احكام اسلاميةاسلاميات

هل يجوز الجمع بين الزكاة والصدقة

تختلف أساليب العبادة لله عز وجل، حيث يسعى الجميع إلى إرضاء الله والحصول على رضاه ونعمه، وبخاصة أن الزكاة هي أحد أركان الإسلام التي يكتمل بها إسلام الفرد، ومن الواضح أن الزكاة والصدقة هما مختلفان تماما، والفرق بينهما واضح في الشريعة.

جدول المحتويات

هل يجوز الجمع بين الزكاة والصدقة

  • لا يوجد خلاف في فضل الزكاة، ولكنها فريضة، وفضل الصدقة معروف لدى الكثيرين، ولكن يتساءل الكثيرون عن جمع النية بين الزكاة والصدقة.
  • وفقًا للشريعة الإسلامية واتفاق أهل العلم، فإنه لا يجوز الجمع بين الزكاة والصدقة، وقد صرح بن حزم بأنه لا يجوز أن يعتبر إخراج المسلم للزكاة بأمره من نفسه أو من وكيله كافيًا، إلا إذا كان قصده هو أن يكون هذا الإخراج هو الزكاة المفروضة عليه
  • كما أن من أخرج مال بنية الزكاة والصدقة معاً، فهنا لا تحسب له زكاة المال، ولكنها تحسب له صدقة تطوعية، يجازيه الله عليها، ولكنه لا يمكن اعتبارها زكاة مال، والزكاة محدودة ومعلومة ولا يمكن أن تقل عن المحدد لها، بينما الصدقة لا حدود لها، ولا فرض فيها، فهي أمر بين العبد وربه، يضاعف بها اجرة، ويرزق بها الثواب.
  • ومن قام بتجاهل دفع الزكاة مرارًا دون علم عليه أن يحاسب عليها بأثر رجعي للسنوات السابقة، حيث إن الزكاة فرض ولا يوجد مجال لأي نوايا أو حسابات خاطئة فيها، وهي إلزامية لمن يملك محصولًا زراعيًا أو مالًا أو ذهبًا أو أراضيًا أو تجارةً، ويكون الأمر واضحًا في الشريعة بهذا الصدد.
  • عدم إخراج الزكاة بعد مرور العام وليس لديه نية لللمشاركة في الزكاة غير مقبول، ويجب إخراج الزكاة فورًا عندما يعلم الشخص بوجوبها وعدم تأجيلها كرواتب شهرية، ويمكن إخراجها على شكل دفعة عاجلة وليس تأجيلها.
  • وقال صاحب الأشباه والنظائر وهو يتكلم عن موضوع التشريك في النية: من الأمثلة الثالثة: إخراج خمسة دراهم والنية بها للزكاة وصدقة التطوع، إذا لم تتحقق الزكاة، ستصبح الصدقة التطوعية بدون خلاف.

فضل الصدقة

الصدقة تعرف بأنها كلمة مشتقة من الصدق، وهي دلالة على صدق إيمان المرء وتعرف بأنها عطاء وبذل في سبيل الله، وهدفها الحصول على رضا الله وعفوه، ودفع الأذى عن النفس والأولاد والمال، والحصول هلة مكانه محمودة عند الله عز وجل شانه، كما إنها امر مستحب، ولكنها ليست واجبة ولا مشروطة ولا محددة.

مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة تنمو سبع سنابل، وفي كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء، والله واسع عليم. الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منها، ولا يتعرضون لأذى، لهم أجرهم عند ربهم، ولا يخيفهم ولا يحزنون. وفي آية أخرى: “من يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له أضعافا كثيرة، والله يقبض ويبسط، وإليه ترجعون

وقول الحق تعالى “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ” وهنا يقصد بها الصدقة لأننا اوضحنا أن الزكاة لا تجوز على الوالدين.

ومن الآية الكريمة يتبين فضل الصدقة على الأقارب، إذ تستحب الصدقة للأقارب وتزيد من الترابط والتقوى في القلوب، وتعزز العلاقات وتزيل الحقد والحسد من النفوس.

فضل الزكاة

قد لا يعرف الكثيرون ما هي أركان الإسلام، ومن بين هذه الأركان الزكاة التي تكمل بها عقيدة المسلم، وتعمل على تطهير المال وتنقية النفس، وإعطاء حقوق المسلمين في الثروة لأنهم إخوة، والله تعالى وضع نظاما اجتماعيا للدين لا يمكن هدمه، ويعمل على توطيد العلاقات والشعور بالفقراء والتقرب من الله تعالى بالعبادة.

مثلما الزكاة معروفة ومحددة ومشروعة، فقد شرعها الله تعالى وحددها، وذلك وفقا لما يمتلكه المسلم وما لديه من أموال ولكل نوع من الأموال أو الحد الأدنى للزكاة نصيبه الخاص، وخاصة أن الزكاة تفرض على أمور معينة مثل الذهب والفضة والأبل والأنعام بأنواعها، والأرض وثمارها، ويتم دفعها في وقت محدد ولا يجوز تأجيلها أو تسويفها، وإنها معروفة لمن يخرجها، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: “إن البر ليس أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر هو أن يؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والأنبياء وأن يتصدق بماله حبا لله على ذوي القربى والأيتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي سبيل الله وأن يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البلاء والمحن، فإنهم هم الذين صدقوا وهم المتقون

الفرق بين الزكاة والصدقة

يختلف مفهوم الزكاة عن الصدقة كثيرًا، فلكل منهما فضله، ولكل منهما تشريعه، ولا يجوز الخلط بينهما في المصطلح ولا في العطاء، فيجب على المسلم معرفة أصول التشريع، حتى لا يقع تحت طائلة التضليل والجهل ومخالفة الدين.

  • الزكاة: تجب الزكاة على أصناف معينة من الممتلكات، بما في ذلك الثمار والزروع والذهب والفضة، والأنعام مثل الإبل والبقر والغنم.
  • الصدقة: يمكن للإنسان التخلي عن أي شيء يملكه، سواء كان صحته أو أولاده، دون هدف سوى ابتغاء مرضاة الله عز وجل.
  • تحدد الزكاة بمقدار محدد وهو الممتلكات التي يمتلكها الفرد، وتحسب بنسبة محددة وفقًا لما لديه، وهي نسبة محددة في الشريعة والدين، بينما تحدد الصدقة بما يتسامى به الشخص، أي بأي مبلغ يريد الشخص إنفاقه في سبيل الله عز وجل.
  • توزع الزكاة على فئات محددة، وهم الغارمون، وابن السبيل وفي الرقاب، وفي سبيل الله والمساكين وابن السبيل والعاملون عليها، بينما يمكن إخراج الصدقة على هذه الفئات بالإضافة إلى أي شخص آخر، فهي غير مشروطة.
  • لا يحبذ ولا يجوز نقل الزكاة خارج البلاد، فمن الأفضل إنفاقها داخل البلاد التي يقيم فيها المستحقون، بينما يمكن ويجوز إنفاق الصدقة في أي مكان وعلى أي شخص يستحقها.
  • تبقى الزكاة في ذمة الورثة بعد وفاة صاحبها، وتقدم على الميراث والوصية، ولا يجب على أي فرد دفع أي شيء على الصدقة.
  • يتم حساب صاحب الزكاة في يوم القيامة ويسأل عنها، أما الصدقة فلا يحاسب عليها في حال عدم إخراجها، إذ تعتبر تبرعاً ولها ثواب عظيم، ولكن الله سبحانه وتعالى يجازي عليها بالخير والثواب فقط.
  • تجوز الزكاة فقط في مخارجها، وكما وضحنا سابقًا، لا يجوز إعطاء الصدقة للأغنياء والأقوياء وجميع خلق الله تعالى.
  • الصدقة تجوز للأقارب والغرباء، بينما الزكاة تنفق من أغنياء وأثرياء البلد إلى من فيها، حتى لو لم يكنوا أقاربا.
  • لا يجوز دفع الزكاة من قبل الوالدين أو الأجداد أو الأولاد، حيث يُعرفون في الدين بالجور والفروع، بينما يجوز دفع الصدقة من قبل الجميع.
  • – الزكاة لا تفرض على غير المسلمين، بينما يمكن فرضها على الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى