هل المكياج يبطل الصيام ؟ ” بجميع انواعه
هل يجوز للمرأة وضع المكياج خلال الصوم
يعتقد الكثيرون أن وضع المرأة للمكياج على وجهها أو شفتيها يبطل الصيام، ولكن المكياج لا يبطل الصيام إلا إذا تقاطع على الشفتين، لأنه لا يعتبر طعاما أو شرابا، وحرم الله علينا الأكل والشرب ونحن صائمون، لكنه لم يأمرنا بترك الحلي، وقال تعالى: “وكلوا واشربوا حتىٰ يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفج.
مستحضرات التجميل ممنوعة، إلا إذا كانت للزوج أو لم توضع أمام النساء أو الحجاب ونحو ذلك، أما الصيام فيعطل أحمر الشفاه الصيام إذا كان في نهار الصيام حيث تحلل أحمر الشفاة إلى المعدة، أما بالنسبة الكحل فهناك اختلاف فيه أما بالنسبة لمكياج الوجه بدون أحمر الشفاه وبدون القوقعة فيتم وضعه على الخد أو الوجه، وهو يقع في المسام ولا يصل إلى الجوف ولا يمنع الصيام بغض النظر عما إذا كان جائزا أو ممنوعًا، فلا يستحيل صيام كل ممنوع، وكذلك كريم تفتيح البشرة والبودرة وكريم الشعر ونحوها لا يعيق الصيام، ولا يمنع وضع العدسة في العين من الصيام.
أما الكحل فهو مختلف، والحقيقة أنه لا يعتبر مانعا للصيام، لأن العين ليست مخرجا طبيعيا مثل الأنف والفم والشرج وجميع المراهم التي توضع على الجلد الخارجي، سواء كانت مرهما تخرج أو لا تخرج، وسواء كانت للشفاء والترطيب أو للتجميل والزينة وغير ذلك، فلا يفطر الصائم إلا إذا ابتلعها، فقط وجود الكحل لا يؤثر على الصيام ما لم يترافق مع ابتلاعه في البطن، فعندما سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم استعمال الكحل وبعض أدوات التجميل للنساء خلال نهار رمضان، وهل يفطر الصائمون بسببها أم لا، فأجاب قائلا: `لا يفطر النساء ولا الرجال باستعمال الكحل، وهذا هو الرأي الصحيح عند أكثر العلماء، بل إن استعماله في الليل هو الأفضل للصائمين .
مستحضرات التجميل التي توضع على الجلد لا تفسد الصيام، لأنها لا تصل إلى البطن، وبالتالي يستطيع النساء وضع الماكياج وغيرها من الأشياء على بشرتهن. ومع ذلك، فمن الأفضل للمرأة المسلمة تجنب ذلك، لأن استخدام مستحضرات التجميل يمكن أن يثير الشهوة. وعموما، يجب على الصائم المسلم (سواء كان ذكرا أو أنثى) تجنب كل ما يثير الشهوة خلال العبادة. ولهذا السبب، لا ينصح بإستخدام العطور أو مستحضرات التجميل أثناء فترة الصيام في رمضان.
وبالنسبة للمواد التجميلية التي تستخدم لتحسين مظهر البشرة مثل الصابون والكريمات والزيوت وغيرها، بما في ذلك الحناء والمكياج وغيرها، فإن استخدامها لا يضر بالصائم، ولكن يجب على الصائم تجنب استخدام المكياج إذا كان يسبب ضررا للبشرة، وقد تم سؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم استخدام المرهم لإزالة الجفاف عن الشفتين من قبل الصائم، وأجاب
“لا حرج في أن يستعمل الرجل مرهم يمسح شفتيه وأنفه، أو يبلله بالماء أو بقطعة قماش أو نحو ذلك، ولكن يجب تجنب وصول شيء إلى حلقه يزيل الخشونة، وإذا جاء شيء بغير قصد، ولا يلزمه شيء، وكأنه قد غسل فمه ونزل الماء سهواً، فلا يقطع الصيام” وقال الشيخ ابن جبرين حفظه الله: “فتاوى علماء البلد الحرام”:
- لا يوجد مانع شرعي في وضع الدهن على الجسد أثناء الصيام إذا كان هناك حاجة لذلك، حيث يمسح الزيت سطح الجلد فقط ولا يخترق الجسم، وإذا دخل في المسام لا يفطر الصائم.
