هل الشهرة مقياس للنجاح
النجاح الزائف
يتوجد لدى الناس اعتقاد خاطئ يفترض أن المال والشهرة هما المقياس الحاسم لنجاح الفرد، وهذه الخرافة شائعة في مجتمعنا اليوم، فالنجاح ليس مقتصرًا على الثراء والشهرة، بل يتعلق بتحقيق الأهداف التي تحددها في حياتك وتعمل على تحقيقها، وإذا حققت هذه الأهداف، فسيأتي المال والشهرة كنتيجة طبيعية لذلك.
ومع ذلك، إذا وضعت العديد من الأهداف ولم تتمكن من تحقيقها، ولكن تمكنت من تحقيق نجاح شهري وأصبحت ثريا، هل ستظل مؤهلا للنجاح؟ فالنجاح يعرف بتحقيق أهداف الفرد، وهناك العديد من الأشخاص الناجحين الذين ليسوا أغنياء أو مشهورين. عندما تحقق الأهداف التي حددتها، فأنت ناجح، ولكن ما هي أسرار النجاح وما الذي يقوم به الأشخاص الناجحون، وهذا ما سنناقشه في السطور التالية
النجاح الحقيقي
هناك العديد من الناس الذين حققوا إنجازات عظيمة وقدموا الكثير للآخرين، ولكن هدفهم لم يكن الشهرة والتميز في المجتمع، بل كان هدفهم الأسمى هو محاسبة الله وإرضاؤه في الجنة، حيث يتم ذكرهم وتحقيق الشهرة والنجاح الحقيقي بين الملائكة السامعين والله الذي يذكرهم.
يوجد العديد من الصور للنجاح بخلاف النجاح الزائف الذي يقتصر على الشهرة والمال، حيث يتمثل النجاح في تحقيق هدفك بغض النظر عن مجالك، سواء كان دينيا أو دنيويا، ولا يتطلب النجاح الحصول على المال أو الشهرة أو الثناء من الآخرين، ويعد النجاح أسهل مما نتصور وأكثر شمولا مما نعتقد.
خطوات النجاح
لتحقيق النجاح الحقيقي، ما عليك سوى القيام بثلاثة أشياء:
- تتضمن مقومات كثيرة مثل رؤية واضحة، وهدف ملموس، ورغبة ملحة، وطاقة كبيرة، وعمل مستمر دون تعب.
- إذا لم يكن لديك هدف واضح ومحدد، فسوف تبقى في حالة قلق وربما تضطر إلى تغيير هدفك كل يوم، وقد ينتهي شبابك وعمرك قبل أن تبدأ في العمل.
- إذالم تتمتع بالرغبة والاهتمام لتحقيق هذا الهدف، فستتأخر دائمًا، سواء عن طريق تأجيل العمل أو فقدان الفرص أو الاحباط الناتج عن رد فعل المجتمع.
الشغف والمثابرة يجعلانك تنهض بعد كل سقوط وتنهض من جديد وتستمر في طريقك بغض النظر عما تصادفه، ولكن إذا لم تكن لديك القوة للمحاولة فلن تستحق هذا الهدف، لأن من وضع هدفًا معينًا ولديه رغبة ملحة في تحقيقه ثم لم يجتاز الدراسة أو لم يتحمل التدريب أو حواجز العمل فلن يحقق هذا الهدف أبدًا.
ليس كافيا تحديد الهدف والرغبة فيه، بل يجب عليك العمل وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: `اعقلها وتوكل`، فالعمل والتوكل على الله هما أساس النجاح في الحياة. إذا لم تستخدم القوة والمهارات التي أعطاك الله للعمل، فلن يكون التوكل كافيا، فالعمل هو الأساس، ويقال: `إذا لم تستطع دفع ثمن النجاح، فستدفع ثمن الفشل`.
مبادئ النجاح
هناك العديد من المبادئ التي يجب اتباعها لتحقيق النجاح، ونستعرضها لكم فيما يلي:
- التقدير: يتمثل الدافع الأساسي لتحفيز الموظفين وإثارة حماسهم لتقديم جهد إضافي في إنجاز المهام الموكلة إليهم في تقديرهم وتقدير المجهود الذي يقومون به في عملهم، لأن الكثير من الأشخاص يفشلون في تقديم الاهتمام الكافي لجهود الآخرين ولا يقدرون ما يبذلونه، وهذا يؤدي إلى عدم جني أكبر قدر من الفوائد، والامتنان لا يتطلب أي جهد أو تكلفة مادية ولا يترك أي آثار سلبية على الإطلاق.
- احترام آراء الآخرين: يعتبر الاستفادة من تجارب الآخرين مهما لتحقيق النجاح، إذ يخاف الكثيرون من السؤال عن آرائهم في عملهم والتعرض للنقد، ولكن النقد يمكن أن يساعد في تطوير المهارات والخبرات. على سبيل المثال، إذا سأل أحدهم الآخرين عن أدائه في شيء ما وطلب تقييمهم بدرجة معينة، ولم يحصل على درجة كاملة، فعليه أن يستفسر عن الأسباب وكيفية الحصول على درجة كاملة، حيث سيشجع ذلك الآخرين على مساعدته في تحقيق النجاح في عمله بنجاح.
- ترسيخ عادات جديدة كل يوم: العادات اليومية المتكررة تمنع الشخص من اكتساب خبرات جديدة وتحوله إلى وضع ركودي دون تحسن، حيث يحتاج الدماغ إلى 25 يوما على الأقل لتحويل الروابط العصبية للأشياء الجديدة إلى عادات. لذا، إذا أراد المرء تحقيق نجاح حقيقي في حياته، عليه أن يبتكر عادات جديدة كل ثلاثة أشهر لتحل محل العادات القديمة، حيث سيصبح لديه أربع عادات جديدة في العام، وخلال خمس سنوات سيمتلك أكثر من 20 عادة جديدة ستساعده في تحقيق النجاح.
- العطاء غير المتوقع: التضحيات غير المتوقعة والعطاء للآخرين أمر مهم لإعطائهم الثقة التي يحتاجون إليها للحصول على مساعدتهم، فالتضحية على سبيل المثال هي الطريق إلى النجاح، وعن طريقها يكتسب الشخص ولاء الأشخاص الذين يحبون التضحية من أجلهم.
- الوفاء بالوعود والاتفاقات: عندما يخالف الشخص التزامه تجاه شخص آخر، يفقد الثقة به هذا الشخص، وقد يؤدي ذلك إلى زعزعة ثقته بنفسه. ولتجنب هذه الحالة، يجب على الأشخاص إعداد قائمة خاصة بهم للأشياء التي يرغبون في القيام بها ورفض كل ما لا يريدون القيام به. وهذا يجعلهم أكثر التزاما بالتعاقدات ويجنبهم الكثير من الرفض. وفي حالة الحاجة لخرق الاتفاق، يجب إخطار شخص آخر بذلك في أقرب وقت ممكن، ويجب إصلاح أي ضرر قد يحدث جراء خرق الاتفاقية.
- إزالة العقبات الصغيرة: تراكم المشاكل الصغيرة في حياة الأشخاص يشكل عقبة في سبيلهم نحو النجاح أو الاستسلام، ولذلك إذا قام كل شخص بتجميع قائمة بالمشاكل التي يرغب في حلها وحل جزء منها بشكل يومي، فسوف يزيد ذلك من قدرته على التفكير وسيتوقف عن الاستسلام أمام أصغر المشاكل والتحديات.
- عدم الخوف من الرفض: يتردد العديد من الأشخاص في طلب النصيحة أو المساعدة من الآخرين خوفا من الرفض، وهذا سبب غير منطقي لعدم الاستمرار في ذلك، لأنه إذا رفض أحدهم تقديم المساعدة أو الإجابة على سؤال، فالشخص الذي يطلب المساعدة لن يخسر شيئا. لذلك، يتعين على الشخص الذي يريد النجاح التعامل مع خوفه من الرفض، لأنه لا يمثل شيئا سلبيا كما يعتقد البعض.
معايير تحقيق النجاح
هناك العديد من المعايير التي يجب على الشخص الالتزام بها إذا كان يريد أن يصبح شخصا مثاليا وناجحا في حياته، بما في ذلك تقدير قيمة الوقت، لأن الوقت مهم في حياة الناس لضمان نجاحهم، وليس فقط من حيث استخدامهم لوقتهم الشخصي، بل أيضا من خلال احترام وقت الآخرين وعدم التأخير وتحمل المسؤولية، وهذا يعتبر معيارا هاما للأشخاص الناجحين.
فالناجحون لا يلومون الآخرين، بل يتحملون المسؤولية عن أخطائهم أو إخفاقاتهم تجاه الآخرين. إنهم يتحملون المسؤولية الكاملة، ومن بين معايير النجاح هو اتخاذ موقف إيجابي تجاه الأشياء وعدم فقدان الفرص المتاحة. هذا يجعل الشخص منفتحا على الأشياء والفرص المتاحة أمامه. بالإضافة إلى ذلك، الإبداع يلعب دورا مهما في تحقيق النجاح، حيث يفتح العديد من الفرص للأشخاص للعمل، وهو سمة بارزة للقادة والمديرين الناجحين.
معوّقات النجاح
في البحث عن النجاح، هناك حاجة إلى الكثير من العمل وإجراء بعض التغييرات في طريقة الحياة، مثل الطريقة التي يتعامل بها الشخص مع انتكاساته أو التعب من عمله، فقد تكون تلك العقبات التي يتخيلها أو يفرضها على نفسه مما قد يكون كسلًا وخوفًا ولا مبالاة، لذلك نذكر فيما يلي طرق التغلب على هذه العقبات:
- التغلب على الكسل: يمكن للشخص التغلب على الكسل من خلال تصور نتيجة العمل الذي سيقوم به، وتحديد المهام الرئيسية التي سيؤديها في عمله، ومقاومة رغبات النفس وعدم التصرف بشكل مخالف لما يوجه إليه.
- التغلب على اللامبالاة: من الممكن التغلب على اللامبالاة عن طريق تحديد اتجاه محدد للإتباع، حيث يجب على الشخص تحديد هدف واحد وتحديد الأولويات وترتيبها من الأهم إلى الأقل أهمية، ويمكن التغلب على اللامبالاة عن طريق التركيز على النتائج الإيجابية التي يمكن أن تحدث إذا انتهى العمل بشكل كامل، لأن ذلك يحفز الشخص على التركيز أكثر على العمل واحترام أهميته.
- التغلب على الخوف أو انعدام الثقة بالنفس: يمكن التغلب على الخوف عن طريق تحديد الأهداف التي ترغب في تحقيقها والعمل بشغف لتحقيقها، كما يمكن التغلب عليه عن طريق احترام الذات واحترام الآراء والاحتياجات الشخصية، ورفض القيام بالأعمال التي لا ترغب في القيام بها.