هل تعلم عن اداب الحديث
يجب أن تتوفر الأخلاق الحميدة في كل إنسان، لأنها تمهد الطريق إلى المودة والرحمة والعلاقات الطيبة، وحرص الدين الإسلامي على تعزيز قيمة الأخلاق والتحريض على تحسين السلوك، وللأخلاق الحميدة العديد من المبادئ، ومن أهم هذه المبادئ هي أدب الحديث مع الآخرين، وهو يجب أن يتبع قواعد معينة لا تخل بنظام الحديث ولا تقلل من شأن الآخرين أو تحثهم على السلوكيات غير المقبولة، ولذلك وضعت العديد من القواعد لأدب الحديث وحسن التواصل مع الآخرين.
آداب الحديث في الإسلام
لقد جاءت العديد من الأنظمة التعليمية والتربوية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومنها ما يتحدث عن آداب الحديث والتواصل، سواء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مع الناس جميعا. ومن الآيات التي ذكرت ذلك قول الله تعالى `ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل سبيله وهو أعلم بالمهتدين`. وقد تمت هذه الدعوة للنبي الكريم للتأكيد على أهمية الحديث بكلمة طيبة ولطيفة مع الآخرين، حتى في دعوتهم للعودة إلى الله.
وقد حظر الله تعالى قول الكذب أو نقله في قوله تعالى `والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما`، وهذا يدعو إلى الصدق والأمانة في الحديث، وكما أمر الله سبحانه بتجنب الكلام الباطل أو الغير مفيد؛ حيث يقول الله تعالى `وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين`، وهذا يدعو إلى الابتعاد عن كلام الجهلة الذي لا فائدة منه، وقد حظر الله الغيبة والنميمة والتحدث عن الآخرين بما يكرهون؛ حيث يقول تعالى `ولا يغتب بعضكم بعضا.
وواجه الرسول صلى الله عليه وسلم الناس بهذا الدعوة لحفظ ألسنتهم من خلال الأحاديث النبوية الشريفة، ومن بينها قوله صلى الله عليه وسلم: `إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق`، وذكر فضل اللين في الكلام من خلال الحديث الشريف الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: `إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام وصلى والناس نيام`.
قواعد عامة لآداب الحديث
توجد بعض الأسس والقواعد التي يجب على الإنسان فهمها عند التحدث مع الآخرين، ومن بينها الآتي:
نوع الحديث
يجب على الإنسان اختيار كلامه بعناية، وينبغي أن يختار نوع الموضوع الذي سيتحدث فيه بعناية، وينبغي أن يكون لديه نية صادقة صافية تسعى من خلالها إلى التقرب من الله تعالى.
صدق الحديث
يجب أن يكون المتحدث صادقًا فيما يقوله للآخرين، وعليه تجنب الكذب بأي شكل من الأشكال بسبب كونه سلوكًا مذمومًا من قبل الله ونهى عنه، لأنه يؤدي إلى الهلاك.
الاستئذان قبل الحدث
الاستئذان قبل فعل أي شيء يرتبط بالآخرين سمة عظيمة وحُسن خُلق ، ولذلك يجب الاستئذان قبل التدخل بالحديث في أمر ما وخاصةً إن كان هناك من يتحدث ؛ فلا يجب أن يقاطع أحد المتحدث بطريقة غير لائقة ، ومن الأفضل أن ينتظر حتى ينتهي الآخر من كلامه ، وذلك لأن حُسن الاستماع من آداب الحديث.
عدم الاعتداء على الآخرين
يتعين علينا تجنب الكلام الذي قد يؤذي الآخرين أو يسبب لهم الاحراج، ويجب أن نتحلى بالصبر أثناء الكلام حتى يتمكن المتحدث من التعبير عن نفسه بشكل صحيح دون الإسراع في الحديث عن أمور ليست لديه معرفة بها.