هل زراعة النخيل مربحة ؟
تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر الدول المنتجة للتمور، إذ تحتل المرتبة الأولى عالميا في زراعة النخيل، ويعود ذلك إلى البيئة الطبيعية والمناخية الملائمة في المملكة، والاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للزراعة، وبشكل خاص للزراعة النخيل، وهي أحد العوامل الرئيسية التي جعلت المملكة تتصدر هذا المجال. كما أن للنخيل قيمة معنوية كبيرة، إذ إنها شجرة مباركة ورد ذكرها في الكتاب العزيز في العديد من آيات القرآن، مما يظهر أهميتها في حياتنا .
إذا أردنا الاطلاع على معلومات عن شجرة النخيل، يمكننا القول إنها من النباتات ذات الأوراق الواحدة، وتنمو زراعتها بشكل كبير في المناطق الاستوائية وخاصة في منطقة الخليج العربي، وتعد دول مثل العراق وإيران وليبيا ومصر والمغرب من أكبر الدول المنتجة لزراعتها بعد المملكة العربية السعودية .
تتميز ثمار النخيل بقيمة غذائية عالية، حيث يحتوي التمر على أهم الفيتامينات اللازمة للجسم مثل الثيامين والريبوفلافين وحمض الفوليك وحمض الاسكوربيك، كما يحتوي على معادن هامة مثل البوتاسيوم والزنك والصوديوم والنحاس والكالسيوم والفسفور وكلوريد المنجنيز والحديد .
ولا تقتصر أهمية زراعة النخيل عند ثمارها ، فأوراق النخيل تستخدم في العديد من الصناعات مثل صناعة الحصر والسلل والمكانس والأقفاس وغيرها من الصناعات ، كما أن لزراعة النخيل أهمية تجميلية للمناطق والشوارع ، فيتم استخدامها لتزيين و تشجير الطرق والشوارع والجزر والحدائق ، فهي تضفي منظرا طبيعيا رائعا للمكان .
يبقى السؤال هل تعد زراعة النخيل مربحة حقًا؟ وسنتعرف على الإجابة في تقريرنا أدناه .
هناك آراء مختلفة حول ربحية زراعة النخيل، حيث تشير بعض الآراء إلى أن زراعة النخيل هي مربحة للغاية ويمكن أن تجلب أرباحا كبيرة لصاحب المشروع، ولكنها تتطلب صبرا ووقتا طويلا لا يقل عن عامين أو ثلاثة حتى يتمكن صاحب المشروع من رؤية أول إنتاج للنخيل. ومن ناحية أخرى، تحذر بعض الآراء أصحاب المشاريع من الاستثمار في زراعة النخيل بسبب طول فترة الانتظار للحصول على الأرباح وتعرض النخيل خلالها لآفات ضارة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة .
أمور يجب أخذها بالاعتبار في زراعة النخيل :
يتعين اختيار منطقة مناسبة لزراعة النخيل تتمتع بمقومات نمو ناجحة، مثل تربتها المناسبة لنمو النخيل وخصوبتها، وضمان عدم تعرضها لآفات مثل سوسة النخيل الحمراء .
– يجب الأخذ بالاعتبار وفرة المياه ونسبة ملوحتها ، حتى يتم اختيار نوع النخيل بحسب هذه العوامل فمثلا هناك أنواع مثل نخيل الحلوة والحمراء والفنخا وبيضاء الفلاج تحتاج إلى ماء مالح ، وبشكل عام فالنخلة التي تنتج ثمارا كبيرة في الحجم تحتاج إلى ماء مالح لأن ملوحة المياه تؤثر على حجم الثمرة .
يجب شراء المواد الغذائية من مصادر موثوق بها، مثل المزارع المعروفة لدى صاحب المشروع .
يمكن استخدام وسائل الري الحديثة والمتطورة مثل الري بالتنقيط، وعلى الرغم من تكلفتها المرتفعة إلا أنها ستساهم في نجاح المشروع وتتميز بالعديد من الفوائد .
