احكام اسلاميةاسلاميات

هل يجوز دفن الميت بدون غسل

دفن الميت بدون غسل

الغسل واجب شرعي على كل حي مسلم من اهل وولي أمر الميت وحق للميت ، وهو لا يسقط لأي سبب ، ولا يجوز دفن الميت بدون غسل ولكن الأمر ليس على الأطلاق ذلك لأن بعض الحالات قد يحدث فيها أمور تستدعي الدفن بدون غسل ، وهي مثل حالات حدوث الأوپئة ، والأمراض المعدية ، فإن كان يُخشى على الشخص الذي يقوم بالتغسيل أن يصاب بمرض أو بعدوى ، فيتم التيمم بدل من الغسل ، فإذا تعذر أيضاً التيمم ، ترك الغسل و التيمم ودفن بدون تغسيل.

نظرا لانتشار الأوبئة في السنوات الأخيرة ، وخاصة جائحة كوفيد-19 التي تأثرت بها العالم بأسره ، فقد تنوعت التحديات بين المسلمين المقيمين في الدول العربية أو الإسلامية والمسلمين المقيمين خارجها. في الغرب ، يمكن أن يكون من الصعب أداء الغسل الشرعي بسبب الإجراءات الاحترازية المتبعة للتعامل مع الوفيات بسبب كوفيد-19. لذلك ، إذا كان بإمكان المسلمين هناك اتخاذ التدابير الوقائية والاحتياطات لأداء الغسل الشرعي ، فعليهم القيام بذلك. وإذا كان الأمر غير ممكن ، فلا إثم عليهم. وفي حالة عدم الاستطاعة ، يمكن للمسلمين الاعتماد على التيمم ولا يكون عليهم إثم.

بالنسبة للمتوفين جراء فيروس كورونا داخل البلاد الإسلامية، فمن واجب الدول توفير عملية الغسل بشروط الاحتياط اللازمة. وإذا رأت الجهات الطبية أن العدوى خطيرة، فيمكن الاكتفاء بالتيمم، وإذا كان التيمم غير ممكن، فيمكن دفن الجثة بدونه، وإذا سهل الأمر، يمكن نضح الماء على الجسد.

وعليه فإن الواجب شرعًا هو الغسل وإن تعذر التيمم ، أما الانتقال إلى دفن الميت بلا غسل ولا تيمم فهو مشروط فقط باحتمالية حدوث مرض لطاقم التغسيل، و إذا دفن شخص بدون الغسل يجب أن يتم إخراجه وتغسيله ، وذلك إذا لم يكن في إخراجه ، خوف من التحلل ، أو التفسخ ، أي كان الجسد بحاله ، ولن يصاب بأذى.

حكم غسل الميت

يعتبر غسل الميت فرضًا وليس واجبًا، وهو فرض كفاية ومتفق عليه بالإجماع، وفقًا للمذهب الحنفي والمالكي والشافعي وأحمد.

فرض الغسل قبل دفن الميت على المسلمين الأحياء ، ولكن يمكن أن يدفن شخص دون غسل إذا كانت وفاته في مكان نائي أو في بلد لا يعرف الغسل. في هذه الحالات يجب على أهل المتوفى ، إذا كان ذلك ممكنا ، إخراج الجثمان وتنظيفه وإعادة دفنه مرة أخرى ، إلا إذا كان ذلك سيسبب ضررا

جواز غسل الميت قبل دفنه بيوم

وفقًا للردود والفتاوى الصادرة عن العلماء حول هذا الموضوع، يجوز غسل الجنازة قبل الدفن بيوم، وإذا تُرك الجثمان لليوم التالي وخرج شيء منه، فإنه لا يتم تغسيله مرة أخرى.

الأمر الأساسي هو الإسراع في عملية الغسل والتكفين والدفن، لذلك يفضل أن تتم عملية الغسل والتكفين والدفن بأسرع وقت ممكن، ولا يوجد مانع إذا تم الغسل قبل الدفن بيوم واحد.

من المستحب دائمًا الإسراع في تنفيذ جميع الإجراءات المتعلقة بالميت، وفقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويجب عدم التأخير في غسله وتكفينه وصلاته عليه ودفنه، وأي تأخير غير مبرر يعتبر غير جائز شرعًا.

وسائل غسل الميت

يعد غسل الميت في الدين الإسلامي فرضا، من فروض الكفاية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بتغسيل الموتى، ويتم غسل جسد الميت كله بالماء مرة واحدة، بدءا من الرأس ووصولا إلى القدم، ويجب تعميم المياه على الجسد بالكامل، وهذا الإجراء واجب شرعا

من الأفضل أن يتم الغسل بنفس طريقة الوضوء والتي تتمثل في البدء بالخطوات التالية:

  • يتم تنظيف الأسنان والأنف وغسل الوجه ويفضل ذلك أن يتم ثلاث مرات، ومن ثم يتم غسل الذراعين والمرفقين، وتنظيف الرأس والأذن وغسل القدم، وبعد ذلك يسكب الماء على الرأس ثلاث مرات ويغسل بالماء والسدر.
  • يتم إفاضة الماء على الجسم بالكامل، بدءًا من الجانب الأيمن ثم الجانب الأيسر، ومن الأفضل أن يتمالقيام بذلك ثلاث مرات وتكراره من ثلاث إلى خمس مرات، ويفضل أن يتم التركيز على الوتيرة.
  • يتم الغسل لجميع الجسد مرات عدة، ولكن إذا كان هناك أي شوائب عالقة أو ملتصقة بالجسم، فلا يتم الغسل إلا بعد إزالتها. يتم الغسل بالسدر والماء ويفضل إضافة الكافور في الغسلة الأخيرة لتطيب الجسم، ويجب أن يكون التردد دائمًا بالغسل.
  • تأتي مرحلة الكفن بعد الموت، وتتمثل في لف الجثة بقماش يغطيها بالكامل من الرأس إلى القدم، يفضل أن يكون القماش ثلاثة لفات كاملة، وهذا ما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم.
  •  ويتم تثبيت الجسم بواسطة ربط أجزاءه، وتحيط بالجسم بحزام، ويتم تحزيم الجزء الواقع فوق الرأس والجزء الواقع تحت الأرجل بواسطة حزام، وكذلك الجزء الواقع في الوسط، وتربط الربطة العقدة على الجسم وتحزم الربطة فوق الرأس والرجل والوسط، لمنع خروج الجسم من المفن، وتقيد جميع الأطراف من فوق الرأس ومن أطراف الرجلين ومن الوسط، وإذا تم وضع الجسم في اللحد، يمكن فك الربطة.

ثواب الوقوف على غسل الميت

بعد وفاة المسلمين، يجهل الكثيرون بعض الأمور المتعلقة بالغسل والتكفين والأدعية الواجبة قولها عند القبر وأفضل الأدعية للميت قبل الدفن، وغيرها من المسائل الشرعية التي يجب علينا تعلمها، ويتم الغسل بواسطة متطوعين يتلقون أجرا، والآخرون يتركونه لأهل الميت سواء قدموا له أجرا أم لا ولا مشكلة في ذلك

هل يجوز لشخص غير أهل المتوفى أن يقوم بتغسيل الجثمان وحده، أم أنه يحتاج إلى شخص آخر؟ وهل هناك شروط لتوقف عملية غسل الميت؟ العلماء قد قرروا بعض الشروط المتعلقة بهذا الأمر

يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشارك في غسل ابنته، بل اكتفى بتوجيه من يغسلها بطريقة صحيحة وشرعية، وهذا الأمر ما زال معمولًا به حتى الآن لمن توفي.

وبالتالي، اتفق العلماء على أن الشخص الذي يقوم بغسل الموتى، إذا كان أمينا وليس لديه سوى من يساعده، فإنه يحصل على ثوابه وأجره، وهذا ما ورد في الحديث النبوي الشريف، حيث يغفر له أربعون مرة من ذنوبه، لذلك فإن الحضور إلى الجنازة إذا كان واجبا وفي حالة الحاجة فإنه جائز، والمساعدة في ذلك تحمل أجرا عظيما، وهذا ينطبق أيضا في حالة التكفين، حيث يلبس الله للشخص الذي يقوم بها ثوبا من الحرير في الجنة، وبالنسبة للدفن، يجب أن يكون الشخص المشرف عليه على دراية كاملة بأسلوب وطريقة دفن الميت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى