلماء والأحاديث دليلا على أن الموتى يستحسنون الصلاة أو يسمعون من يصلي عليهم أو يزورهم، أو يصلهم صلوات الأحياء. عندما ينزل الميت إلى قبره، قد يشعر بمن حوله وتعود روحه إليه، عندما يسأله منكر ونكير. لذلك، المبدأ الأساسي هو أن الموتى لا يسمعون أو يشعرون بحياة الأحياء ما لم يكن هناك دليل على ذلك، ومن الدلائل على ذلك ما ورد في قول الله عز وجل: `إنك لا تسمع الموتى`، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في إجابته لعمر بن الخطاب: `ما تخاطب من أناس قد جفوا؟` فقال: `ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، إلا أنهم لا يجيبون`.
فضل الدعاء للميت
يعتبر دعاء الميت من الأمور التي أمرنا بها الله تعالى، إذ قال الله تعالى: `والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان`. وبسبب أن صلاة الجنازة تصلى على الميت في القبر، يستمر عمل الصلاة كما لو كان الميت حيا، وكأن الميت في القبر ينتظر صلاة أخيه أو والده أو صديقه. وذلك لأنه يشرع التصدق على الميت، وكذلك أداء العمرة والحج، والتصدق على الميت للانتفاع.
كما يعد الدعاء للموتى من النعم التي يتفضل بها الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يجيب دعواتنا ويرزقنا، لأن الناس تختلف في مواقفهم وأساليبهم وطرقهم في التعبير عن حاجاتهم، لكنهم جميعا في النهاية يدعون الله. فإذا دعا أحدهم، فقد حقق فضل الدعاء للميت، حيث يطلب الرحمة والمغفرة للميت كأنه لم يتوقف عمله في هذا العالم. فحقا، الميت يحتاج دائما إلى الدعاء والترحم عليه. اللهم ارحم جميع موتانا.
هل الميت يشعر بمن يبكي عليه
قبل الدفن، يسمع الفقيد صرخات أفراد عائلته. ومن المعروف أنه لا يوجد نص في الشريعة الإسلامية يؤكد أن المتوفى يشعر بالحزن عليه. ويعتقد بعض الناس أن الميت يعلم بكل ما يحدث له. والنص الوارد في الحديث لا يشير إلى شخص يشعر الميت بالحزن عليه أو من يبكي عليه. إذ ذكر الحديث أنه عندما قمت بزيارته وسلمت عليه، استجاب لي. ولكن عندما قرأت القرآن وصليت عليه، حصل على الأجر، ولكن الحديث لا يذكر أن روحه تحوم حولي وتشعرني. وهذا غير صحيح، مما يؤكد عدم وجود نص شرعي يوضح أنه بغض النظر عن من يحزن أو يبكي عليهم، الموتى لن يشعروا بذلك.
هل يحس الميت بمن يزوره
يعرف الفقيد من الذين يزورون قبره، ويشعر بالتعاطف تجاه هذه الزيارة، ويرد التحية لأولئك الذين يستقبلونه. فقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: «رأى النبي صلى الله عليه وسلم أهل القليب، ثم قال: هل وجدتم ما وعدكم ربكم بالحق؟ فقالوا له: أتدعو الأموات؟ فقال: لستم بأسمع منهم، ولكنهم لا يجيبون»
وعن عن بريدة رضي الله عنه قال: ” كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ” أخرجه مسلم في “صحيحه”.
أفضل الأدعية للميت
تم ذكر الكثير من الأدعية التي تفيد الميت في قبره من النبي الكريم
- (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).
- يتم الدعاء بهذه الكلمات: “اللهم اغفر لأحيانا وميتنا وشهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده.
- يتم الدعاء بهذا الدعاء الخاص عندما يتم تسليم شخص ما إلى الله، ويتضمن الدعاء بالحفاظ على الشخص من فتنة القبر وعذاب النار والرحمة والغفران من الله الذي هو مصدر الوفاء والحق.
- يتمنى الداعي بالقول: (اللهم أنت ربها، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، نأتي إليك في حالة الشفاعة، فاغفر لها).
- يا الله، احفظها تحت الأرض، واسترها يوم الحساب، ولا تخزها في يوم القيامة. في ذلك اليوم، لا ينفع المال ولا الأولاد إلا من أتاك بقلب سليم. يا الله، اجعل كتابها في اليمين، واجعل حسابها سهلاً، واجعل ميزان حسناتها ثقيلًا، وثبت قدميها على الصراط المستقيم، وأسكنها في أعلى الجنان، بجوار حبيبك ورسولك صلى الله عليه وسلم.
هل يشتاق الميت لأهله
يتساءل الكثيرون منا عما إذا كان الميت يشعر بأهله ويشتاق إليهم بنفس القدر الذي يشتاقون إليه، ولكن بمجرد أن يموت الإنسان، فإنه يفقد هذه الحياة ويصبح في عالم آخر، ولا يدرك أهله لأنه مشغول بسعادته أو بألمه في القبر، ولن تعود روحه إلى أهله، ولن يشعروا به، ولا يعلمون شيئا عن حالته، لأنه مختفي في السعادة أو الألم، ولكن قد يخبر الله بعض المتوفين عن بعض أوضاع أسرهم، ولكن لا يوجد تفسير محدد، وهناك تأثير لا يمكن الاعتماد عليه، وربما يتعلم المتوفى بعض الأشياء عن أحوال أسرته.