اسلاميات

هل طلاق ” الحائض  ” يقع ؟

مفهوم الطلاق

الطلاق لغةً يعرف بأنه التحرّر من الشيء والتحلّل والتخلص منه، وجمعه في اللغة أطلاق، أما الفعل منه طَلَقَ، فيمكن القول مثلاً طلق المسجون ما يعني أنه تحرّر قيده وأطلق سراحه، وطُلّقت المرأة من زوجها معناه أي تحررت من زوجها، و بالتالي لم تعد على عصمته، قد يعني الفعل طلق أيضاً العطاء فهو كناية عن الانشراح والبسط، مثلاً حين يقال “طلق يده بالخير” أي بسطها وبذلها لكي يعطي، وكلمة طلقه مالاً أي أنه أعطاه هذا المال.

أما اصطلاحاً يعرف: إزالة عقد النكاح أو القران يتم بلفظ محدد لهذا الغرض، أو بأي كلمات أو عبارات تشير إلى النكاح الذي تم بموجب العقد بكل شروطه وأركانه، ويعتبر الطلاق حقا يحتفظ به الزوج فقط، وبالتالي تعرف بعض التعريفات للطلاق بأنه ينهي النكاح عندما يرغب الزوج في ذلك، ويمكن أن يتم الطلاق عن طريق من يمثل الزوج، ويمكن أن يتم الطلاق دون انتداب، ويتم ذلك بواسطة القاضي فقط، ويمكن أن يتم التفريق بين الزوجين بموجب اتفاق بينهما، أو بناء على طلب تقدم به الزوجة أو الوصي عنها، إذا لم تستطع المحافظة على العلاقة الزوجية بسبب القيود المحددة والمقررة، ويمكن أيضا أن يتم التفريق بين الزوجين عن طريق القاضي إذا تم توفير الشروط والأحكام الخاصة بالطلاق ومعرفة الأحكام الخمسة للطلاق

هل طلاق الحائض يجوز

يتسائل معظم الناس عن طلاق الحائض إذا كان يقع أم لا في الحقيقة طلاق الحائض يقع إذا طلّق الرجل زوجته عندما تكون حائضاً إلا أنّه يكون اقترف ذنباً يجب عليه الاستغفار والتوبة منه، ويكون الطلاق السني عندما لم تكن المرأة حائضاً عند وقوع الطلاق وهو مباحٌ شرع وتتعدد أنواع وأحكام الطلاق في الإسلام، وقد ورد حدسث لرسول الله ﷺ قال: “ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاء طلق وإن شاء أمسك”  إذا حدث طلاق الحائض يجب على الرجل رد زوجته إلى عصمته.

أنواع الطلاق

يمكن تمييز أنواع الطلاق استنادًا إلى عدة عوامل، مثل الحكم وجواز الرجعة والعوض وتعليق الطلاق وصيغته والطلاق البدون سبب.

  • الطلاق السني هو طلاق المرأة التي دخل بها الزوج في العلاقة الزوجية ولم تكن حائضًا أثناء الطلاق، وهو جائز شرعًا، ولكن يعتبر الطلاق خطيئة إذا طلّق الرجل زوجته أثناء دورتها الشهرية، وعليه أن يستغفر ويتوب.
  • يعتبر الطلاق البدعي الذي قسمه العلماء إلى نوعين، الأول هو الطلاق البدعي من حيث الوقت، حيث يطلق الزوج زوجته في وقت حيضها أو نفاسها أو في وقت كانت فيه طاهرة جامعها ولم يتبين حملها، ويعتبر هذا النوع من الطلاق غير شرعي والفاعل مذنب، ويتوجب عليه إعادة زوجته إذا لم تكن هذه هي الطلقة الثالثة، والنوع الثاني هو الطلاق البدعي من حيث العدد، حيث لا يجوز للزوج أن يطلق زوجته بأي عدد من الطلقات غير الشرعية، مثل القول “أنت طالق بالثلاثة” أو “أنت طالق، طالق، طالق” في المجلس نفسه، وفي هذا النوع من الطلاق يحدث طلقة واحدة فقط، ويعد الفاعل مذنبا، ويجب معرفة أنواع الطلاق
  • يتيح جواز الرجوع في الطلاق الرجعي للرجل إمكانية إطلاق زوجته مرة أو مرتين، ثم يمكنه استردادها قبل انتهاء العدة. إذا انتهت العدة ولم يسترد الرجل زوجته، فإن الطلاق يصبح طلاقا بائنا صغرى، مما يقلل من عدد الطلقات التي شرعها الله تعالى. ويجوز للزوج استرداد زوجته خلال فترة العدة حتى لو لم تكن الزوجة ترغب في العودة، ويجب معرفة أحكام الطلاق
  • الطلاق البائن وقد قسَّم العلماء الطلاق البائن إلى نوعَين:
  1. إن طلاق بائن بينونة يحدث عندما يطلق الرجل زوجته قبل أن يدخل بها، أو يطلقها بعد أن يدخل بها ولكن بشرط الخلع، وذلك بشرط ألا يصل عدد الطلقات إلى ثلاثة، لأن المرأة حينها لن تحل لزوجها إلا بعد عقد ومهر جديدين تحتاج لإذن من وليها.
  2. الطلاق البائن بينونة كُبرى: وهو أن يُطلّق الرجل الزوجة ثلاثاً من الطلقات، سواءاً بعِوض، أو دون عِوض، و لن تحلّ المرأة المطلقة ثلاث طلقات لزوجها إلا بانقضاء عدّتها من زوجها الذي طلّقها،  ومن ثمّ تتزوج زواجاً آخرَ بشرط أن  يكون زواجاً صحيحاً يُدخل بها فيه، ثمّ طلاقها من الزوج الآخر طلاقاً بائناً، وانقضاء عدّتها .
  • من الناحية الفقهية، يمكن تصنيف الطلاق إلى نوعين: الطلاق بدون عوض، والذي يكون عندما يحل عقد التزويج من قبل الزوج، ودليل جوازه هو قول الله تعالى: `الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان`. والطلاق بالعوض، وهو الخلع، ويشير إلى انفصال الرجل وزوجته مقابل دفع مبلغ نقدي أو مادي، وذلك من خلال استخدام لفظة الطلاق أو الخلع. يسمح شرعا بهذا النوع، ولكنه غير مستحب، ويستمد مشروعيته من نص القرآن الكريم الذي يشير إلى أن الزوجين هما لباس لبعضهما البعض. يمكن إجراء الطلاق بدون عوض، وفي حالة الخلع يتم الانفصال مع تقديم مقابل أو عوض من قبل الزوج. يمكن للمطلق إعادة زوجته في فترة العدة شرط ألا يكون قد طلقها ثلاث مرات، أما المخالع فإن الحماية لم تعد في يده بعد إجراء الخلع وبتحقيق شروط الطلاق
  •  يتم تقسيم الطلاق من حيث التعليق وعدمه إلى أنواع عدة، وذلك حسب رأي العلماء، حيث يتم تصنيف الطلاق على النحو التالي:
  • الطلاق المُنجَز: هو نوع من الطلاق يصدر فوراً عندما ينطق به الزوج أو يقول لزوجته: `أنتِ طالق`، ويحدث هذا النوع من الطلاق فوراً وبشكل فوري.
  • الطلاق المُضاف: هو نوع من الطلاق الذي يتم إضافته بشكل مؤجل، ويحدث عندما يحين الموعد الذي حدده الزوج له، مثل قول الزوج لزوجته: `أنتِ طالق بعد غدٍ` أو شيء مشابه لذلك.
  • الطلاق المُعلَّق: هو الطلاق المشروط أو الذي يتم ربط وقوعه بحدوث شيء ما في المستقبل، ويتم ذلك باستخدام أداة من أدوات الشرط أو ما يشابهها. ينقسم هذا الطلاق بدوره إلى نوعين؛ إما تعليقا لفظيا يتم ذكر أداة الشرط فيه، أو تعليقا معنويا يتم الإشارة إلى أداة الشرط ضمن المعنى أو بشكل ضمني. مثال على ذلك أن يقول الرجل: “علي الطلاق لا أفعلن كذا.
  •  بناء على صياغته، يمكن تقسيم الطلاق في الفقه إلى نوعين. الأول هو الطلاق الصريح، حيث يطلق الرجل زوجته بلفظ يعبر عن الطلاق. وهذا هو الاستخدام الأكثر شيوعا، مثل قوله لها: `أنت طالق` أو `طلقتك`. ولا يحتاج هذا النوع من الطلاق إلى نية أو إشارة صريحة إلى الطلاق، لذا لا يلزمنا أن ننظر إلى ادعاء الزوج بأنه لم يكن يقصد الطلاق. النوع الثاني هو الطلاق الكنائي، حيث يطلق الرجل زوجته باستخدام لفظ يحمل معنى الطلاق ومعنى آخر. وعادة ما لا يستخدم الناس هذا النوع من الطلاق إلا إذا كانوا يقصدون الطلاق بشكل واضح. على سبيل المثال، يمكن للرجل أن يقول لزوجته: `الحقي بأهلك` أو `أنت بائن`. وهناك العديد من العبارات الأخرى التي لم يرد ذكرها.
  •  الطلاق بغير سبب (التعسّفي) يُقصَد بالتعسّف الإساءة باستخدام الحقّ الشخصيّ مما يلحق ضرراً بالغير، إمّا للمبالغة في حقّ الاستعمال المُباح عادةً، أو لما يترتب من ضرر بالغير حيث الضرر أكبر من تحقيق منفعة صاحب الحقّ، وقد سُمِّي الطلاق التعسُّفي بذلك لأنّ الزوج يريد من استخدام حقه في الطلاق فقط إيذاء الزوجة.
  • يتفق الفقهاء وعلماء الدين على أنه إذا طلق الرجل زوجته وهو يعاني من مرض مميت، فإن الطلاق يعتبر بائنًا بالطلاق، ولكنهم يختلفون فيما يتعلق بالإرث إذا كانت المرأة سترث منه أم لا.

