هل تبطئ مكملات الميلاتونين التقدم في العمر
ما هو هرمون الميلاتونين
هرمون الميلاتونين هو هرمون يتم إنتاجه من الغدة الصنوبرية في الجسم، ويعتقد بعض الناس أن له خصائص مضادة للشيخوخة، حيث يساعد في الحفاظ على دورة النوم واليقظة، وعند تعرض الجسم لأشعة الشمس في الصباح، ينخفض مستوى الميلاتونين، وفي المساء يزداد، مما يؤدي للشعور بالنعاس والخمول، ولكن بعض الأشخاص يرون أن للميلاتونين تأثيرات مضادة للشيخوخة.
هناك أيضا اعتقادات بأن مستويات هرمون الميلاتونين تنخفض مع التقدم في العمر. وتستند هذه الاعتقادات إلى ملاحظات كبار السن الذين يحتاجون إلى ساعات نوم أقل. ومع ذلك، فإن هذه الاعتقادات تعتبر أساطير عن النوم، حيث يحتاج كبار السن إلى نفس عدد ساعات النوم التي يحتاجها الشباب، ولا ينخفض مستوى هرمون الميلاتونين لدى الأشخاص الأصحاء مع التقدم في العمر.
دراسة حول الميلاتونين
يمكن للميلاتونين أن يبطئ من تأثيرات الشيخوخة، وهو هرمون يتم إنتاجه في المساء ويعتبر إشارة طبيعية على حلول المساء، مما يساعد الجسم على تنظيم نفسه للتأقلم مع نظام اليقظة والنوم.
في مختبر أراغو، قامت الباحثة وفريقها بدراسة تأثيرات الميلاتونين على الذبابة البيضاء ذات الأسنان الكبيرة، وهي حيوان صغير يأكل الحشرات في الليل. في الظروف العادية، تظهر هذه الذبابة أول علامات الشيخوخة بعد مرور 12 شهرا، وذلك بفقدان إيقاع الساعة البيولوجية في أنشطتها. وعند إعطاء الميلاتونين بشكل مستمر، ابتداء من 12 شهرا قليلة، تتأخر ظهور هذه العلامات الأولى لمدة 3 أشهر على الأقل، وهذه فترة طويلة بالنسبة لعمر هذه الذبابة.
الميلاتونين يعرف بأنه يلعب عدة أدوار مفيدة. وتشمل هذه كونها مضادات للأكسدة، ومضادة للاكتئاب، وتساعد في علاج مشاكل النوم. الخطوة التالية في دراسة هرمون الميلاتونين هي فهم طريقة عمل الهرمون عند الشيخوخة، وعندها يمكن إيجاد السبل المثلى من أجل استعمال الهرمون على البشر والاستفادة منه.
هل تتناقص مستويات الميلاتونين مع التقدم في العمر
يعتقد العديد من الأشخاص أن نوعية النوم تتراجع بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، لأن الجسم ينتج كمية أقل من هرمون الميلاتونين لدى الكثير من الأشخاص، وخاصةً كبار السن. ولكن يقولالباحثون في جامعة هارفارد الآن إن الأموال التي يتم إنفاقها على مكملات الميلاتونين قد تكون أموالاً ضائعة.
هناك دراسة وجدت أن كبار السن من الرجال والنساء يقومون بإفراز مستويات مشابهة من الميلاتونين للمستويات الموجودة لدى الأشخاص اليافعين. بقيت مجموعتي الدراسة لعدة أيام في مختبر للنوم ، حيث عاشوا في ظل ظروف مضبوطة بعناية بينما كانت مستويات الميلاتونين الخاصة بهم تخضع للمراقبة بانتظام.
يعتقد أن الميلاتونين، الذي يفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ أثناء الليل، يسهم في تنظيم دورات النوم التي عادة ما تتعرض للاضطراب لدى كبار السن. ويعرف الميلاتونين في كثير من الأحيان بأنه `هرمون النوم`، ويتوفر بشكل غير وصفي في الشعير والأرز والديك الرومي وغيرها من الأطعمة، ولذلك لا يتم تنظيم بيع هذا الدواء من قبل إدارة الغذاء والدواء.
توصلت هذه الدراسة إلى أن معظم الأشخاص المسنين لا يحتاجون إلى تكميلات الميلاتونين للنوم. إذا كانت لديهم اضطرابات في النوم، فغالبا ليست بسبب نقص هرمون الميلاتونين. قد يكون السبب وراء ذلك آثار جانبية للأدوية، أو أمراض أخرى، أو الاكتئاب. على الأقل، يجب قياس مستويات الميلاتونين لدى الأشخاص قبل استخدام هذه التكميلات.
دواعي استعمال الميلاتونين
- اضطراب الرحلات الجوية: أظهرت الدراسات أن الميلاتونين يساعد في الحفاظ على دورة النوم واليقظة بشكل صحيح بعد تعرض الأشخاص لاضطرابات الرحلات الجوية. استطاع حوالي 50% من الأشخاص ضبط ساعتهم البيولوجية في أجسادهم بعد استخدام جرعة منخفضة من الميلاتونين لعدة أيام.
- اضطراب طور النوم المتأخر: تحدث هذه الحالة عندما ينام الشخص لمدة كافية، ولكن يتأخر نومه حتى وقت متأخر من الليل (بدون وجود أسباب خارجية مثل مشاهدة التلفاز أو أسباب أخرى). وتشير الأبحاث إلى أن هرمون الميلاتونين يعد واعدًا لعلاج هذه المتلازمة.
- الأرق لدى كبار السن: تشير الأبحاث إلى فوائد محتملة لمكملات الميلاتونين في علاج الأرق لدى الكبار في السن، ولكن لم يتم إثباتها بعد. تظهر الدراسات نتائج واعدة، ولكن هناك العديد من الأسئلة التي لم تجيب عليها الأبحاث بعد، وعادة ما تكون هذه الدراسات على المدى القصير.
- مشاكل النوم عند الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية عصبية: تشير بعض الأبحاث الواعدة إلى أن الميلاتونين يمكن أن يساعد الأطفال الذين يعانون من حالات مثل التوحد أو الاضطرابات النفسية أو الصرع في تحسين نومهم. وتتم دراسة هذا الاستخدام للميلاتونين حاليا.
- تحسين النوم لدى الأشخاص الأصحاء: هناك أدلة كافية على أن استعمال الميلاتونين من قبل الأشخاص الأصحاء يحسن من النوم. هذه الدراسات أظهرت أن الميلاتونين الذي يتم تناوله عن طريق الفم حوالي 30 إلى 60 دقيقة يقلل من الوقت اللازم للنوم. يجب إجراء المزيد من الأبحاث من أجل معرفة الآثار الجانبية طويلة الأمد لمكملات الميلاتونين.
الاستعمالات الأخرى: هناك العديد من التقارير التي تشير إلى فوائد استخدام الميلاتونين لأغراض أخرى، لكن لم يتم دعم أي من هذه الفوائد من خلال الدراسات العلمية. وعلى الرغم من قلة الأدلة، فإن الميلاتونين يستخدم للأغراض التالية:
- تحسين النوم لدى الأشخاص المصابين بالزهايمر
- يستعمل كمضاد أكسدة
- يتم استخدامه لعلاج فرط الحركة ونقص الانتباه واضطرابات النوم المرتبطة بفرط الحركة ونقص الانتباه.
- يستخدم للتوقف عن استخدام البنزوديازيبينات
- اضطرابات النوم المتعلقة باضطراب ثنائي القطب
- لا يوجد دراسات كافية لتثبت الارتباط بين العلاجات الكافية والصحة الكلية في علاج السرطان
- علاج الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي
- تنظيم دورة النوم واليقظة لدى الأشخاص المصابين بفقد البصر
- اضطرابات النوم المتعلقة بالاكتئاب
- علاج الزرق
- من أجل الوقاية من الصداع
احتياطات الاستعمال
: “قبل التفكير في استخدام مكملات الميلاتونين للنوم، يجب على الشخص تنظيم عادات نومه، وتجنب العادات السيئة مثل القراءة في السرير، وشرب الكثير من الكافيين، وعدم التعرض لأشعة الشمس التي يمكن أن تؤدي إلى صعوبة في النوم. يجب على الشخص الابتعاد عن هذه العادات، وفي حالة عدم النجاح، يمكن للشخص استخدام الأدوية التي تؤثر على النوم. وفي حالة تعرض الشخص لاضطرابات النوم، يجب التحدث إلى الطبيب حول إمكانية تغيير الدواء أو علاج اضطرابات النوم.
تحذيرات جرعة الميلاتونين
الجرعات المنخفضة من الميلاتونين (0.1 إلى 0.5 ميلي جرام) تساعد على تحسين النوم لدى بعض الأشخاص. يتم بيع الميلاتونين دون وصفة طبية بجرعات تصل إلى 3 ميلي جرام. هذه الجرعات تسبب ارتفاع شديد في مستويات الميلاتونين. ولا يوجد أبحاث كافية على التأثيرات طويلة الأمد لاستعمال جرعات مرتفعة من الميلاتونين على البشر.
الآثار الجانبية لاستعمال مكملات الميلاتونين
الآثار الجانبية لاستعمال مكملات الميلاتونين تتضمن
- الكوابيس
- تعطيل النوم الطبيعي لدى الشخص
- الصداع
- النعاس أثناء النهار
- تضخم البروستات
- الاكتئاب
يجب على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب التشاور مع الطبيب قبل استخدام الميلاتونين بسبب خطر الآثار الجانبية.