ما هي الطماطم
تُعتبر الطماطم من الفواكه على الرغم من صنفها كخضروات، ونشأت في أمريكا الجنوبية، ثم تم تقديمها إلى أوروبا فيما بعد. وتعتبر الطماطم من أكثر الأطعمة استخدامًا في العالم، إذ تستخدم في العديد من الأطباق وتأتي بأشكال وأنواع مختلفة .
فوائد الطماطم
الطماطم تعتبر مصدرا جيدا للعديد من الفيتامينات والمعادن، فهي تحتوي على فيتامين سي الذي يعد عنصرا غذائيا أساسيا يحتوي على مضادات الأكسدة. فحبة الطماطم الواحدة ذات الحجم المتوسط يمكن أن توفر حوالي 28٪ من الكمية اليومية المرجعية (RDI)، وتحتوي أيضا على البوتاسيوم الذي يعتبر معدنا أساسيا مفيدا للسيطرة على ضغط الدم والوقاية من أمراض القلب .
تحتوي الطماطم على فيتامين ك١، المعروف أيضا باسم فيلوكينون، وهو فيتامين مهم لعملية تخثر الدم وصحة العظام. ومن فوائد الطماطم أيضا أنها تحتوي على حمض الفوليك (فيتامين ب٩)، وهو أحد فيتامينات الفئة ب، وهو مهم لنمو الأنسجة الطبيعي ووظيفة الخلية، ويكون ذو أهمية خاصة للنساء الحوامل .
هل الطماطم ترفع ضغط الدم
الطماطم هي إحدى الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والبوتاسيوم، ويمكن أن تساعد في السيطرة على ضغط الدم عند تناولها ساخنة، كما تلعب الطماطم دورًا كبيرًا في الوقاية من بعض الأمراض مثل سرطان البروستاتا، بالإضافة إلى دورها في ضبط ضغط الدم .
في دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة بن غوريون، تمت ملاحظة تأثير المكملات المستخلصة من الطماطم اليومية على ضغط الدم لمدة 16 أسبوعا، حيث تم قياسها على 31 متطوعا يعانون من ارتفاع ضغط الدم الخفيف. أظهرت نتائج الدراسة أن مستخلص الطماطم يقلل من ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأعلى) بمتوسط 10 نقاط والانبساطي (الرقم السفلي) بمتوسط 4 نقاط، وهذا يعتبر انخفاضا كبيرا، وفقا للدراسة التي أجروها الباحثون .
من المهم إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد مدى استمرارية النتائج المتعلقة باستخدام مستخلص الطماطم على المدى البعيد. ويتمتع مستخلص الطماطم بمكانة خاصة، وذلك بالمقارنة مع بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، حيث لا توجد لمستخلص الطماطم آثار جانبية. ولذلك، فإنه من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد إمكانية استخدام مستخلص الطماطم في العلاج بشكل فعال وآمن .
يرجح الباحثون أن مضادات الأكسدة الموجودة في الطماطم، مثل الليكوبين والبيتا كاروتين وفيتامين E، لها دور في علاج انخفاض ضغط الدم، وأن عنصر البوتاسيوم الموجود أيضًا في الطماطم يرتبط بتحسن ضغط الدم .
يحتوي معظم صلصات الطماطم المعلبة وصلصات المكرونة وعصائر الطماطم والطماطم الصغيرة على نسب عالية من الصوديوم، وهذا يعني أنها يمكن أن تؤدي إلى زيادة ضغط الدم، خاصة إذا كان الشخص يعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم. وفي حصة واحدة (135 جم) من صلصة المارينارا، يحتوي 566 مجم من الصوديوم، وفي كوب واحد من عصير الطماطم، يحتوي 615 مجم من الصوديوم. لذلك، يجب على المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الحصول على منتجات صلصة الطماطم المنخفضة في نسبة الصوديوم .
لتخفيض ضغط الدم، يجب اختيار بدائل، أو استخدام الطماطم الطازجة الغنية بمضادات الأكسدة، والتي تسمى الليكوبين. كما أن الخضروات الطازجة لها فوائد عديدة لصحة القلب، لذلك فإن الطماطم ليست من الأطعمة التي ترفع ضغط الدم .
علاقة الطماطم بمرض النقرس
أفاد بعض المرضى أن تناول الطماطم تسبب لهم نوبات النقرس. وقد صرح توني ميريمان، الأستاذ المساعد في جامعة أوتاجو، لمجلة التايمز بأن الصيادلة يمكن أن يكونوا مصدرا مفيدا في تثقيف المرضى حول العلاقة بين الطماطم والنقرس.
أجرى البروفيسور ميريمان وفريقه دراسة على 2051 مريضا يعانون من النقرس، حيث تم طرح أسئلة حول الأطعمة المسببة للنقرس. سئل المشاركون في الدراسة عما إذا كانت بعض الأطعمة تسببت لديهم نقرس، سواء كانت الكحول أو المأكولات البحرية بشكل خاص. وتم سؤالهم أيضا عن الطعام الذي يسبب لهم نوبات النقرس، وأفاد أكثر من 70٪ من المرضى بأن لديهم على الأقل طعام واحد يزيد من حدوث نوبات النقرس. وأشار 20٪ من هؤلاء المرضى إلى الطماطم بشكل خاص، حيث احتلت الطماطم المرتبة الرابعة بين الأطعمة الأكثر تسببا لنوبات النقرس عندهم .
وقد وجد الباحثون أيضًا ارتباطًا وثيقا بين تناول الطماطم ، وبين مستويات البول في الدم لدى كل من الرجال والنساء ، وقد أشار الباحثون إلى أن ارتفاع مستويات اليورات في الدم يُعرف بأنه عامل خطر رئيسي لمرض النقرس ، وعندما يكون هناك “تشبع مفرط” ، قد تترسب بلورات اليورات أحادية الصوديوم في المفاصل وتخلق تفاعلًا مناعيًا .
وقد صرحت طالبة الدكتوراه تانيا فلين في بيان صحفي لها : يعتبر تجنب تناول الطماطم مفيدا للأشخاص المصابين بنوبات النقرس بعد تناولها، ولكن يجب تجنبه فقط بالاقتران مع العلاج المناسب للمرض، ولا ينبغي أن يكون ذلك التجنب طويل الأمد. تمت دراسة مرضى أوروبيين في ثلاث دراسات أخرى، وهي دراسة مجتمعية لمخاطر تصلب الشرايين، ودراسة صحة القلب والأوعية الدموية، ودراسة فرامنجهام للقلب، لاختبار الارتباط بين مستويات اليوريا وتناول الطماطم، وأظهرت النتائج أيضا وجود ارتباط بين مستويات اليوريا وتناول الطماطم .
في النهاية، قام الباحثون بفحص 12720 رجلا وامرأة من ثلاث دراسات صحية أمريكية، وخلاصة الباحثين هي أن النتائج التي توصلوا إليها لا تدعم فرضية أن تناول الطماطم يسبب نوبات النقرس، ولكنهم يدعمون النظرية الفرضية التي تقول إن تناول الطماطم قد يؤدي إلى نوبات النقرس عن طريق زيادة مستوى اليوريا في البول، وبالتالي طالب الباحثون بمزيد من البحث حول التأثير السببي للطماطم على مستوى اليوريا في الجسم .
وقد صرح الباحثون: حسب معرفتهم، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط كمية اليوريا بالطماطم، مما يشير إلى أن تجنب الطماطم من قبل الأشخاص المصابين بالنقرس قد يكون له أساس بيولوجي .
ويوجد حوالي 8.3 مليون بالغ أمريكي مصابون بالنقرس في عامي 2007-2008 ، وذلك وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ، كما أشار مركز السيطرة على الأمراض إلى أن الإصابة بمرض النقرس آخذة في الارتفاع ، حيث زاد انتشار مرض النقرس بنسبة 1.2 نسبة مئوية على مدى العقدين الماضيين .