احكام اسلاميةاسلاميات

هل يجوز الصيام بدون سحور

حكم من فاته السحور

هل يمكن الصيام بدون تناول السحور؟ يتساءل البعض عما إذا كان يجوز الصيام دون تناول وجبة السحور. فالسحور، أي تناول الطعام قبل الفجر، كانت سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يرد في القرآن أو السنة شيء يفرض تحديدا تناول السحور. فعملية تناول السحور ليست بالضرورة فرضية للصيام، ولكننا نرغب جميعا في أداء الصيام بالشكل الأكمل وأفضل طاقتنا الممكنة، حتى نتمكن من أداء العبادات الأخرى التي تزيد من الأجر في هذا الشهر المبارك. وأفضل طريقة لذلك هي اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تناول وجبة السحور كما أمرنا. فشهر رمضان يتعلق بالصيام واتباع أوامر الله سبحانه وتعالى. وهناك فرص لا حصر لها للاستفادة منها خلال هذا الشهر، ويسعى المسلمون للتوبة عن الذنوب وزيادة تقواهم وخشوعهم لله عز وجل. فالسحور والإفطار هما عنصران مهمان في رمضان حسب ما يعتقده المسلمون.

السحور جزء حيوي من الصيام، حيث يتناول المسلمون وجبة سحور صحية ليبقوا بصحة جيدة طوال النهار أثناء الصيام. والطريقة الصحيحة لتناول وجبة السحور هي تناول الطعام بإعتدال، حتى لا يتخطى الصائمين حدودهم. يمكن تناول عدة وجبات سحور طوال الشهر، ولكن الإفراط في ذلك ليس مستحبا دينيا. وفي الحديث النبوي يذكر السحور بالخير والبركة، ويشجع الصائمين على تناول السحور لأنه يساعدهم على إتمام الصيام بنجاح ويمنحهم البركة الدينية والدنيوية. ويعتبر السحور الوقت المناسب لتناول وجبة صحية مفيدة للمسلمين لمساعدتهم على الصيام طوال النهار.

فضل السحور

في السحور بركة عظيمة وفوائده فى الدنيا والآخرة:

  • يتعلق الأمر بالقدرة على العبادة والاستعانة بالله تعالى خلال النهار، مثل الصلاة والقراءة والذكر، فالجوع يشتت الانتباه ويحول دون العبادة والتركيز على الطعام
  • يؤدي الصيام بدون سحور إلى سوء الخلق والغضب الذي ينشأ من الجوع، مما يؤدي إلى فقدان الأجر بالكامل. يقلل السحور من الجوع خلال فترة الصيام، مما يقلل من الغضب ويجعل التعامل مع الآخرين بطريقة حسنة .
  • بسبب سحوره، يمكن للصائم أن يستمر في الصيام بسهولة نظرًا لخفة العبء الذي يشعر به عند الإفطار، مما يزيد رغبته في الصيام ويمنعه من الشعور بالتعب.
  • من الفوائد الدينية لإتباع سنة رسولنا الكريم هو أن المتسحر الذي ينوي بسحوره امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بسنته، فسيكون سحوره هذا بمثابة عبادة وسيحصل على أجر بذلك. كما إذا نوى المتسحر بأكله وشربه لتقوية بدنه على الصيام نهاراً والقيام ليلاً، فسيحصل على أجر على ذلك أيضًا .
  • يمكن أن يكون السحور جسرًا لقيام المسلم بالذكر والدعاء والصلاة في آخر الليل، نظرًا لأن هذا الوقت يعد وقتًا مباركًا لإجابة الدعاء
  • السحور أيضاً يعد جسراً لأداء صلاة الفجر مع الجماعة، وفي وقتها، وبالتالي يزداد عدد المصلين في صلاة الفجر في شهر رمضان أكثر من أي شهر آخر من السنة، لأنهم يستيقظون لتناول السحور والصلاة.

ينبغي على كل مسلم أن يتناول وجبة السحور وعدم تركها للنوم أو أي شيء آخر، ويفضل أن يتناولها بفرح وسهولة عند إيقاظه للسحور، وأن يكون مرتاح النفس ومطيعا لأمر رسول الله ﷺ، حريصا على تحقيق الخير والبركة من خلال تناول وجبة السحور، لأن النبي ﷺ أكد على أهمية تناولها، ويجب أن يتم تناولها بما يتوفر من طعام وشراب دون الحاجة إلى طعام محدد، ولكن يفضل أن يكون الطعام صحيا ومفيدا مثل التمر والزبادي واللبن والخيار والبطيخ، ويجب التفكير في تناول وجبة السحور التي تمده بالسوائل طوال فترة الصيام .

أفضل وقت للسحور

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالسَّحُورِ قَالَ قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً رواه البخارى فهذا الحديث دليل على إستحباب تأخير السحور إلى قبل الفجر، فقد كان بين انتهاء تناول سحور النبى ﷺ ومعه زيد رضى الله عنه من سحورهما، ودخولهما لصلاة الفجر قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية من القرآن، كقراءة متوسطة لا سريعة ولا بطيئة، وهذا يدل على أن وقت الصلاة قريب من وقت الإمساك.

تأخير السحور إلى منتصف الليل جائز ولكنه مخالف للسنة، فالسحور يسمى بهذا الاسم لأنه يتم في وقت السحر وهو آخر جزء من الليل. إن تأخير السحور مهم للصائم ليكون نشيطا، حيث يعزز السحور قوة الجسم في الصيام ويحافظ على نشاطه. لذلك، تأخير السحور يعتبر حكمة نصحنا بها رسولنا الكريم، وينبغي على الصائم أن يلتزم بهذا الإرشاد النبوي ولا يستعجل في تناول السحور.

ومن أداب السحور التي وصى بها أهل العلم ألا يسرف المسلم في وجبة السحور، بل يجب أن يأكل بمقدار معتدل، فإنه لا يملأ الإنسان وعاء شرا من بطنه ومعدته، فالكثير من الطعام يؤدي إلى الكسل والتراخي، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: `نعم سحور المؤمن التمر` يشير إلى هذا المعنى، فإن التمر هو أفضل وجبة سحور في رمضان بالإضافة إلى قيمته الغذائية العالية، حيث يكون خفيفا على المعدة وسهل الهضم، وسبحان الله، يشعر الإنسان بالشبع

فيعلمنا رمضان أشياء كثيرة، كالصبر والتقوى والانضباط، فيجب على المسلمين أن يجتهدوا فى هذه إستغلال الفرصة، فمن فوائد الصيام أنه فرصة لك لتجديد هويتك الإيمانية وعلى عكس ما يعتقده الكثير من الناس، فإن رمضان ليس تجربة فردية ولكنه يتعلق بالمجتمع، وأفضل ما فى الصيام هو أن يصوم المسلمون معاً، مما يتيح لنا التطابق مع بعضنا البعض فى طاعتنا لله سبحانه وتعالى، فهذا يقوينا كمسلمين، فتعليمات القرآن واضحة تماماً فيما يتعلق بالصيام، ففى سورة البقرة قوله تعالى: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” فلم يرد ذكر فى الحديث أو القرآن فى أنه إذا لم يستيقظ المرء للسحور فإنه يًعفى من صيام ذلك اليوم، فإذا لم يأكل المسلم السحور فلا يصح إعفاءه من الصيام فصيام رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو صفة مميزة لما يعنيه حقاً أن تكون مسلماً، فترك الصوم عمداً إثم، والسحور ليس واجباً فى الصيام

وجبات للسحور

ومع ذلك، قبل بدء يوم طويل من الصيام، يجب أن تتناول وجبة خفيفة للسحور، حيث يمكن أن تساهم الأفكار الذكية للسحور في تحسين أدائك اليومي خلال فترة الصيام بشكل كبير، على النحو التالي:

  • فواكه وخضروات : الفواكه والخضروات هي الخيار المثالي للسحور، حيث إنها تحتوي على نسبة عالية من الماء والعناصر الغذائية اللازمة للجسم، كما أن تناول الفواكه المجففة مثل التمر يعد من الخيارات المفضلة في رمضان.
  • البروتين : فكر في البروتينات التي يتم تناولها في وجبة الإفطار اليومية مثل البيض والجبن واللبنة والفول
  • الخبز : قم بإعداد شطيرة أو وعاء من الشوفان لتناول وجبة سحور سريعة وسهلة.
  • زبادى او لبن : الحليب أو الزبادي يحتويان على الكالسيوم ويمكن الحصول عليهما بسهولة ويساعدان في ترطيب الجسم.
  • الماء : – قبل الصيام، يجب شرب كمية كافية من الماء من وقت الإفطار حتى وقت السحور لترطيب الجسم، وتجنب الأطعمة المالحة التي يمكن أن تجعلك تشعر بالعطش خلال يوم الصوم الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى