هل الكريم المهبلي يفطر الصائم ؟
حكم الكريم المهبلي في الصوم
هل اللبوس المهبلي يفطر الصائم
تعاني العديد من النساء من الفطريات والالتهابات المهبلية التي تسبب لهن الألم وعدم الراحة، ويمكن استخدام بعض العلاجات المهبلية للتخلص من الحكة والألم، ويمكن لبعضهن استخدام التحاميل المهبلية أو الكريمات كحل.
تثار العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت التحاميل المهبلية تفطر الصوم، وقد اختلفت فيها آراء العلماء والأئمة، فالبعض يرون أنها تفطر ويقدمون أدلة على ذلك، بينما يرون البعض الآخر أنها لا تفطر ويعزون ذلك إلى أسباب أخرى. وعلى العكس من ذلك، الكريمات المهبلية بالتأكيد لا تفطر الصوم لأنها لا تصل إلى البطن أو المعدة، وقد اختلفت آراء أهل العلم والفقهاء في هذا الموضوع كما يلي:
- يعتقد الشافعية أن استخدام التحاميل المهبلية يبطل الصيام، وأن أي شيء يدخل من فتحة المرأة الباطنية يبطل الصيام، لأن الفتحة المهبلية لديها اتصال مباشر بداخل المرأة. وبالمثل، يرون الحنفية أيضا أن أي شيء يدخل إلى داخل الشخص أو جوفه يبطل صيامه. وعلى الرغم من أن العلماء الكثيرون يتفقون على أنها لا تبطل الصيام، يستدلون بأن قطرة الأذن لا تستخدم خلال نهار رمضان أو الصيام لأنها تبطل الصوم، وعلى الرغم من أنها لا تصل إلى جوف الفم، إلا أنها تصل في النهاية إلى المعدة. ولذلك، يتفقون بقطعية على أنها من مبطلات الصيام.
- المالكية والحنابلة كان لهم رآي اخرى، حيث اجمعوا على أن اللبوس المهبلي لا يفطر المرأة، ولا يتسبب في فساد الصوم، وقالوا أن الفرج لا يتصل بالمعدة بشكل مباشر ولا علاقة له بالأمعاء، لذا لا يفطر الصوم، كما إن المهبل من الأعضاء الظاهرة، لا الباطنة، لذا فلبا حرج من استخدام التحاميل المهبلية.
- فيما يتعلق بالعلماء والفقهاء، فقد كان لهم رأي وسط وصائب، إذ قد يرون أنه في حالة وجود جدل حول أمر ما، يجب تجنبه قدر الإمكان، أي أن المرأة لا ينبغي أن تستخدم التحاميل المهبلية إلا في حالات الضرورة فقط، وإذا كان بإمكان المرأة تأجيل ذلك، فلتفعل ذلك لتجنب أي شك حول صيامها.
هل التحاميل الشرجية تفطر
أتفق الأئمة الأربعة بأن التحاميل الشرجية من مفسدات الصيام، فالمذاهب الشافعية والحنابلة والحنيفية والمالكية، أجمعوا على ذلك، نسبة لأن كل ما يصل إلى المعدة او الجوف مفسد للصيام، واستندوا في ذلك إلى أن هناك فتحة من الشرج مباشرة على المعدة من الداخل مما يجعل أن الأمر غير مقبول أبداً ولا داعي لفعله.
كان لشيخ الإسلام بن تيمية وجمهور الظاهرية وابن باز والشيخ بن عثيمين رأيا آخر، حيث اعتقدوا أن الحقن الشرجية والتحاميل الشرجية ليست لأغراض تناول الطعام أو الشراب، ولا تعتبر من الرفاهيات أو الأمور التجميلية، بل هي استخدام ضروري لعلاج مرض معين. قد يحتاج المسلم إلى استخدامها ليسد جوعه ويستمر في يومه، واتفقوا أيضا على أنها لا تعتبر مفسدة للصيام، مثل تناول الطعام أو الشراب أو ممارسة الجنس أو الشهوات، حيث تعتبر هذه الحاجة ضرورية لتخفيف الألم أو علاج مرض معين، ويقول بن تيمية: `الحقنة لا تغذي بل ستفرغ ما في الجسم دون أن تصل إلى المعدة أو الأمعاء`.
هل الفحص المهبلي يفطر
يتمثل الفحص المهبلي في استخدام جهاز خاص يستخدمه الأطباء في المراكز الطبية والعيادات للتحقق من صحة الرحم، أو لرؤية الجنين، أو للكشف عن أي مشكلات قد تعاني منها المرأة.
- وفقًا لقول الفقهاء، فإن إدخال أي شيء في الفرج، سواء كان هناك جزء متبقي له في الخارج أو لا، يفطر، خاصة إذا كان المادة مبلولة قبل الإدخال.
- وافق المالكية على أن أي شيء يدخل المهبل، سواء كان صلبًا أو سائلاً، فإنه يبطل الصيام، ووافق الشافعية على أن أي شيء يدخل مهبل امرأة يبطل صيامها، ووافق الحنابلة على أنه يفطر.
- بالنسبة للظاهرية وابن تيمية، يرون أنه لا يبطل الصيام ولا يفطر، ويكون هذا العلاج لأي غرض آخر غير الشفاء.
- يجب تجنب الأمور الشائكة في الفحص الطبي الصباحي، ويمكن تأجيل الفحص إلى بعد الإفطار، وفي حالة كان الفحص ضروريًا، فيجب التأكد من عدم وجود أي شك في النفس.
هل الإفرازات المهبلية تبطل الصيام
يُعاني الكثير من النساء من إفرازات مهبلية بأشكال مختلفة، وتثير هذه الإفرازات تساؤلات النساء حول صحة صيامهن وحكم التطهر منها وقضاء الصلاة، وهذا يتطلب دراسة دقيقة في الفقه الإسلامي.
يقول الفقهاء إن خروج المني من المرأة بدون تفكير لا يفسد صيامها، وهذا أمر مؤكد، لأنه لا يؤثر على صحة الصوم أو يعتبر فسادا للصوم، فقد اتفقت المذاهب الحنفية والشافعية والحنبلية على أن خروج المني لا يبطل الصوم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `إن الله تجاوز لأمتي عن الأفكار السيئة أو الأفعال التي لم يقموا بها أو يتكلموا بها`.
إذا كانت المادة التي تخرج من المهبل نتيجة لالتهابات تحتاج إلى علاج، فإنه لا يوجد خطر عليها، وليس من الضروري أن تفطر أثناء الصوم، إذا كانت المادة غير مرتبطة بالحيض أو بأي أمر معروف دينيًا.