هل حقآ منع ايران من الحج هذا العام ؟
تداولت بعض المواقع والصحف الإلكترونية بالأمس خبر منع الايرانيين من أداء فريضى الحج من السلطات السعودية للسنة الحالية، وهذا الخبر من بعد إعلان وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي علي جنتي أن الرياض تعرقل أمر الحج للحجاج الايرانيين هذا الموسم، وقد نقت السلطات السعودية ما أعلنته طهران وقد أعربت عن ترحيبها بكل الحجاج من كل الجنسيات مهما كانت الخلافات، وقد أقرت بأن السعودية تستقبل الحجام من أكثر من 78 دولة ويتحدثون بأكثر من 200 لغة ونفت ما تقدمت به طهران من إعلان تتهم فيه السعودية بأنها السبب في منع الايرانيين من الحج هذا العام .
بيان وزارة الحج والعمرة
أكدت وزارة الحج والعمرة أن المملكة العربية السعودية ترحب بجميع الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع أنحاء العالم ، بغض النظر عن جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية ، وأنها لم تمنع أي حاج من ممارسة شعائره الدينية ، طالما أن ذلك يتم وفقا للأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج. وقد سخرت المملكة كل الإمكانيات المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن هذا العام ، للحفاظ على سلامتهم وأمنهم وراحتهم أثناء أدائهم لمناسك الحج والعمرة. ويجب على من يمنع الحجاج من دخول الأراضي المقدسة أن يتحمل المسؤولية أمام الله وأمام العالم .
وقد أكدت وزارة الحج السعودية أن الوفد الخاص بشئون الحج الايراني هو من رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات الحج هذا العام وقد برر رفضه برغبته في عرض هذا المحض على مرجعيتهم في إيران، وقد أصر وفد الشئون الإيراني على تلبية الوزارة لعدة مطالب أهمها أن تمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين من داخل إيران، كما طالبوا أيضا بإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني بحيث يصبح مناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي وهو أمر مخالف تماما لما هو معمول به دوليا، كما طالبوا بزيادة فقرات بالمحضر يسمح للايرانيين من إقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ومشرة زائر وكل هذه التجمعات تعيق حركة الحجاج من كافة دول العالم الإسلامي.
كما أوضح البيان أن الوفد الإيراني قد غادر المملكة العربية السعودية من دون أن يوقع على محضر الاتفاق لترتيبات الحج هذا العام 1437هـ ، وقد أوضحت للوفد الإيراني أنه من الممكن منح التأشيرات للحجاج الإيرانيين الكترونيا عن طريق إدخال بيانات حجاجهم استخدام النظام الإلكتروني الموحد لحجاج الخارج .
أسباب منع الإيرانيين من القدوم للحج هذا العام
لم تمنع السلطات السعودية الإيرانيين من أداء فريضة الحج في هذا العام، ولكن الحكومة الإيرانية هي التي منعت قدومهم كأداة للضغط على السلطات السعودية لتلبية مطالبها، وعلى الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد حادث تدافع الحجاج في مشعر منى خلال موسم الحج الماضي 2015، الذي أسفر عن مقتل حوالي 2300 حاج، بينهم أكثر من 450 إيرانيا. واتهمت إيران السعودية بعدم الكفاءة في تنظيم الحج، وليس هذا فحسب، بل قررت الرياض قطع العلاقات مع طهران بعد الهجوم على سفارتها في طهران من قبل المحتجين الإيرانيين على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النم .
وكل هذه الاتهامات الموجهة من إيران ما هي إلا مؤامرة لاحراج المملكة العربية السعودية وإظهارها بأنها غير كفيلة بأن تدير هذا الحد الديني الأضخم في العالم الإسلامي، فهم لا يعرفون مدى الجهد المبذول من السلطات السعودية للحفاظ على أرواح الحجاج والمعتمرين كل عام، وتقديم كافة الخدمات المعنوية والمادية، كما أنهم لا يدركون مدى العلاقة الوطيدة بين المملكة وبقية دول العالم الإسلامي، وأن إيران هي من تحاول وضع نفسها في ذلك الموقف المحرج ولكنها لن تستطع أبدا أن تزحزح من مكانة المملكة نهائيا ومهما قاموا به من مؤامرات فإنها لن تنجح أبدا .