مبطلات الصيام
تتعدد الأقاويل حول الكثير من الأحكام الشرعية ومن أبرزها بعض الأمور التي تجعل الصيام مستحيلاً في شهر رمضان المبارك، وهناك جدل عظيم حول هذه المبطلات، بل إن البعض يصدر فتاوى دون علم ودعم في أمور مثيرة للجدل، غير مدركين أن هذا يعد من الكبائر، ويوجب الإثم و القضاء والكفارة وكما يقول العلماء تنقسم مبطلات الصيام إلى قسمين وهما ما يلي:
ما يخرج من الجسد ويضعفه، ويتضمن الجماع والتقيئ والحيض والحجامة، وخروج دم الحيض والنفاس يبطل الصيام وفي ذلك قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : “أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ”رواه البخاري، ويجب على المرأة التوقف عن الصيام والإفطار فور خروج دم الحيض أو النفاس، ومن أهم شروط الصيام الطهارة من الحيض لأنّ المرأة في هذه الحالة يكون جسدها ضعيف ولا تستطيع الصيام
لذلك، إذا حاضت المرأة، حتى ولو كان قبل الغروب بلحظة، فإن صيامها يعتبر باطلا. ولكن إذا أدركت حالة الحيض قبل الغروب أو أحسست بآلامه ولم تتوقف الدماء إلا بعد غروب الشمس، فإن صيامها صحيح. واتفق العلماء بالإجماع على وجوب الصيام بعد انقطاع الحيض واستحاضتها. وفي حالة انقطاع الدم للحائض أو النفساء ثم طلع الفجر قبل أن تتطهر، فإن صيامها صحيح. وفي هذه الحالات يكون الجسد في أضعف حالاته، ولذلك جعل الله ظهور الحيض يبطل الصوم، لأن الجسم ضعيف في تلك الأوقات، ومن ثم لا يجوز زيادة التعب، لأن صحة الجسم شرط أساسي لصحة الصيام.
إمتلاء البدن بالمأكلولات والمشروبات، لأنه يبطل الغاية السامية لفرضية الصيام، وفي ذلك قال الله تعالى :”فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”.
يوافق العلماء على أن استخدام بخاخة الربو أو بخاخ الأنف يفسد الصيام، لأن استخدامهما يدخل سائلا إلى المعدة عن طريق البخاخة التي لها تأثير كبير. إذا كان المريض بحاجة إلى استخدامها أثناء الصيام، يجوز له أن يفطر، ولكن يجب عليه أن يمتنع عن الصيام إذا كان الصيام سيؤثر سلبا على حالته الصحية. بعد ذلك، يتخذ القرار إذا ما كانت حالته المرضية مؤقتة ويأمل في الشفاء، أم إذا كانت مزمنة مثل الأمراض المزمنة المرتبطة بالشيخوخة وغيرها فلا يجب عليه أن يقضي الصيام ما دام لديه عذر. ولكن يجب أن يقدم الدعم الغذائي للفقراء بناء على إمكانياتهم المالية وقيمتهم، وإذا كان المريض فقيرا وغير قادر على الصيام، فلا يلزمه قضاء الصيام.
يسمح استخدام معجون الأسنان وفرشاة الأسنان أثناء الصيام في شهر رمضان بشرط تنظيف الفم جيدا لإزالة آثار معجون الأسنان، حيث يجب ألا يتسرب إلى الحلق ولا يؤثر بعد إزالة المعجون. ويمكن أن يتحقق انتقاص الصيام في حال توفر الشروط التالية
- المعرفة الجيدة بما يبطل الصيام.
- تذكر مبطلات الصيام.
- النية، ومحل النية القلب.
ومما سبق ندرك أنّ الصيام لا يبطل بأي من المبطلات إلا بهذه الشروط الثلاثة السابقة وكذلك إذا اضطر الصائم إلى أن يفطر واستسلم لذلك خوفًا من الأذى و الضرر، فإنّ صيامه لا يزال صحيحًا لأنً ما فعله لم يكن بمحض إرادته، كما يصح صوم من احتلم في الحلم، لأنّ النائم لا نية له، وعلى هذا فإنّ صيام المرأة التي يجبرها زوجها على الجماع صحيح لأن ما فعلته كان بغير إرادتها.