الام والطفلالحمل

هل تناول الطعام والشراب أثناء الولادة مضر ؟

أي أم قد أنجبت أو شاهدت أماً أخرى في لحظات الولادة تعرف أن الولادة شاقة، وتعود الصعوبة في الولادة إلى أنه أثناء حدوث المخاض يستخدم الجسم الكثير من الطاقة، ويحتاج إلى تغذيتها. وحاليا يقول البعض أنه ينبغي دعم النساء في الطعام والشراب أثناء المخاض إذا رغبن في ذلك. وعلى الرغم من البحوث المتاحة، فكما قال أطباء النساء أن النساء أثناء لحظات الولادة لا يستطعن تناول الطعام أو الشراب، في حالة وجود حاجة لإجراء عملية جراحية ، ولكن بعض الأطباء الأخرين يشجعون النساء على تناول الطعام والشراب إذا شعرن بالحاجة إلى ذلك. ولكن ماهي الحقيقة ، هل تناول الطعام والشراب أثناء الولادة خطر أو مضر؟ تابعي القراءة

لماذا يتم منع تناول الطعام والشراب خلال الولادة؟
في عام 1946، نشر الدكتور مندلسون دراسة أظهرت زيادة خطر الموت أو الإصابة بمرض خطير في النساء اللاتي يخضعن للتخدير العام لإجراء عملية ولادة قيصرية، حيث قد يدخل محتوى المعدة إلى الرئتين. ونتيجة لذلك، أصبح تناول الطعام والشراب أثناء المخاض أمرا محفوفا بالمخاطر للنساء وأطفالهن. وعلى الرغم من أن غالبية العمليات القيصرية لا تتم تحت التخدير العام وأن الخطر المستقبلي قد يكون ضئيلا جدا، إلا أن هذه الدراسة أثرت على سياسات المستشفى لمدة 70 عاما. وبعد الأبحاث والأدلة المتعددة، تبين أن هذه الممارسة غير مؤيدة. فقد أظهرت دراسة كبيرة لمراجعة سياسات كوكرين أن تناول الطعام والشراب أثناء المخاض لا يوفر أي فوائد للنساء أو أطفالهن.

ما هي المخاطر المرتبطة بتقييد تناول الطعام والشراب خلال عملية الولادة؟
هناك الكثير مما يحدث أثناء الولادة، ويمكن أن يكون من الصعب أن نتذكر أهمية تجنب الجفاف وانخفاض مستويات السكر في الدم. فأثناء المخاض تنقبض العضلات الكبيرة داخل الرحم ، وتعتمد هذه العضلات على الجلوكوز حتى تعمل بكفاءة. وإذا لم يتم استبدال هذا الجلوكوز الموجود في مجرى الدم عندما ينضب سيبدأ جسمك لكسر مخازن الدهون به.

تؤدي هذه العملية إلى إنتاج مستويات عالية من الكيتونات، والتي يمكن أن تتراكم في الجسم وتسبب ما يعرف باسم مجاعة الحمض الكيتوني، وتشمل علامات حدوث ذلك الإرهاق والشعور بالبرد وزيادة معدل ضربات القلب والحمى وضعف التركيز وعدم وضوح التفكير وضعف التنسيق.

يمكن أن يؤدي انخفاض مستوى الرقم الهيدروجيني من الدم بشكل خطير (الحموضة) إلى مضاعفات خطيرة، مثل تلف الجهاز المناعي وحدوث الغيبوبة وحتى الموت.

كيف يؤثر هذا على الولادة ؟
أثناء الولادة، يستخدم الجسم مخزون الجلوكوجين المتاح بسرعة كبيرة، حيث يعمل الجسم على أقصى سعة ويتماثل مع أداء رياضي الماراثون، ولكن من خلال تناول السوائل والتغذية الصحيحة بانتظام، يمكن تفادي الإحساس بالتعب والإرهاق ونقص الطاقة.

: “لا يمكن للعضلات العمل بكفاءة دون الطاقة، ومن الممكن أن تستمر عملية الولادة لفترات طويلة وتكون مؤلمة أيضًا، وقد يؤدي الإرهاق الناتج عن ذلك إلى استنزاف كامل طاقتك، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تدخل الطبيب لاستعادة عملية الولادة وإعادتها إلى المسار الطبيعي .

الأطعمة والمشروبات المسموح بها خلال فترة الولادة
الفكرة الجيدة هي تناول الطعام والشراب الكافي والمناسب خلال مرحلة الحمل في وقت مبكر، حيث يمكن للوجبات الخفيفة أن تزود الجسم بالطاقة وتخزينها، خاصة الجلوكوجين الضروري، ويمكن أن تشمل الوجبات الخفيفة مثل:

– مزيج الجرانولا
– العصيدة أو الخبز المحمص
– الفاكهة المجففة والجوز
– الحساء
– المعكرونة

لا توجد قواعد صارمة وسريعة حول ما يجب تناوله حتى لو شعرت المرأة بأنها بصحة جيدة، فمعظم النساء لا يشعرن بوجود أي مشكلة ثقيلة لكن من الأفضل تناول الأطعمة التي يمكن هضمها بسهولة وتوفير المزيد من الطاقة لفترة زمنية أطول.

كما أن العديد من النساء لا تشعرن أنهن بحاجة إلى تناول الطعام أثناء عملية الولادة، كما أنهن قد تشعرن بالغثيان لمجرد التفكير في الطعام. هذا على ما يرام، ولكن يمكن أن تساعد بعض الوجبات الخفيفة في الحصول الطاقة، في حالة نقص مستويات الطاقة أثناء عملية الولادة أو شعورك بالجوع ، أيضاً تناول المياه هو أمر مثالي للترطيب، ولكن إذا كنت لا تشعرين أنك في حاجة إلى تناول بعض أنواع الأطعمة والسوائل الأخرى التي قد تساعد على تغذيتك ومنع الجفاف وتشمل:

– الماء والعسل
– مرق أو حساء ميسو
– عصير الفاكهة النقي
الثلج المضاف إلى عصائر الفواكه والعسل
– الجيلي
– ماء جوز الهند

قد ترغبين في ترتيب العديد من المشروبات والوجبات الخفيفة في الأسابيع التي تسبق ولادتك. وإذا لم تكن متأكدة من أنك ستتذكرين تناول الطعام خلال هذا الوقت الحرج ، فيمكنك الحفاظ على ترطيب جيد على الأقل و التأكد من دعم شريكك أو ممرضة التوليد في تلقي السوائل اللازمة .

ماذا لو رغبت في تناول الطعام وأنت ذاهبة إلى عملية الولادة القيصرية ؟
في الوقت الحالي، يولى اهتماما كبيرا في التقدم الطبي لتنفيذ معظم العمليات الجراحية القيصرية باستخدام المخدر الموضعي (فوق الجافية أو كتلة في العمود الفقري). ولكن في بعض الحالات النادرة التي تحتاج إلى التخدير العام، يجب التأكد من عدم وجود طعام في المعدة. وإذا احتاج الشخص إلى التخدير العام بسبب وقوع حادث ولم يكن هناك وقت لمسح الأغذية من المعدة، ولم يكن هناك ضمان بأن المصاب أو المريض صائما، فعليه التحدث مع الطبيب لوضع جميع الاحتمالات الممكنة. لذلك، يجب الحفاظ على الصحة العامة والاهتمام بالترطيب اللازم لضمان أن يؤدي جسمك بكفاءة أثناء الولادة، وتجنب التأخير والبطء وقتها لتجنب فترة طويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى