هل تصيب العين عن بعد
حقيقة العين
العين هي نظر باستحسان مقترناً بحسد من خبيث الطبع مما تتسبب في حدوث الضرر أو الإصابة وقد تؤدي إلى القتل بعد قضاء الله تعالى والعين حق ولها تأثير على المعيون أي من أصيب بالعين منها وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الحسد عندما قال ( أكثر ما يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره العين ) .
وقد سرد الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي (العين حق ولو كان شيء سلبق القدر سبقته العين)، وكان الرسول الكريم يأمر السيدة عائشة بأن تسترقي من العين، وذكر الإمام ابن حجر في كتابه فتح الباري أن الحقيقة هي أن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به، إذا شاء ما شاء من ألم أو هلاك، وقد يصرف ذلك قبل وقوعه، إما بالاستعاذة أو بطرق أخرى، وقد قال الله في كتابه الكريم (ومن شر حاسد إذا حسد)
أسباب العين
من أسباب وقوع العين، أن يكون الحاسد ساخطا على العباد من حوله، ناقما عليهم وعلى النعم التي بين يديهم، وساخطا على قضاء الله تعالى الذي قسمه لعباده. ولكن قدرة الله تعالى فوق كل شيء، فكل الأمور بمشيئة الله تعالى، ولا حيلة للحاسد في دفع كل ما هو مقدر ومكتوب، فكل شيء عنده بمقدار. كما أن من أسباب دفع الحسد، فراغ القلب من الإشتغال به، وأن لا يفكر فيه باستمرار، ويتوكل على الله في كل أموره، فلا يلتفت إليه، ولا يخاف منه، ولا يملأ قلبه بالفكر فيه، وتلك الطريقة من أهم الأسباب التي تدفع عنك الحسد. كما أنه لا يجوز اتهام أحد بأنه يحسد أو يضمر شرا إلا ببينة واضحة.
أعراض العين
تظهر أعراض العين والحسد على المال والبدن والأولاد، فتنعكس على النفس مثل إصابة الشخص المحسود بأمراض نفسية مثل عدم رغبته في الذهاب إلى جامعته أو المدرسة أو العمل وعدم رغبته في استذكار دروسه. أما الحسد في المال، فقد يتجلى في تبديد المال أو فشل مشروع ما وتكبده خسائر مالية جسيمة، وأما الحسد في الأولاد، فيمكن أن يؤثر على صحتهم بحدوث أمراض تعيقهم. لذا يجب تحصين الأطفال من العين.
طرق الوقاية من العين
لمنع الحسد، يجب على الحاسد أن يبذل جهدا لعدم حسد أي شخص، لأن النعمة لا تزول عن أحد بسبب الحسد. بل تقع جميع الأمور تحت قدرة الله تعالى. أما من يعاني من مرض ظاهر، فيجب عليه أن يتلقى العلاج الطبي، وبعد ذلك يمكن أن تكون هناك علامات خروج العين بعد أخذ الأثر من المعترض، لأن الله جعل لكل داء دواء. ومن أهم أسباب الوقاية من الحسد هو
- العلاج بالقرآن هو واحد من أهم وسائل الوقاية من الحسد. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: `وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين`. وبالإضافة إلى ذلك، الاستعاذة، وسورة الفاتحة، وآية الكرسي، والتسبيح هي من أهم الأذكار للوقاية من الحسد. يجب ذكر الله في كل وقت وحين، وإرسال الصلاة على النبي المختار، وقراءة الأذكار صباحا ومساء. فقد كان النبي عليه السلام يعوذ أهل بيته حيث كان يمسح بيده اليمنى ويقول: `اللهم رب الناس أذهب البأس، اشفه`. ويقول أيضا: `أعاذني بكلمات الله التامة من شر ما خلق`.
- الدعاء من أهم طرق الوقاية من الحسد لقول الرسول عليه لسلام (لا يرد القضاء إلا الدعاء) وكذلك الإستعاذة بالله تعالى من الحسد والتوكل على الله فمن توكل على الله كفاه ما أهمه ومن أأهم الأدعية التي كان يداوم عليها الرسول (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ وهو السميع العليم) ثلاث مرات.
- الرقية الشرعية هي أحد أساليب الوقاية، وأثرها الإيجابي على الجسم كبير. يتم ذلك من خلال تلاوة المعوذتين والفاتحة ثلاث مرات يوميا، بالإضافة إلى تلاوة سورة البقرة وآية الكرسي والآيات الأخيرة من سورة المائدة.
- ينبغي تجنب المبالغة في مظاهر التزين في النفس والمال والولد، ويجب تجنب التفاخر والتباهي، حيث إن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعين أو الحسد.
ماهو مدى تأثير العين وحكم العائن إذا تسبب في قتل شخص
للإجابة على سؤال هل العين تقع في وقتها، يجب علينا أن ندرك أن العين هي حق وأن كل ما يحدث في الكون يتم بمشيئة الله تعالى. فما يشاءه الله يحدث وما لا يشاءه لا يحدث. وقد قال الله تعالى (إنا كل شيء خلقناه بمقدار)، ولكن للعين تأثير بإذن الله سبحانه وتعالى. والدليل على ذلك هو قوله تعالى عن يعقوب عليه السلام (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة)، وذلك خوفا عليهم من العين. وبسبب هذا التأثير، فإن تأثير العين عظيم. حيث قال الرسول عليه السلام: “أكثر ما يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره العين، فالعين تؤثر في دخول الرجل والجمل إلى القبر.
حكم العائن إذا تسبب في قتل شخص بالحسد :- – قد يكون الوصف أو التخيل كافيا لتأثير العين، حتى دون وجود رؤية فعلية. قد يكون الشخص العميان قادرا على استيعاب الوصف والتأثر به، حتى إذا لم ير الشيء بنفسه. وقد قال الله تعالى في القرآن: “وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر”، وذلك لأن كل حاسد هو حاسد، ولكن ليس كل حاسد عائن. لذلك، يجب أن نستعيذ من العائن.
إذا قتل العائن شخصا عن طريق العين وعلم أنه سيصيبه بالعين، وقتله دون قصد القتل، فعليه أن يدفع كفارة لأنه قام بفعل يتسبب في الموت عادة. وإذا تم القتل بالخطأ، فيعتبر الأمر حادثا ويجب عليه أن يتحمل ما يترتب على القتل الخطأ. أما إذا تسبب في تلف شيء ما، فعليه إصلاحه. وإذا حدث الضرر بدون اختياره، بل كان هو السبب في ذلك، فيجب عليه أن يدفع الدية. أما إذا فعل ذلك بقصد وعلم أنه سيتسبب في الضرر والأذى ويعلم أنه سيقتل به، فعلى الولي أن يقتله بنفس الطريقة التي قتل بها .
في حال استخدام أثر العين واعتراف الحاسد بتسببه في الأذى أو الضرر للمحسود أو لشيء يملكه، يجب تطبيق القصاص أو دفع الدية وفقا لمذهب الشافعي. ولكنهم يقولون بعدم التطبيق في حالة العين، لأنها عادة لا تؤدي إلى القتل ولا تعتبر مهلكة، ولا يوجد فيها كفارة. وهناك اختلاف في آراء العلماء حول هذه المسألة، وذهب النووي إلى أنه إذا أدى شخصا آخر بالعين واعترف بذلك بشكل متعمد، فليس هناك قصاص عليه ولا دية لأنها لا تؤدي إلى القتل ولا تعتبر مهلكة.
استخدام الرقية الشرعيةالصحيحة في تجنب الإصابة بالعين
الطريقة الصحيحة للتداوي من الحسد وكيفية أرقي نفسي بالرقية الشرعية تكون من خلال إخلاص النية لله عز وجل في جميع الأقوال والأفعال، والاعتقاد الكامل أن كل ما يحدث هو بإرادة الله عز وجل وأن الشفاء يأتي من الله، وأن الله هو القادر على كل شيء، وأن الأعراض التي تحدث بعد الرقية تجلب الراحة والهدوء للإنسان. فيما يتعلق بطريقة الرقية، تتضمن قراءة الفاتحة سبع مرات على النفس أو على مكان الألم، ثم قراءة آية الكرسي سبع مرات، وسورة الملك “فارجع البصر هل ترى من فطور” إلى نهاية الآية سبع مرات، وقول “أعوذ برب الفلق” سبع مرات، وقول “أعوذ برب الناس” سبع مرات، وكذلك قراءة سورة الإخلاص سبع مرات، وذكر العديد من الأدعية التي كان النبي عليه السلام يتحرى تكرارها