هل صلاة الجماعة واجبة
صلاة الجماعة لا تختلف في أركانها ولا ركعاتها عن الصلاة العادية، ولكنها تختلف في كونها تؤدى في جماعة يؤمها إمام، سواء كانت في مسجد أو مصلى، ويجب الالتزام بالشروط المقررة في السنة المطهرة لتكون صحيحة وتقسم إلى شروط تتعلق بالإمام وأخرى بالمأموم.
شروط صلاة الجماعة
الشروط التي تتعلق بالإمام فهي
– يجب أن يكون الإمام ذكرا، حيث لا مكان للمرأة في الإمامة.
ليكن الإمام بالغًا وعاقلًا ومكلفًا، فلا يجوز للمجنون أن يكون إمامًا لأنه غير أهل لذلك.
أن يكون هو الأكثر قراءة وحفظًا للكتاب بين المؤمنين الذين يؤمونهم.
ويجب أن يكون على طهارة تامة.
شروط المأموم التي يجب أن يراعيها في صلاته حتى تكون صحيحة
عندما يلتزم الإمام بأفعاله، يسجد من خلفه ويتبعه في صلاته، وإذا ركع ركع وإذا تكبر تكبر من بعده. وفي حالة أن الإمام ارتكب خطأ أو ألهي، فإنه يحمل وحده ذنب ذلك، ولا يوجد عائق على من يصلي خلفه.
فضل صلاة الجماعة
صلاة الجماعة هي سنة مؤكدة والنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على أدائها. وأيضا صحابته ومن بعدهم كانوا يشجعون عليها بسبب أجرها العظيم وفضلها. وذكر النبي صلى الله عليه في بعض أحاديثه أن صلاة الرجل في الجماعة تكون أفضل وأعظم من صلاته في بيته أو في السوق بخمس وعشرين ضعفا. عندما يتوضأ ويخرج إلى المسجد، فإنه لا يخطو خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه خطيئة. وما دام في المسجد ويصلي، فإن الملائكة تصلي عليه طوال فترة صلاته. وعندما ينتظر الصلاة، فإنه لا يزال في صلاة. وإن أجر الصلاة الجماعة عظيم، إلا أن أجر صلاتي الفجر والعشاء أعظم، حيث لهما خصوصية تفوق الصلوات الأخرى. إن صلاة الفجر والعشاء تكونا أثقل صلتين على المنافقين، ولصاحب الجماعة فيهما فضل عظيم حتى يكون كأنه أقام ليلة كاملة مع الإمام. ولصاحب صلاة الفجر يكون له نور تام يوم القيامة.
من فوائد صلاة الجماعة ما ذكره الحسن بن علي، حيث أورد عددًا من الخصائص والفوائد التي يحصل عليها المؤمن في صلاة الجماعة، فقد يحصل على آية محكمة، وأخ يستفيد منه، وعلم يستفيده، ورحمة متوقعة، وكلمة تدله على الهدى أو تردعه عن الضلال، وتجنب الغفلة عن الصلوات الواجبة حياءً أو خشيةً
فوائد صلاة الجماعة
– فيها إرشاد وتوجيه من دروس ونصائح ومواعظ.
صلاة الجماعة تؤدي إلى المغفرة والرحمة والأجور المضاعفة.
توحد الفعالية مشاعر المسلمين وكلمتهم ووصفهم.
بالإضافة إلى أنها تعزز التعارف والتواصل والمودة والتكافل بين الناس، إذا غاب أحدهم، فإن الجميع يتساءل عنه ويفتقده.
هل صلاة الجماعة واجبة
اختلف العلماء في هذه المسألة
فقال قوم : يعد أداء الصلاة في جماعة شرطًا، وأن الصلاة الفردية بدون عذر يجعلها غير صحيحة.
وقال آخرون : الصلاة في الجماعة واجبة، ويجب السعي إلى الصلاة في المساجد، وهذا هو الأقوى من الأقوال.
وقال قوم : تعد الفرضية كفاية إذا قام بها شخص واحد، ويصبح أداؤها بالنسبة للآخرين سنة.
وقال آخرون : سنة .
