هل تعلم ” اخر من مات من الصحابة “
من هو آخر من مات من الصحابة
هل تعلم أن آخر الصحابة الذي توفي هو الصحابي أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير بن جابر بن حميس بن جدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناه بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار الليثي الكناني. وقد قيل أن اسمه هو عمير بن جحش وقيل أن اسمه حميس بن جري، وكان يلقب بأبي الطفيل. كان من أصغر الصحابة سنا وحامل راية قبيلة كنانة وقائدها، ولقب بفارس صفين وشاعرها، وكذلك لقب بسيد كنانة وحبيب علي عليه السلام. توفي في مكة المكرمة في عام 200، وقيل 110 للهجرة. كان سيدا من سادة قومه وشاعرا فصيحا في اللغة. كان يتمتع ببلاغة عالية في ترديد الشعر، وكان ملتزما بدينه وداعيا للناس للانتقال إلى الدين الإسلامي. قد توفي الصحابي أنس بن مالك قبله بسنة 93 للهجرة .
مكانة الصحابي عامر بن واثلة الكناني
هو من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، واسمه عامر بن واثلة الكناني، وكنيته أبو الطفيل. ولد في عام ثلاثة بعد الهجرة، أثناء معركة أحد، وفي روايات تقدمت عام أحد بكثير. كان من الصحابة الأجلاء وكان من المؤرخين الذين وضعوا توثيقا للتاريخ الإسلامي، وكان كاتبا لجميع الأحداث التي عاصرها مع الصحابة والرسول. وكان من أفضل سادة قريش وله مكانة عالية بين أهل قريش. نقل العديد من سنن المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، منها استلام الحجر الأسود. وفقا لأبي داود، قال إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم الركن بمحجنه، ثم يقبل.
توفي سنة 102 هجرية، أو ربما 100 هجرية، أو ربما 107 هجرية، ودفن في مكة. كان من أتباع الإمام علي ورأى النبي في حجة الوداع وهو يستلم الركن في محجنه. قال سيف بن وهب: دخلت بمكة على عامر بن واثلة الكناني، فقال لي: أنا ابن تسعين سنة ونصف، وهو آخر من رأى النبي وعاش معه ثماني سنوات من حياته.
روى أبو الطفيل عددا قليلا من أحاديث النبي عليه السلام، ولكنه روى الكثير من أحاديث كبار الصحابة مثل حذيفة ومعاذ بن جبل والإمام الحسن والإمام علي والإمام السجاد. وقد كان حاملا لراية المختار في ثورته عندما أراد أن يطالب بحقه في قتل الإمام الحسين، وشارك هو وابنه في ثورة عبد الرحمن بن الأشعث ضد الحجاج. كان له مواقف مشهورة وقوية في ذلك الوقت.
عاش الصحابي مدة طويلة مع الإمام علي، حيث شارك معه في جميع المواقف والحروب التي خاضها أمير المؤمنين، وبعد استشهاد الإمام علي، عاد إلى مكة وتلقى من الإمام علي جميع الدروس الدينية والعلمية، ثم ذهب في عهد حذيفة بن اليمان إلى الكوفة ومنها إلى المدائن .
أجمل صفات الصحابي عامر بن واثلة الكناني
من أجمل صفات الصحابي عامر بن واثلة الكناني الإخلاص والوفاء حيث أنه كان يحب أصدقائه بكل اخلاص وكان ملازماً للرسول ويشاركه في كل الأمور وخاصة في الثماني أعوام الأخيرة من حياة الرسول وكان يشارك الإمام علي في كل الحروب والمواقف كما أنه كان مرهف الإحساس صادقا في كل ما ينقله كما كان عالما ، شاعرا، فارسا.
وقد قال وهب بن جرير: سمعت أبي يقول كنت في مكة في سنة ١٠٠١، وشاهدت جنازة أبو الطفيل الذي كان محبوبا بين قومه، وكان له مكانة عالية وكان من أشراف وسادة قومه. عاش في فترة انطلاقة الإسلام ودعوة الرسول عليه السلام، والتي كانت من أعظم ما أتى به النبي. كما عاش في العديد من الدول التي تأسست، سواء العباسية أو الإسلامية. شارك في العديد من المواقف مع علي، مثل يوم صفين ووصفين والنهروان. كان حزينا جدا لأنه لم يبق أي من الصحابة، وكان يقول `لم يبق من السبعين غيري`، وهو يشير إلى السبعين صحابي الذين كانوا مع علي في يوم صفين. كان مقاتلا ورافق عليا وأولاده طوال حياته، وقد ضحى بنفسه وأولاده من أجلهم. كان محبوبا وعندما بلغ عمره المائة سنة، تولى بنو أمية الخلافة، وقد حولوا الدين إلى وسيلة لتحقيق مصالحهم السياسية. كما كان معروفا بالولاء القوي والثقة العمياء التي لا تتأثر بأي عقبات .
عاش عامر الكثير من النكبات والأحداث الصعبة في عهد معاوية بن أبي سفيان، وأيضا في عهد عبد الملك والوليد. وكان يتمنى الاستشهاد منذ معركة صفين عندما كان عمره 34 عاما، حيث كان يحمل راية قومه كنانة بكبرياء وفخر، يرغب في أن يكون شهيدا ليعلو صوت الحق. كان قلبه ينبض بالشوق للشهادة بين يدي أمير المؤمنين، وقد قال: (يا أمير المؤمنين، لقد أخبرتنا أن أشرف القتل هو الاستشهاد، وأن أفضل الأمور هي الصبر، ولقد صبرنا حتى أصبحنا قتلى شهداء وحيينا ثائرين، فابحث عمن سبقنا للثأر منه)
وقد كان يكتب الشعر ويتنغم به وله أشعار ودوواين جميلة تتحدث عن نصرة الدين وإعلاء كلمة الله تعالى وظلت أصداء أبياته تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل ومن تلك الأبيات (حامت كنانة في حربها وحامت تميم وحامت أسد وحامت هوزان يوم اللقاء فما خام منا ومنهم أحد) كما كان يروي العديد من الأحاديث الشريفة بحق أهل البيت منها أهل بيتي كسفينة روح، وحديث الثقلين، وحديث الطير ومن أقوال أمير المؤمنين عن عامر بن واثلة وعن مكانته حيث قال (يا أبا الطفيل والله لو دخلت على عامة شيعتي فحدثتهم ببعض ما أعلم من الحق في الكتاب الذذي نزل به جبريل عليه السلام على أفضل الخلق سيدنا محمد يا أبا الطفيل إن رسول الله قبض فارتد الناس ضلالاً وجهالاً إلا من عصمه الله بنا أهل البيت).
الحروب التي خاضها عامر بن واثلة الكناني
شارك عامر بن واثلة الكناني في ثلاث حروب مع أمير المؤمنين وقاتل مع المختار في ثورته، حيث كان يسعى للانتقام لدم الإمام الحسين عليه السلام، وقد قتل ابنه في تلك المعركة، وكتب أبوه قصيدة البائية المفجعة حول ذلك.
له مواقف قوية في الحروب التي شارك فيها، بينها معركة صفين والجمل والنهراوين، وأحد من مواقفه التي ذكرها المؤرخون هي أن عليا عليه السلام كان يعتمد عليه ويثق فيه في كل الأمور الصعبة، وعندما تشتد الحرب كان يقف كالأسد الشجاع المقدام، يقاتل ويكون دائما في الصفوف الأولى في القتال، لذلك كان يعرف بالمناضل الشجاع بقوته واجتهاده وسعيه للنصر والاستشهاد من أجل الحق ونصرة المظلومين.