هل صومعة حسان نصفها ذهب
– بدراسة الحضارات العربية القديمة، نجد الكثير من الابتكارات والإنجازات الهامة التي لا زال صداها قائما حتى اليوم. تعد صومعة حسان واحدة من أهم المعالم التاريخية البارزة في المغرب، وتحديدا في العاصمة الرباط، حيث أن الحضارة المغربية القديمة قد تركت العديد من المعالم الأثرية الهامة التي تجلى فيها الإبداع الفني والمعماري والفن الإسلامي. صومعة حسان تعتبر من المعالم الإسلامية البارزة في الوطن العربي .
صومعة حسان
تم بناء صومعة حسان في عهد السلطان يعقوب المنصور المرتبط بدولة الموحدين التي كانت هي السائدة في المغرب حينذاك، وقد بدأ بناء هذه الصومعة في عام 594 هـ تقريبا عام 1198م، وعرف عهد السلطان يعقوب بأنه العهد الذهبي للمغرب؛ لأنه قام بعمل العديد من الإنجازات الهامة في الدولة الموحدية، وكان ذلك في القرن الـ 12 الميلادي، وكان هذا السلطان يحكم إمبراطورية كبيرة جدا وصلت إلى تونس وإسبانيا .
سبب تسمية صومعة حسان
يتساءل العديد من الناس لماذا تم اختيار هذا الاسم للبرج؛ في الواقع، فإن هذا الاسم يعود تاريخيا إلى اسم مسجد حسان الذي يعتبر واحدا من أكبر وأهم المساجد في الوطن العربي وفي العالم الإسلامي. تم اطلاق اسم (مسجد حسان) على هذا المسجد نسبة إلى القبيلة التي كانت تعيش في المغرب في تلك الفترة والتي تدعى (قبيلة بني حسان) .
تعتبر صومعة حسان واحدة من الصوامع التابعة لمسجد الخير الدا ومسجد الكتيبة، وتعد واحدة من أهم وأكبر الصوامع التي تبرز تصميم مسجد حسان الفخم. تم بناء الصومعة بأمر من السلطان يعقوب لتعزيز الأهمية الدينية لمدينة الرباط. يشير الخبراء إلى أن ارتفاع الصومعة عن سطح البحر يقدر بحوالي 30 مترا، وتقع تحديدا في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الرباط .
صومعة حسان نصفها ذهب
تتميز صومعة حسان بشكل هندسي مربع، وارتفاعها حوالي 44 مترا، وعرض الجدار الخاص بها يقرب من 2.5 متر، وهي محاطة بسور يصل ارتفاعه إلى 9 متر وعرضه 1.5 متر، واستخدمت في بنائها بعض مواد البناء مثل الآجار والحجر المنحوت والحجر الرملي والجص، وتتمتع تلك المواد بدرجة عالية من التحمل للظروف البيئية المتغيرة ومياه البحر دون أن تتعرض لأي تلف أو ضرر .
وعندما يستمع البعض إلى مقولة (صومعة حسان نصفها ذهب) يظن البعض أنها تحتوي على كنوز من الذهب ، وفي حقيقة الأمر أن هذه الجملة تحمل معنى مُختلف تمامًا ؛ حيث أنه عندما تعرضت المنطقة إلى زلزال بالغ القوة والشدة في عام 1755م ؛ أدى ذلك إلى تأثر أعمدة الصومعة بشكل كبير جدًا وأدى ذلك أيضًا إلى فقدان جزء كبير من الصومعة ظن البعض أنه نصفها ، وبالتالي فإن المقصود بكلمة ذهب في هذه العبارة هي سقط وليس المعدن الذهبي .
تعتبر صومعة حسان إحدى أهم المعالم السياحية التي تجذب السياح من مختلف بلدان العالم، سواء كانوا عربًا أو أجانبًا، إلى المغرب، وذلكلمشاهدتها والاستمتاع بالفن المعماري والإسلامي الراقي الذي يتميز بهذه الصومعة، وتظل محافظة على هذه الأهمية حتى يومنا هذا .