هل طاعة الزوج واجبة ؟.. الشروط ..الأحكام .. الأدلة
هل طاعة الزوج واجبة
تبعاً لما ورد في القرآن الكريم والسنة فإن طاعة الزوج واجبه وهي شرط من شروط قوامة الرجل على الزوجة، كما أن الطاعة هي أساس عقد الزواج، ويجب على كل زوجه صالحة أن تطيع زوجها في كل شئ طالما لم يأمرها بمعصية الله، فقال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ{النساء : 34}
يقول بعض الآراء على أن الطاعة هنا تشير إلى طاعة الزوج في المسائل الخاصة بحياتهم الزوجية والزواج وكل ما يتعلق به، وليس في المسائل العادية مثل التحكم في نوعية الطعام أو الجلوس في المنزل أو في الأمور المباحة شرعًا.
قال ابن نجيم في البحر الرائق: ينصح بأن لا يكون الطاعة الزوجية للمرأة في كل شيء يأمر به الزوج، بل يتعلق ذلك بالنكاح وتبعياته، خاصة إذا كان الأمر يضر بالمرأة.
ومع ذلك، يجب أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن أساس العلاقة بين الزوجين هو الإحسان واللطف والخير.
حدود طاعة الزوج
تتفق الفقهاء على بعض حدود طاعة الزوجة لزوجها، وتتمثل هذه الحدود فيما يلي:
أولا: الطاعة واجبة في المعاملات المختلفة باستثناء المعصية التي تضر بالإيمان، ويستند الفقهاء في ذلك إلى آية القوامة في سورة النساء الآية رقم 34.
وقال أبن كثير : إذا اطاعت المرأة زوجها في كل ما يريده
فإن من الأشياء التي أباحها الله للإنسان، لا يجوز له الاعتداء عليها بعد ذلك، ولا يجوز له التخلي عنها
ثانياً: في حالة تعارض وقت الزوجة في القيام ببعض السنن مثل الحج أو الصيام مع حق الزوج، يحق للزوج منعها، لأن حق الزوج واجب في كل الأوقات ويجب أن يتقدم على الأفعال التطوعية.
ثالثاً: لا يجوز للزوج أن يأمر زوجته بالمعصية، مهما كان نوعها، وفي هذه الحالة يحرم طاعة الزوج.
رابعاَ: وافق الفقهاء على أنه لا يمكن الامتثال لرغبات الزوج في منع زوجته من أداء الفرائض، لأن طاعة الله تعالى شاملة ولا يمكن المساومة عليها
قال ابن المنذر: “ولا أعلمهم يختلفون أن ليس له منعها من صوم، ولا صلاة واجبة“
خامساً: يتفق الجميع على أهمية طاعة الزوج، إذ تفوق طاعته على أي شخص آخر بعد طاعة الله تعالى ورسوله.
شروط وحكم طاعة الزوج
يتفق العلماء على أن طاعة الزوجة لزوجها أمر مقبول، ولكن في بعض الحالات لا تكون الطاعة مطلقة، ويجب أن تتوافق مع الثلاثة شروط التالية:
- الشرط الأول
يجب أن يطيع الزوج في جميع الأمور باستثناء مخالفة شريعة الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا طاعة في المعصية، إنما الطاعة في المعروف”، وهذا متفق عليه. لذلك، يحظر على المرأة أن تطيع زوجها في فعل محرم أو ترك واجب.
- الشرط الثاني
يجب على الزوج أن يأمر زوجته بما تستطيع فعله فقط، ولا يطاع الزوج في شئ يسبب ضرر لزوجته، وذلك وفقاً لأيات الله عز وجعل: “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}. وقوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}، ووأيضاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ. وقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار.” رواه مالك وأحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
- الشرط الثالث
لا تكون طاعة الزوج واجبة إلا في الأشياء الخاصة بالنكاح فقط، قال ابن نجيم الحنفي: لِأَنَّ الْمَرْأَةَ لَا يَجِبُ عليها طَاعَةُ الزَّوْجِ في كل ما يَأْمُرُ بِهِ إنَّمَا ذلك فِيمَا يَرْجِعُ إلَى النِّكَاحِ وَتَوَابِعِهِ خُصُوصًا إذَا كان في أَمْرِهِ إضْرَارٌ بها. اهـ
الأدلة على أن طاعة الزوج واجبة
الأدلة من القرآن الكريم
لم يترك القرآن الكريم شئ إلا وتحدث عنه وشرحه باستفاضة، ومن الآيات القرآنية التي تعتبر دليل على أن طاعة الزوج واجبة هي قول الله تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)، وقوله سبحانه: (ولهن مثل الذي عليهم بالمعروف وللرجال عليهن درجة).
الأدلة من السنة النبوية
رواه أحمد وابن حبان عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت” وفي رواية قيل لها: “أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت”.
وأيضاً عن حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حاجة. فقال: “أي هذه، أذات بعل أنت؟” قالت: نعم. قال: “كيف أنت له؟” قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه. قال: “فأين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك” رواه مالك والحاكم وغيرهما.
وروى ابن ماجة (1853) عن عبد الله بن أبي أوفى قال : لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم قال ما هذا يا معاذ قال أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم فلا تفعلوا فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه ” والحديث صححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
أقوال عن طاعة الزوجة لزوجها
قال الألباني رحمه الله : إذا كان من الواجب على المرأة أن تطيع زوجها في تلبية شهوته منها، فمن الأفضل أن تطيعه في الأمور الأهم مثل تربية الأولاد وصلاح الأسرة والحفاظ على الحقوق والواجبات، وهذا ما ورد في آداب الزفاف ص 282.
وقال الشيخ الألباني: ” الزوج له من الطاعة على زوجته كالحاكم المسلم على شعبه، الحاكم المسلم الذي يحكم بما أنزل الله وبما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا نهى الشعب المسلم عن شيء مباح في الأصل يصبح هذا الشيء حراماً، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر في غير ما حديث بطاعة ولاة الأمر” بل الله عز وجل قبل ذلك قال: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ {النساء:59}.