شروط الطلاق

شروط الطلاق عند الرجل الذي يطلق:

  • يجب أن يكون العقد الزواجي صحيحًا ومثبتًا أصولًا، ويتم عقده بين الطرفين.
  • – يجب أن يكون الرجل بالغًا عند البلوغ، حتى لا يتم تصنيف الطلاق لطفل مراهق أو غير مراهق وغير مميز.
  • يجب أن يكون العقل عاقلًا وليس مجنونًا أو معتوهًا، حيث أن الطلاق لا يحصل إذا كان أحد الطرفين مجنونًا أو معتوهًا.
  • يجب أن يكون الرجل مقصدًا للزواج وليس مجبورًا عليه في القصد والاختيار.

شروط المرأة التي تطلق:

  • يجب أن يكون هناك علاقة زوجية بين الرجل والمرأة، ويجب تثبيتها بعقد ووثيقة رسمية.
  • يجب على المطلقة تعيين الصفة والإشارة، وقد اتفق علماء وفقهاء الدين على هذا الأمر.

شروط صيغة الطلاق: يعني الطلاق هو اللفظ المستخدم للتعبير عن إرادة المطلق بالطلاق، ويمكن أن يكون اللفظ لفظا أو كتابة أو حتى إشارة. إذا كان اللفظ ضمنيا ، يجب أن يتضمن التأكيد وليس الظن. يشترط الشرط الثاني وجود نية واضحة في الطلاق الصريح ، أما في الكنايات ، فيجب وجود نية.

أحكام الطلاق

إذا طلق الزوج زوجته طلقة أولى أو طلقتين وكان هذا الطلاق طلاقاً رجعياً، يحق للزوج أن يرد زوجته إليه مرة أخرى ولو لم تكن راضية أثناء فترة العدة فقط، العدة تختلف باختلاف بحسب حال المرأة المطلقة، فإذا كانت المطلقة حاملًا، فعدتها تنتهي بوضع عند الوضع ذلك لقوله تعالى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]، وإن كانت من ذوات حائض فالعدة تنتهي بعد أن تحيض ثلاثة مرات بعد الطلاق؛ لقوله تعالى:{ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228] ، أما إذا كانت ممن لا تحيض أي لم يأتها الحيض أبداً حتى وقع الطلاق أو كانت ما تسمى آيسة التي انقطع عنها الحيض بسبب كبر سنها، فعدتها تنتهي بانتهاء ثلاثة أشهر قمرية كاملة لقوله تعالى{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} [الطلاق: 4].

عندما تنتهي فترة العدة، يصبح طلاق المرأة طلاقا نهائيا. لا يجوز للزوج أن يعيد احتضانها إلا بتوفير مهر وعقد جديدين وقبولها. خلال فترة العدة، يسمح في الشرع للمطلق أن يراها ما دام الطلاق يعتبر رجعيا. من الأفضل للمطلقة أن تزين نفسها وتظهر لزوجها بمظهر جميل، حيث يعد التزيين جمال الوجه ويكون طريقا لاستعادة زوجها. يحرص الإسلام على استقرار واستمرار الأسرة، لذلك، عند انتهاء فترة العدة دون عودة المطلقة، تصبح هذه المطلقة غريبة على الرجل ولا يجوز له أن يتعامل معها أو يجتمع بها في مكان واحد بدون وجود محرم. يجب على الزوجين احترام جميع الآداب التي وضعها الإسلام عند التعامل مع الغريب وفهم كيفية إجراء الطلاق في المحكمة

ما هي إجراءات الطلاق

لكي يتم إجراء الطلاق، يجب اتخاذ عدد من إجراءات الطلاق التي لا بد منها:

  • يجب على الرجل الحضور إلى الجهة المسؤولة عن الإفتاء والأحوال الشخصيةفي الدولة وإحضار وثائق تثبت هويته.
  •  يتم توثيق العلاقة الزوجية بواسطة عقد الزواج أو دفتر العائلة.
  • تعبئة استمارة مخصّصة للطلاق.
  • يمكن الاستفسار من القاضي أو المفتي إذا كان هذا الطلاق قد حدث لأول مرة أم لا، قبل أن يحدث مرة أخرى.
  • تحويل القضية للمفتي أو القاضي.
  • تدقيق الفتوى وتوقيعها من قبل المفتي.
  • إعطاء رقم للحكم وختمها رسمياً.
  • مراجعة ما يسمى بالمحكمة الشرعية لتسجيل حالة الطلاق.

هناك بعض الحالات التي يجب فيها حضور الزوجة لإثبات أو نفي الطلاق، وذلك عندما يحدث الطلاق قبل دخول الزوجة لبيت الزوجية، أو عندما يكون هذا هو الطلاق الثالث على التوالي، أو إذا ادعى الزوج وجود إكراه على الطلاق، أو عندما تنتهي فترة زواج معينة للزوجة أو عند الشك في انتهاء هذه الفترة، أو عند الشك في عدد مرات الطلاق، أو عندما يدعي الزوج عدم تذكر وقوع لفظ الطلاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى