هل تحرير فلسطين ؟” من علامات الساعة لـ “ابن باز” و العثيمين
هل تحرير فلسطين من علامات الساعة ابن باز
تعد فلسطين دولة إسلامية عربية هامة، تعاني من الاحتلال الصهيوني والاضطهاد منذ فترة طويلة، وهي أرض عربية ذات مكانة دينية لجميع الأديان السماوية. فالسؤال المطروح هو: هل يوجد حكمة في تأخير الحرية من الاحتلال الصهيوني؟ وهنا سنتطرق إلى رد الشيخ ابن باز على هذا التساؤل، حيث قال
- يعتبر نهاية اليهود على يد المسلمين إشارة من علامات الساعة، وقد استند هذا القول إلى قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: `لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي تعال يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله`
- في هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، يدل على أن المسلمين سينتصرون على أعدائهم وسيظل الدين الإسلامي حتى يوم القيامة.
- واستكمالاً لحديث نبينا الكريم عندما قال:”إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود” فقد ذكر الشجرة التي تختص باليهود وهي شجرة الغرقد والتي لا تكون نصرة أو عون للمسلمين، وعندما عرف اليهود بهذا النوع من الشجر وبأنه سيكون له عوناً عند قيام المعركة الطاحنة بينهم وبين المسلمين شرعوا إلى زراعتها بشكل كبير ولكن هذا لا يُغني من أمر الله شيئاً فهو نافذٌ لا محالة.
إن الكراهية اليهودية تجاه المسلمين موجودة منذ فترة طويلة وستستمر هذه الكراهية العميقة حتى يوم القيامة. فنهاية اليهود ستكون إحدى علامات يوم القيامة، وسيحدث حرب بين المسلمين واليهود، ونرى في نصوص الحديث أنه لا يوجد شيء يشير إلى أن المسلمين في فلسطين هم المقصود فقط، بل يشمل الحديث جميع المسلمين بالإضافة إلى جميع اليهود. إن هذا أمر عام وشامل ويدل على نصرة المسلمين وتمكين الإسلام.
وأوضح أن الذين يقاتلون حاليا ليسوا جميعا ملتزمين بالدين الإسلامي، بل يوجد بينهم مسلم وغير مسلم وعاص وكافر ومسلم مستقيم. والقتال الذي أخبر به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يكون بين المسلمين الملتزمين بالدين والشريعة، وهم الذين سينصرهم الله على اليهود بسبب اتباعهم الصحيح للإسلام. ومن الممكن أن يكون هذا الوقت عندما يتحسن أوضاع المسلمين ويتفقون جميعا على الحق، ومن الممكن أن يكون هذا الوقت وقت نزول سيدنا عيسى كما هو معروف، حيث سيحارب اليهود وينصره الله هو والمسلمين. ومع ذلك، لا يمكن استبعاد حدوث ذلك قبل سيدنا عيسى عليه السلام، وأيضا يمكن أن يحدث تحسن في أوضاع المسلمين وأن يقودهم إمام صالح يتبعون شريعة الله ويحاربون اليهود وينصرهم الله. كل هذه الأمور ممكنة.
الإمام ابن عثيمين وقضية فلسطين
النقاش مستمر حول مسألة تحرير فلسطين وما إذا كانت من علامات الساعة. هنا، يعود الناس إلى أقوال الأئمة والفقهاء عندما كانوا يختلفون في هذا الأمر. أشار الإمام ابن عثيمين إلى أن المسلمين في عهد الإسلام كانوا يمتلكون أرض فلسطين بواسطة إسلامهم وليس بسبب عروبتهم. فلسطين ليست ملك العرب فقط، بل المسلمين هم أهلها بالفعل. ويعتقد الإمام ابن عثيمين أن العرب لن يستعيدوا أرض فلسطين بمجرد أنهم عرب، بل فقط باسم الإسلام، تماما كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وقد قال الله تعالى: `إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين`.
وبناء على ذلك، فإن النصر الحقيقي لفلسطين لن يتحقق إلا بالإسلام، وهذا ما أكده الحديث الشريف الذي تم ذكره سابقا. فالقتال سيكون بين جميع المسلمين وجميع اليهود، وهنا لا يشير إلى العرب فقط، بل يقول `المسلمين عامة`. وبغض النظر عن الجهود التي يبذلها العرب في القتال والشهادة والاحتجاجات، فلن يحققوا النصر ولن ينتصروا حتى يقاتلوا باسم الإسلام وبعد أن يطبقوا شرع الإسلام في أنفسهم. ويوضح الإمام ابن عثيمين أن المسلمين لم يمتلكوا أرض فلسطين في عهد الإسلام، الذي شهد الكثير من التطور والازدهار، إلا باسم الإسلام. وعندما استولوا على العواصم الفرسية والرومية، بالإضافة إلى عاصمة القبط، لم يتمكنوا من الاستيلاء عليها إلا بالإسلام الحقيق.
من هو الجيش الذي سيحرر فلسطين
هناك بعض الأحاديث الشريفة التي تشير إلى أن قائد الجيش هو المهدي، حيث ينزل سيدنا عيسى مع جيش المهدي. في صحيح مسلم، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `سيظل طائفة من أمتي تقاتل على الحق ظاهرين حتى يأتي يوم القيامة، فينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا`. وفي رواية الحارث بن أبي أسامة في مسنده: `ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا`. ومن الممكن، والله أعلم، أن هذا الجيش سيتوجه إلى الروم بعد خروج السفياني، وإحدى الدلائل على ذلك هي قوله صلى الله عليه وسلم: `يخرج رجل يدعى السفياني في عمق دمشق، ويتبعه عامة من الكلاب، يقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الأطفال. ثم يأتي قيس فيجتمعون عنده فيقتلون حتى لا يمنعهم ذنب تلعة. ثم يخرج رجل من أهل بيتي في الحرة، فيبلغ السفياني، فيرسل إليه جنودا من جنوده فيهزمهم، فيسير السفياني مع من معه حتى يصل إلى بيداء من الأرض فيهلكهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم`. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
يشير هذا إلى وجود فتن تستهدف منطقة الحجاز، ومن المحتمل أن يخرج رجل من أهل البيت، والمرجح أن يكون المهدي، ويقوم بمطاردة جيش الروم، ثم ينزل عيسى عليه السلام على جيش المسلمين الذي يحارب الروم.
حديث علامات الساعة
لا شك أن الوقت قادم، ومن المؤكد أن الله وحده يعلم متى ستحدث الساعة، وقد تم ذكر يوم القيامة في القرآن الكريم والسنة الشريفة. فقد قال الله تعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاها). وقد ذكرت العديد من الأحاديث النبوية عن ظهور علامات الساعة قبل وقوعها، وهناك ترتيب لعلامات الساعة الكبرى وفقا لابن باز ومن بين هذه الأحاديث الشريفة التي توضح هذه العلامات
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالی عنه أَنَّ رَسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ؛ وَهُوَ القَتْلُ، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لا أَرَبَ لِي بِهِ، وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي البُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ – يَعْنِي آمَنُوا – أَجْمَعُونَ؛ فَذَلِكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلا يَتَبَايَعَانِهِ وَلا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ فَلا يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلا يَطْعَمُهَا)).