هل ملك الموت يقبض روح الحيوانات ؟ ” واين تذهب روحها
هل ملك الموت موكل بقبض أرواح الحيوانات
قال العلماء إن المسائل الغيبية لا يجوز إثباتها أو نفيها إلا بدليل يثبتها أو ينفيها فما أثبته النص كتابٌ وسنة في أمر من أمور الغيب وجب إثباته وما نفاه الكتاب والسنة منها فإن الواجب نفيه وما لم يثبته الكتاب والنسة فإن الواجب علينا ألا نثبته ولا ننفيه والمتقرر عن العلماء أن لا مدخل للعقول في مسألة الغيب
فينبغي في مثل هذه المسائل أن نربي أنفسنا وعقولنا وأبنائنا وطلابنا على ألا يدخلوا عقولهم فيها وألا يكثروا من مثل هذه الأسئلة التي ربما أوجبت لهم شيئاً من الشبهات أو الخيالات الفاسدة التي تفسد عقيدتهم وعلينا أن نربيهم على أن يعظموا أمر الله تبارك وتعالى وأن لا يدخل في مثل هذه المسائل
وإذا علم هذا فليعلم أن الله تبارك وتعالى أخبر أن الملك الذي يقبض الأرواح إنما هو ملك الموت فالذي يقبض أرواح بنى آدم إنما هو ملك الموت وأما أرواح البهائم والطير وغيرها من سائر أصناف الحيوانات والطيور على وجه الكرة الأرضية فإننا لا نعلم نصاً ورد فيه ذلك لا من الكتاب ولا من السنة الصحيحة ليس هناك دليل يدل على ذلك وعلى أن ملك الموت هو الموكل بقبض أرواح الحيوانات والبهائم والطير.
- القول الأول: توجد بعض الأحاديث التي لا يثبت صحتها، تتحدث عن الحشرات والقمل والبراغيث والجراد والخيول والبغال والأبقار وغيرها، وتقال أنها تسبح وعندما تنتهي تسبيحتها، يأخذ الله أرواحها ولا يتدخل ملك الموت في ذلك. ولكن هذه الأحاديث ضعيفة السند ولا يعتبر صحيحة، بل يتفق عليها كثير من أهل العلم بأنها أحاديث موضوعة.
- القول الثانى: يعتقد بعض أهل العلم أن الملك الذي يأخذ الأرواح على وجه الأرض والعموم هو ملك الموت، وأنه يأخذ أرواح جميع المخلوقات من البشر والجن والحيوانات والطيور وغيرهم.
- القول الثالث: قال بعض أهل العلم إن الله عز وجل هو الذي يتوفى أرواح البهائم والطيور بنفسه، فيعدم حياتها.
- القول الرابع: وكما ذكر العلماء، فإن الله هو الأعلم بالأمور. والمكلف بقبض الأرواح البشرية هو الملك الموت، أما المكلف بقبض أرواح الحيوانات والطيور فأمره إلى الله. ولم يكلفنا الله بمعرفة ذلك، فالبحث عن إجابات لمثل هذه الأسئلة لا فائدة فيه، وهو من البحث الذي نهى عنه النبي محمد. فلنترك هذا الأمر لله ونركز على الأمور الهامة والمفيدة.
روح الحيوانات بعد الموت
بشأن قبض أرواح الحيوانات ومصير روح الحيوان بعد موته، أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أن ملك الموت يقبض أرواح البشر، فقال تعالى في سورة السجدة آية 11: `قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون`
بالنسبة للحيوانات، لم يتم ذكر قابضها أو هيئة ملك الموت الذي يأخذ أرواحها. وقد بذل العلماء جهودا لاستنتاج من يأخذ أرواحها، واتفقوا على أن ملك الموت هو الذي يأخذ أرواح جميع المخلوقات، ولكن بعضهم يرجح أن الله هو الذي يتوفى الحيوانات بنفسه.
أخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه في الحياة الآخرة ستقام القصاصة بين جميع الحيوانات. والقرآن يشير في مواضع عديدة إلى أن جميع الحيوانات ستبعث في يوم القيامة، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الأنعام، الآية 38: `وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ۚ ما فرطنا في الكتاب من شيء ۚ ثم إلى ربهم يحشرون
فكل الحيوانات تُحشر يوم القيامة مع الأنس والجن كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم”لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة”، حيث يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم أن المظالم لا يمكن أن تضيع حتى المظالم بين الحيوانات حتى يقتص منها الله ثم بعد أن يقتص الله عز وجلّ يجعلها تراباً فذاك هو اليوم الذي يقول فيه الكفار يا ليتني كنتُ تراباً ويتمنى أن يكون مثل هذه الحيوانات ولا يعذب في النار.
سكرات موت الحيوانات
قال الله عز وجلّ في كتابه العزيز في سورة ق آية 19 (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) فالسكرة هي حالة تعرض ما بين الإنسان والحيوان وبين عقله أي عدم إحكام سلطة العقل على الجسد وهناك عائق في التحكم فإن الحيوانات لها روح تُقبض فهناك علاقة بين الروح والجسد فالروح متعشقة للجسد
فحينما يأتي أمر الله عز وجلّ أن تخرج الروح من الجسد فخروجها يكون فيه فراق مؤلم لصاحب الجسد فيشتد الآلم ويحصل له هذه الحالة من حالات الحيلولة بينه وبين العقل، فالروح خروجها من الجسد يشبه بأن لو آتيت بسيخ ووضعته على النار حتى يسخن بشدة ثم وضعته فوق صوفه ونزعته منها فانظر بذلك بأي شيئاً يخرج.
هل الحيوانات لها روح
غالبًا ما يتم الادّعاء بأمورٍ لا أساس لها من الصحّة، سواءً في العلم الشرعي أو العلم العام، ويردّد بعض الناس هذه المزاعم دون وجود دليل يؤيّد ذلك، وهذا النوع من العلم الخاطئ الذي لا يجوز لنا الحديث عنه إلا بالاستناد إلى النصوص القرآنية، فمثلاً يوجد أشخاص يقولون إن الحيوان لا يملك روحًا، ولكن ما هو الدليل على ذلك؟
- في الآية 12 من سورة التحريم في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (فنفخنا فيه من روحنا). لماذا لم يقل الله عز وجل: فنفخنا فيه الروح؟ يريد الله عز وجل أن يوضح لنا أن الروح التي نفخت في الإنسان هي روح مشرفة. إذا كانت الروح فقط هي التي بثت في الإنسان، لكان الله يذكر نفخه فيه الروح وليس من روحنا. فالروح لها درجات، وكذلك الناس عندما يخرجون أرواحهم تكون متنوعة، فروح طيبة تأتي من قبل الأرض وروح خبيثة تأتي من قبل الأرض. لذا يأتي الطيب والخبيث في ضوء التصرفات والأعمال. ولكن في النهاية، إما أن يتلوث الإنسان روحه ويفسدها، أو أن ينجح من يزكيها، ومن يخسر يلقي بها في الخسارة. وبناء على ذلك، يأتي الحيوان بداخله روح.
- في آية (49) من سورة آل عمران في القرآن الكريم، يذكر المسيح عليه السلام إحدى دلائل نبوته عندما يقول: “إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فأنفخ فيه فيكون طيرا، بإذن اللـه”. والملفت في هذه الآية هو تحول الطين المصنوع على شكل طائر إلى طائر حي يتحرك بإرادة الله، ويوجد حالتان مختلفتان للتنفس في هذه الآية: الحياة والروح.
- يقول حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم `لا تتخذوا شيئًا فيه الروح غرضًا`، وجاء هذا الحديث عندما مر النبي محمد على بعض الأنصار ووجدهم يضعون حمامة ويطلقون الأسهم عليها وهي حية.
المراجع
- من يقبض أرواح الحيوانات وما مصيرها؟
- الحكم على حديث: «هلك المتنطعون»
- حال الحيوانات في البرزخ ويوم القيامة، وحكم البكاء على موت الحيوانات
- يقتص للشاة الجماء من القرناء
- الحيوانات والحشرات لها أرواح ويقبضها ملك الموت
- سكرة الموت وشدته
- هل للمخلوقات الأخرى أرواح – الفرق بين الروح والنفس والجسد
- الموسوعة الحديثية