هل تحليل الدم يكشف الضغط
يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد أهم الأعراض الصحية التي ينبغي الانتباه إليها جيدا لتجنب أي مضاعفات خطيرة محتملة نتيجة لارتفاعه، ولكن يمكن أن يكون ارتفاع الضغط ناتجا عن عدة حالات مرضية تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، وأفاد متخصصو علم التحاليل الطبية بأن هناك مجموعة من الاختبارات الطبية التي يمكن من خلالها التنبؤ بارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم
يشير الرقم (3917) إلى ارتفاع ضغط الدم لدى المريض، حيث يعتبر ارتفاع ضغط الدم مرتفعا عندما يتجاوز مستوى الضغط 120/80، وتتمثل أعراض ارتفاع ضغط الدم في الشعور بألم الرأس والصداع الشديد والدوار، وزيادة معدل ضربات القلب، وقد يحدث أيضا نزيف الأنف، ويتم قياس ضغط الدم باستخدام أجهزة قياس الضغط المعتمدة إما على القياس الزئبقي التقليدي أو القياس الرقمي الحديث .
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
من الأسف أن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، وخاصة المفاجئة، تشكل خطرا جدا على الصحة وقد تؤدي إلى وفاة المريض إذا لم يتم متابعة الضغط وعلاج سبب اضطراب مستوى الضغط بشكل مستمر. من بين أشهر مضاعفات ارتفاع ضغط الدم بدون علاج، يمكن ذكر ما يلي
- السكتات الدماغية .
- أيضا يعاني من أمراض القلب والسكتات القلبية والأزمات القلبية .
- تلف وتدمير في خلايا الكلى .
- العمى .
يُعرف ضغط الدم المرتفع بـ `القاتل الصامت`، وذلك لأنه لا يوجد أعراض واضحة للإصابة به، ولذلك يجب متابعة مستوى ضغط الدم بشكل منتظم على الأقل مرتين في الشهر للكشف عن أي ارتفاع في مستوى الضغط وتحديد سببه مبكرًا لتجنب تفاقم الحالة .
الكشف عن ارتفاع الضغط بالتحاليل الطبية
يُمكن استخدام مجموعة من الاختبارات لاكتشاف ارتفاع ضغط الدم وتحديد سببه، مثل:
اختبار البول
يساعد اختبار فحص البول الكامل وإجراء بعض الاختبارات الكيميائية على عينة البول، وخصوصا عينة البول الصباحية، في معرفة ما إذا كانت العينة تحتوي على البروتين، وخصوصا الألبيومين (الزلال) أم لا، وعند ظهور البروتين في البول، فإن ذلك يشير بشكل كبير إلى وجود مشاكل في وظائف الكلى التي تسبب ارتفاع ضغط الدم
كما أن الفحص الميكروسكوبي لعينة البول أيضًا قد يُشير إلى وجود بعض أنواع الخلايا الطلائية من نوع Renal epithelial cells التي تُشير إلى وجود مشكلة مرضية في نفرونات الكلى ، إلى جانب ظهور خلايا طلائية أخرى من نوع Transition epithelial cells أيضًا والتي قد تكون دليل على وجود اضطرابات في الجهاز البولي وما ينتج عن ذلك من ارتفاع في مستوى ضغط الدم .
فحص وظائف الكلى
وجود خلل في وظائف الكلى، والتي يتم الكشف عنها عن طريق اختبار نسبة البولينا ونسبة الكرياتينين وحمض اليوريك في الدم ومعدل الترشيح الكلوي، يمكن أن يساعد في تحديد سبب ارتفاع ضغط الدم
قياس نسبة البوتاسيوم
البوتاسيوم هو أحد الإلكتروليتات الرئيسية في الجسم، ودوره الأساسي يكمن في تنظيم ضغط الدم وتوازن بعض الإلكتروليتات الأخرى مثل الصوديوم. كما يلعب البوتاسيوم دورا في تنظيم عمل عضلة القلب. ومع ذلك، تتسبب اضطرابات نسبة البوتاسيوم في الدم في بعض الأمراض التي تعتبر سببا ثانويا لارتفاع ضغط الدم، مثل مرض كوشينج وغيره. وبالتالي، إذا كانت التحاليل الكيميائية الطبية تشير إلى ارتفاع أو انخفاض غير طبيعي في نسبة البوتاسيوم في الدم، فإن ذلك يشير إلى وجود اضطراب في الضغط .
قياس نسبة الكالسيوم
إذا ارتفعت نسبة الكالسيوم في الدم أكثر من المستوى الطبيعي ، سواء الكالسيوم الكلي أو الكالسيوم المتأين ، فإن ذلك يشير بشكل كبير إلى وجود ارتفاع في مستوى ضغط الدم لدى المريض
اختبارات بعض الهرمونات
كما أن نسبة بعض الهرمونات في الدم قد تعكس الارتفاع في مستوى ضغط الدم ، ومنها هرمون الغدة جار الدرقية Parathyroid hormone التي تؤدي زيادته إلى زيادة نشاط ومستوى الكالسيوم في الدم ، والهرمون المنشط للغدة الدرقية أيضًا TSH وهرمون الثيروكسين T4 قد يؤدي وجود خلل بهما إلى التأثير على مستوى ضغط الدم .
اختبار الأيض الشامل
في بعض الحالات، إذا لم يتمكن الطبيب من تحديد السبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم عند المريض، فقد يوصي بإجراء اختبار الأيض الشام الذي يتضمن 14 تحليلًا مختلفًا للكشف عن أي خلل في الجسم يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم .
اختبارات الدهون
ارتفاع نسبة الدهون في الدم، وخصوصًا الكوليسترول الكلي والضار، والدهون الثلاثية، وانخفاض نسبة الكوليسترول الجيد عن المعدلات الطبيعية، يؤدي إلى تأثير سلبي على القلب والشرايين، وقد تكون سببًا رئيسيًا في ارتفاع مستوى ضغط الدم .
اختبار الكاتيكولامينات
يساعد هذا الاختبار، بالإضافة إلى بعض الاختبارات الأخرى، على الكشف عن حالة مرضية تسمى ورم القواتم أو ورم الغدد الصماء pheochromocytoma، والتي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم في أوقات مختلفة إلى حد ما .
اختبار troponin-T levels
إنه من بين الاختبارات المتعلقة بالكشف عن صحة القلب، حيث يعتبر بروتينا يتحكم في انقباض عضلة القلب ويفرز بنسبة مرتفعة في الدم عند حدوث تلف في خلايا القلب. أشارت دراسة علمية حديثة نشرت في عام 2015م في المجلة العلمية العالمية “Circulation” إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب لأكثر من 12 سنة ويعانون من ارتفاع مستويات هذا البروتين يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع مفرط في ضغط الدم .
وقد أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن ارتفاع نسبة بروتين التروبونين بما يتراوح بين 5 إلى 8 نانو جرام لكل ديسيلتر ارتفعت يكونوا عُرضة إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 13 % ، في حين أن ارتفاع نسبة البروتين بما يتراوح بين 9 إلى 13 نانو جرام لكل ديسيلتر ؛ يكونوا عُرضة أيضًا إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم بنسبة 24 بالمائة .
في حين أن الأشخاص الذين قد ارتفعت لديهم نسبة بروتين التروبونين إلى أكثر من 13 نانو جرام لكل ديسيلتر ، تكون فرصة إصابتهم بارتفاع في ضغط الدم 40 % تقريبًا ، وهذا يُوضح بشكل قاطع إلى أنه كلما ارتفعت نسبة التروبونين في الدم كلما زادت فرص حدوث ارتفاع في مستوى ضغط الدم ؛ أي أن العلاقة بينهما طردية .
ونظرًا إلى أن الكثير من الأشخاص لا تظهر عليهم أعراض ارتفاع ضغط الدم إلا من خلال الشعور ببعض الدوار والصداع ولجوء المريض إلى استخدام العقاقير المُسكنة بدل من اللجوء إلى الفحص الطبي يُعد أحد أكبر أسباب خطورة ارتفاع ضغط الدم ، ولا سيما أن الأعراض الأكثر خطورة والتي تشير بالفعل إلى وجود ارتفاع في ضغط الدم لا تظهر إلى بعد أن تتفاقم الحالة المرضية إلى مرحلة تحتاج إلى العلاج الطبي ، وهذا يُوضح ضرورة الحرص على إجراء الفحص الطبي الشامل مرة واحدة كل شهر على الأقل لاكتشاف أي عوارض صحية ومعالجتها فورًا .