ولكن الصواب من هذه الأقوال وأعدلها وأصحها قول من قال : إن الصلاة في الجماعة واجبة، ويجب أن تؤدي في المساجد تحديدا مع المسلمين، وذلك بناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من سمع النداء للصلاة فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، وقد قال ابن عباس: “من لم يأت المسجد بلا عذر ليس له صلاة إلا من يوجد له عذر، والعذر هو الخوف أو المرض”. وفي صحيح مسلم أخبرنا أبو هريرة أن رجلا أعمى قال: “يا رسول الله، ليس لي قائد يأتي معي إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟” فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “هل تسمع نداء الصلاة؟” فقال: “نعم”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “فأجب”. وهذا الرجل أعمى ليس لديه قائد يأتي معه، ومع ذلك، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أجب”، ولم يعطه رخصة. وفي رواية خارج صحيح مسلم قال: “لا أجد لك رخصة”. وصرح النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمى الذي ليس لديه قائد لا يجوز له ترك الصلاة في المسجد مع المسلمين. وفي الصحيحين ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لو كنت أعلم أن رجلا يتخلف عن الصلاة في المسجد، لخرجت لأحرق بيته”. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفكر في أن يأمر بإقامة الصلاة، ويأمر رجلا يصلي مع الناس، ثم يخرج مع بعض الرجال ويحرق بيوت الذين لم يحضروا الصلاة، لكنه لم يفعل ذلك بسبب وجود النساء والأطفال في تلك البيوت، ولولا ذلك، لكان قد حرق تلك البيوت.
كل هذا يشير إلى أن أداء الصلاة في جماعة أمر ضروري. لكنه ليس شرطا في الحقيقة، لأنه إذا كانت الجماعة شرطا، لكان النبي قد أمر الناس بإعادة الصلاة في بيوتهم وقال: من صلى في بيته فليعد، ومن صلى بمفرده فليعد. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بإعادة الصلاة، بل قدم تحذيرا وأمرهم بالحضور، وهذا يدل على أنها واجبة. فالأصل هو أن الصلاة في الجماعة واجبة، والتحذير يشير إلى وجوب ما تم تحذيره. لذلك، من الحقيقة أنه يجب أن نصلي في الجماعة في المساجد وبيوت الله، وليس في بيوتنا الخاصة. وينبغي أن نصلي مع الجماعة في مساجد الله، فهذا هو الواجب وهذا هو الصواب. والله هو المستعان. نعم.
إن التساهل الكثير من الناس في الصلاة اليوم يعتبر من الكوارث العظيمة، وهي ركن الإسلام، وهي أول شيء سيحاسب عليه في يوم القيامة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: `العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر`، وقال أيضا: `بين الرجل وبين الكفر، الشرك ترك الصلاة`. رواه مسلم في الصحيح. وقال صلى الله عليه وسلم: `رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله`. لذا، فمن الواجب على جميع المسلمين الاهتمام بهذه القضية، سواء كانوا رجالا أم نساء. يجب على النساء الحفاظ على الصلاة في الأوقات المحددة وأدائها بتأن وإخلاص لله، والتفاني فيها، مع الشعور التام بالطمأنينة في الركوع والسجود وتلاوة القرآن، وفي الجلوس بين السجدتين وفي الوقفة بعد الركوع. يجب أن نولي كل هذه الأمور اهتماما، ويجب أن يكون المصلي مطمئنا، سواء كان رجلا أم امرأة. إنه أمر عظيم. وعلى الرجال والنساء أن يهتموا بهذه القضية، وعلى الرجال أن يؤدوا الصلاة جماعة في مساجد الله مع إخوانهم المسلمين، تماما كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وذلك تنفيذا لأمره وطاعة له.
من المعروف أن الصلاة داخل المنزل شبيهة بسلوك المنافقين، وعلامة عصيان للرسول صلى الله عليه وسلم. إذا تساهل الإنسان في صلاته داخل المنزل، فقد ينساها أو يتأخر في أدائها، أو يتركها تماما. لو كانت الصلاة مهمة بالنسبة له، لم يصليها داخل المنزل. عبد الله بن مسعود قال: “لقد رأيتنا لا يتخلف إلا المنافق المعروف بنفاقه، وكان الرجل يحضر حتى يصلي في الصف مع الآخرين”. يدل هذا على اهتمام الصحابة بالصلاة وأنها كانت مهمة بالنسبة لهم.
ومن أكثر المصائب أيضاً تساهل الناس في صلاة الفجر خاصة ، فإنها يتساهل بها الأكثر من غيرها، على الرغم من تأديتها في بيوتهم، لكن نتيجة السهر الكثير يتخلفون عن صلاة الفجر في الجماعة في المساجد، وربما أخروها إلى بعد طلوع الشمس إلى أن يذهبوا إلى أعمالهم، وهذه من المصائب العظيمة ومن المنكر العظيم.
لذا يجب على المسلمين أن يكونوا حذرين وأن لا يسهروا ليلا بطريقة تضرهم وتعيق صلاتهم في الجماعة في المساجد. حتى إذا كان سهرهم في أعمال مباحة أو مستحبة مثل قراءة القرآن أو التهجد بالليل أو أمور مشابهة، لا يجوز لهم أن يسهروا ليلا بما يجعلهم يتخلفون عن صلاة الفجر في الجماعة ويصبحون كسالى في أدائها. فكيف إذا كان سهرهم في معاصي الله، مثل الاستماع إلى الأغاني أو زيارة الملاهي الليلية .