هل تعلم ” متى يحافظ المنافق على وعوده “
متى يحافظ المنافق على وعوده
من بين أبرز صفات المنافقين وتصرفاتهم في الماضي والحاضر أنهم يخلفون وعودهم، وينكثون عهودهم، ويخونون الأمانات، وهذه هي إحدى الصفات التي وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: `صفات المنافق ثلاث: الخيانة، والكذب، وعدم الوفاء بالعهود.
لذلك فإنه من الصعب على المنافق أن يحافظ على وعد قطعه لاحد ، إلا في حالة واحدة ، وهي إن كان الحفاظ على هذا الوعد يخدم مصالحه الشخصية ، وقتها فقط يمكن المنافق الحفاظ على الوعد حتى يحصل على ما يريد ، فمثلا إن كان قطع وعدا على نفسه بشراء شيء من أحد ، وهذا الشيء سوف يجعله يربح ربحا كبيرا ، فسوف يفي بوعده ويقوم بالشراء.
على النقيض من هذا الموقف ، فإن المنافق لم ولن يفي بوعد قد قطعه ، فهو يتمتع بالضرر الذي يصيب غيره ، حيث أنه لا يحب أن يرى أحدا افضل حالا منه ، مع علمه بأن عدم وفائه بوعوده سوف يتسبب بالكثير من المشكلات للغير ، فهو لا يتوقف ، ولذلك فإن عقاب الله تعالى يكون بقدر أفعال المنافق. [١] ،
من هو المنافق
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، أنه قام بتقسيم البشر إلى ثلاثة أنواع وهم ؛ المؤمنين ، والمنافقين ، والكفار ؛ فالمؤمن يعمل بطاعة الله تعالى ، ويثيبه الله بأعماله في الحياة الدنيا ، وفي الآخرة ؛ والكافر فهو معروف وقام الله تعالى ببيان جزاؤه في الآخرة ، كما عاقبه في الدنيا ؛ بينما المنافق ، فلا يعرف احد اين هو ، ومن يكون ، فتجده في البيوت ، وفي الشوارع ، وفي المساجد ، وفي كل مكان ، ولا تعرف لهم دين ، لا اسلام ، ولا مسيحية ، ولا يهودية.
فالنفاق والمنافقون موجودون في كل زمان ومكان، وبالتالي لا تختلف صفاتهم كثيرا، حيث أن صفات المنافقين في سورة البقرة وغيرها من صفات المنافقين في سورة التوبة وفي السنة النبوية هي صفات المنافقين الحاليين مع تغير بعض المعاني، ولكنها تسبب نفس الأضرار، وسيكون لهم نفس العقاب من الله عز وجل يوم البعث العظيم.
وقد أكد الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان أن المنافقين كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما الكافرون الحاضرون الآن هم بعد الإيمان منافقون أو مرتدين، فالنفاق في هذا العصر أصبح منتشرا ومتباهيا بشكل واضح، على عكس زمان الرسول الكريم، حيث كان المنافق يستتر ويخفي نفاقه في داخله. اللهم اعف عنا واعافنا من أن نكون من المنافقين.
انواع النفاق
وهناك نوعين من النفاق وهما ؛
النفاق الاكبر
وفقا للسنة النبوية والقرآن الكريم ، النفاق الأكبر هو الذي يرتكبه الكفار بالله تعالى وكتابه ، وهو واحد من أخطر صفات المنافقين على الأمة الإسلامية والمسلمين. حذر النبي صلى الله عليه وسلم من المنافقين ، وحذر الله منهم ومن الضرر الذي يسببونه.
النفاق الاصغر
وهو النفاق الذي يحدث للمسلم، ويجب أن يتوب إلى الله تعالى، وعن النفاق الأصغر الذي يحدث للمسلم، قال الرسول الكريم وهو الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بأن المسلم قد يقع فيه إذا قدم المسلم الصدقات رياء، وليس ابتغاء لوجه الله ورضاه، ويصلي طويلا في الركعات والسجود تمجيدا لنفسه أمام الناس، وليس بسبب ثواب الله تعالى، وقد يكذب المسلم ويخالف وعده.
وهذه من صفات المنافقين التي يجب عل المسلم حذرها ، ففي حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول إن هناك اربع صفات من صفات النفاق قد يقع فيها المسلم ، وان فعل فعليه أن يدعها ويستغفر الله عز وجل ويتوب إليه ، وهذه الصفات هي ؛ الكذب في الحديث والقول ، وخلف الوعد ، وخيانة الأمانة المؤتمن عليها ، والغدر عند معاهدته بشيء ، لذلك علينا جميعا الحذر في مثل هذه الصفات ، وإن حدث ووقع أحد فيها يجب أن يتوجه الى الله تعالى مستغفرا إياه ، وتائبا إليه. [١] ،
خطر النفاق على الأمة
النفاق والمنافقين خطرا كبيرا على الأمة الإسلامية ، والوطن ككل ، فهو ابشع الصفات التي من الممكن أن يتصف بها أحد ، ويؤدي النفاق والرئاء إلى عواقب وخيمة بسبب عدم معرفة المنافق ، فلا يخاف المرء من المسلم حيث يمنعه إسلامه من القيام بأية غيره ، ولا يخاف من الكفار فقد اذلهم الله ، ولكن المنافق ، لا احد يعلمه ولا يعلم متى سوف يقوم بأذيته.
وتتمثل خطورة المنافقين في استتارهم تحت عباءة التدين ، والإسلام فيعظون الناس لأشياء لا تنفعهم وانما تضرهم ، ويدعون إلى الجهاد وما هو بجهاد ، وانما ارهاب ، وتشتت بين المسلمين ، من خلال اندساسهم بين صفوف المسلمين موقعين الفتنة بينهم ، ويصدقهم المسلمون لما يظهرون من تقوى وإيمان بالله.
وعلى الرغم من ذلك، يحب الله عباده المخلصين، ولا يضرهم شيء إلا بأمر الله تعالى. فقد كشف الله عز وجل في كتابه العزيز أمر هؤلاء المنافقين وصفاتهم، كما دعا إلى محاربتهم ونبذ أمورهم. فيقول الله تعالى: `أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم.
وبسبب الأمر العظيم للمنافقين والأذى الذي يلحقونه بعباد الله، نزلت سورة كاملة في القرآن الكريم تحت اسم “المنافقين”، تصف فيها صفات المنافقين بالتفصيل، لكي يسهل على المسلم كشف الشخص المنافق وعدم تصديقه. وتم ذكر المنافقين أيضا في سورة “التوبة”، لأن الله يحب عباده المؤمنين ولا يحب أن يؤذيهم أحد، لذا يجب علينا أن نحمد الله ونستغفره عن الذنوب التي لم ندركها. [١]