هل السكريات “تغذي” خلايا السرطان ؟

على الرغم من أن صدمة تلقي تشخيص السرطان لم تتلاشى بعد ، فإن الكثير بدأ يتعايش معها ، وبدأ الناس في تغيير نمط حياتهم من خلال القضاء على جميع أنواع السكر من نظامهم الغذائي على الرغم من أن ذلك يعني الاستغناء عن الفواكه والخبز من نظامهم الغذائي ، والاستعانة بالأطعمة والمشروبات الخالية من السكر .

تبين أن السكر لا يغذي الخلايا السرطانية، وعوضًا عن التخلص من جميع السكريات، يجب إدخال الأطعمة المفيدة في النظام الغذائي مثل الفواكه وخبز الحبوب الكاملة، والتركيز على التغذية الشاملة، خاصةً في ضوء العلاج الكيميائي الذي يتعرضون له .

أهمية السكر بالنسبة للخلايا

السكر يعتبر جوهريا لوظيفة الخلية، والجلوكوز أو السكر هو ضرورة لنمو الخلايا وحفظ عمل الأعضاء الحيوية بشكل طبيعي. وحتى عام 2015، لم يثبت بعد أن التخلي عن السكر يحول دون انقسام وتكاثر خلايا السرطان. في الواقع، عندما لا تتوفر القدرة على استخدام الجلوكوز كوقود، تعتمد الخلايا على مصادر أخرى للحصول على الوقود، مما يؤدي إلى سوء التغذية وفقدان العضلات .

على الرغم من استخدام الخلايا السرطانية الجلوكوز بنسبة أعلى من الخلايا السليمة، حيث يتحول الجلوكوز إلى طاقة تستخدمها الخلايا السرطانية في التكاثر، إلا أن وجود السكر لا يزيد سرعة نموها بشكل كبير. ومع ذلك، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن العلماء قد يطورون في المستقبل استراتيجيات لتحويل الخلايا السرطانية لتصبح معادية للسكر، وذلك عن طريق إدخال إنزيم في خلية السرطان يعيق وصول الجلوكوز ومصادر الطاقة ذات الصلة، مما يقلل من قدرتها على النمو أو يوقفها تماما .

العلاقة بين تناول السكر والسرطان

يوجد دلائل على أن تناول كميات كبيرة من السكر يساهم في الإصابة بالسمنة ويرتبط بشكل غير مباشر بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والقولون والمستقيم والبنكرياس والبروستاتا. ووفقا لجمعية القلب الأمريكية، يجب ألا يتناول الرجال أكثر من 9 ملاعق صغيرة من السكر يوميا، ولا يجب أن تتناول النساء أكثر من 6 ملاعق صغيرة من السكر يوميا، وهذه الكميات تساوي 150 و 100 سعرة حرارية على التوالي، ويمكن لمعظم الناس تناول هذه الكميات بسهولة خلال يوم واحد .

عندما نتخلص من المشروبات الغازية والكعك، السكر لا يزال موجودا في الصلصات وصلصات السلطة والخضروات المعلبة والمعلبات الغذائية. وغالبا ما يتم ذكر السكر على الملصق تحت اسم مختلف مثل الفركتوز أو اللاكتوز أو السكروز أو المالتوز أو الجلوكوز أو سكر العنب مما يجعل اكتشافه أكثر صعوبة .

المشاكل الصحية المرتبطة بالسكر

في البحث عن أسباب المشاكل الصحية المرتبطة بالأغذية مثل السمنة وأمراض القلب ، يقع اللوم على العديد من العناصر المشتبه بهم مثل الدهون والسكر والصوديوم ، ولكن بطريقة ما كنا نميل إلى اعتبار السكر أقل من تلك العناصر ، نحن نعلم أنه أمر سيء لكنه لذيذ جدًا ويبدو من الصعب جداً الاستغناء عنه أكثر من الدهون أو الملح ، لكن ذلك الأمر بدأ يتحول ، حيث كشفت الدراسة عن المخاطر الخفية لاستهلاك السكر ، واتضح أن السكر والمواد المكررة على أي حال قد يكون السبب الرئيسي في كثير من الأمراض .

قد يبدو من الغريب وضع السكر في نفس فئة العقاقير المدمرة المروعة مثل الكوكايين والهيروين ، لكن فكر في الأمر ، فمن المحتمل أنك مرت بلحظات لا تحصى من فقدان السيطرة على السكر ، وتعتبر دورة الرغبة الشديدة في تحطم السكر هي تطور إدمان كلاسيكي ، وقد لا يكون الأمر مثيراً مثل وضع المخدرات الثقيلة لكنه نفس الشيء الأساسي .