يجب الذهاب إلى فرع الزراعة في المنطقة المختارة لتوفره من وسائل إرشادية مفيدة، ولوضع برنامج وقائي يحمي الزرع من المخاطر التي قد تصيبه .
تختلف مدة نمو بعض أنواع النخيل بين أربع سنوات وسبع سنوات، وكذلك الإنتاج يختلف من نوع إلى آخر ومن سنة إلى أخرى، وهناك أنواع تنتج في سنة ولا تنتج في السنة التالية، وخاصة إذا كانت في أول مراحل الإنتاج .
عادةً ما تكون أول إنتاج للنخلة بعد سنة أو اثنتين، ويكون ذلك إنتاجًا قليلًا إلى حدٍ ما، وتتدرج عملية الإنتاج حتى تصل النخلة إلى ارتفاع مترين، وفي هذه الحالة تنتج النخلة أكثر وبجودة أفضل .
ينتج النخيل الذي يعطي تمورًا حمراء (البسر) أكثر من النخيل الذي يعطي تمورًا صفراء (البلح) .
إذا كانت التربة عذبة والماء عذب، فمن المفضّل زراعة أصناف النخيل مثل العجوة والخلاص والسكري والصقعي ونبوت سيف والبرحي، فهذه الأصناف تُعدّ من الأشهر في الأسواق والأكثر مبيعًا .
يجب على صاحب المشروع أن يتمتع بالقدرة على تسويق تمور النخيل التي ينتجها بشكل جيد وفعال، حتى لا يتراكم الفائض لديه ويتعدى حجم الاستهلاك .
يجب على صاحب المشروع في زراعة النخيل وإنتاج التمور أن يدرك أن مستقبل الإنتاج والإنتاجية قد يتأثر بالآفات التي قد تصيب النخيل في المنطقة، لذلك يجب أن يكون لدى الفلاح معرفة كاملة بكيفية التعامل مع هذه الآفات وكيفية علاجها، كما أن الإنتاجية يمكن أن تتأثر بتغيركمية الماء المتاحة في المنطقة .
زراعة النخيل تتطلب الكثير من الصبر والتأني لتحقيق الربح، وإذا تحقق ذلك، فإن زراعة النخيل ستدر عليها الكثير من الأرباح الطائلة على المدى الطويل .
التكلفة :
يتراوح سعر الأرض في منطقة القصيم، على سبيل المثال، بين ريال وريالين للمتر الواحد، وإذا كانت مساحة الأرض 100 ألف متر، فإن سعرها سيكون بين 100-200 ألف ريال، وهذه النسبة تعتبر متوسطة وقد تختلفبتغير سعر الأراضي في المملكة بشكل عام .
يبلغ سعر الغطاس كحد أدنى 50000 ريال، ويزيد المبلغ كلما زاد عمق الحفرة أو زاد حجم الخزان الذي يجب تنظيفه .
يبلغ سعر الفسيل الواحد حوالي 150 ريالًا .
يمكن بناء سور للمزرعة باستخدام الشبك وتوفير الكهرباء ، بالإضافة إلى غرفة للسكن أو بركة ، وذلك بتكلفة تصل إلى حوالي 100،000 ريال .
تخصيص مبلغ لمصروفات المزرعة حتى تنتج حوالي 150,000 ريال .
بعد الإنتاج، تزداد التكاليف مع زيادة الكميات المنتجة، وبالتالي يحتاج المشروع إلى المزيد من العمال ويتم حساب رواتبهم .
الأرباح :
يمكن للنخلة إنتاج أكثر من ثلاثين كرتونة تمر. على سبيل المثال، إذا كانت المزرعة تحتوي على 800 نخلة وتباع كل كرتونة تمر بثلاثين ريالا، فسيكون الربح حوالي 720,000 ريال (30 × 30 × 800 = 720,000). يتم خصم نفقات العمال ونفقات المزرعة من هذا المبلغ، ومن الممكن أن يكون صافي الربح سنويا حوالي 500,000 ريال .
**يرجى ملاحظة أن جميع الأسعار هي متوسطة وقد يتم زيادتها أو تخفيضها بناء على التغيرات الاقتصادية