الام والطفلالحمل

هل الخوف او الحزن تمنع الحمل ؟ “

يمكن أن يتسبب تأخر الحمل في مشاكل في الحياة ويسبب الحزن والقلق وحتى الخوف من الوحدة. ولكن هل العكس صحيح؟ فكل ما نشعر به يؤثر على هرمونات جسمنا، وهذا بدوره قد يؤثر على القدرة الإنجابية بطرق غير مباشرة.

هل الخوف يمنع الحمل

معظم السيدات يرون الحمل حدثا سعيدا، ولكن بعض السيدات يخافن من الحمل والولادة بسبب خوفهن من الآلام الشديدة التي يمكن أن تحدث خلال المخاض، ويسمى هذا الخوف توكوفوبيا. يمكن أن يتعرض لهذا الخوف الفتيات بدءا من فترة المراهقة أو سن البلوغ، حتى لو كانت لديهن علاقات جنسية طبيعية. وبالرغم من ذلك، يستخدم المصابات بهذا الخوف العديد من الطرق المختلفة لمنع الحمل أو تأجيله، وقد يكون سبب هذا الخوف هو شهادتهن على وضع الولادة الصعب الذي يمكن أن يتسبب في شعورهن بالرهبة الشديدة.

وقد تصاب السيدات بحالة توكوفوبيا ثانوية بسبب مرورها بتجربة ولادة أو إجهاض سابقة أو ولادة جنين ميت، وهذا يجعلهن يتجنبن الحمل مرة أخرى، ويكون الرهاب الأساسي في تلك الحالة هو الخوف من الألم، وبالرغم من أن الشعور بالخوف طبيعي لدى السيدات الحوامل إلا أن المصابات بتلك الحالة يكون لديهن رهاب شديد وقد يدفعهم ذلك للولادة القيصرية.

هل الحزن يؤثر على الحمل

أصبح القلق والتوتر والحزن يحاصرنا في كل مكان. فقد أصبح الحزن والتوتر مرتبطا ارتباطا وثيقا بنمط حياتنا الحديث. ومن الطبيعي أن تؤدي تأخر الحمل لدى النساء إلى الحزن، وقد يصل إلى درجة الاكتئاب، وحتى مستويات الاكتئاب لدى النساء اللاتي يعالجن مشاكل الخصوبة تكون مرتفعة بشكل مؤكد. ولكن الأمر الذي أثار جدلا كبيرا في الآونة الأخيرة هو ما إذا كان العقم يسبب الحزن، أم أن الحزن هو الذي يسبب العقم؟ وقد أجري العديد من الأبحاث في هذا المجال، ولكن النتائج لم تكن واضحة بسبب عدم التمييز الدقيق بين مشاعر النساء قبل وبعد بدء علاج مشاكل الإنجاب، وأيضا بسبب مشاعر التفاؤل الشديدة التي تنتاب معظم النساء عند بدء العلاج، وهو نفس الفترة التي يتم فيها التقييم النفسي. وقد أثبتت أحدث الأبحاث فعالية التدخلات النفسية في تخفيض الضيق النفسي، بالإضافة إلى ارتباطها بزيادة كبيرة في معدلات حدوث الحمل.

حتى الآن، يؤثر الحزن والإجهاد النفسي الشديد على القدرة على الإنجاب لفترة مؤقتة، ولكن نادرا ما يؤدي ذلك إلى مشاكل طويلة الأمد في الحمل. على سبيل المثال، قد يؤدي القلق والإرهاق إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو جعلها غير منتظمة، ولكن هذا لا يستمر طويلا.

قد يطلب الطبيب من المرأة التي تعاني من مشكلة تأخر الحمل أن تتخلى عن أي شيء يمكن أن يسبب لها الحزن أو الضيق أو الضغط النفسي، ولكن هذا ليس كافياً لعلاج العقم.

تأثير الحزن على الحمل

قد يدفع الحزن النساء إلى سلوكيات وأفعال غير صحية التي يمكن أن تؤثر على الخصوبة، مثل:

  • النوم الكثير أو النوم القصير جدًا.
  • عدم السماح بالوقت الكافي لتناول الطعام بشكلٍ صحي أو الاستسلام للأكل العاطفي
  • يجب تجنب عدم ممارسة الرياضة الجسدية أو ممارستها بشدة
  • قد يحدث أن تعود للتدخين إذا كنت تدخن أو توقفت عن التدخين
  • شرب الكثير من القهوة، خاصة إذا كانت محرومة من النوم
  • تفقد الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية.
  • جميع تلك الأشياء لها تأثير سلبي على الخصوبة بطرق مختلفة.

كيف يؤثر النوم على الحمل

إذا كانت السيدة تنام في وقت متأخر من الليل أو تستيقظ بشكل متكرر ولا تنام لمدة خمس ساعات متواصلة، فسيكون لهذا تأثير على الجسم بأكمله. بالإضافة إلى ذلك، الأشخاص الذين ينامون أقل من خمس ساعات معرضون أكثر للإصابة بالسمنة، وقد يؤثر ذلك أيضا على الإنجاب.

تأثير شرب المنبهات على حدوث الحمل

يمكن أن يترافق الحزن بزيادة تناول الكافيين، ولكن هل يؤثر الكافيين على الخصوبة؟ أشارت دراسة إلى أن زيادة تناول القهوة يمكن أن تؤثر سلبا على الخصوبة لدى الأزواج، خاصة الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب، حيث إن تناول أربعة أكواب أو أكثر من القهوة يوميا يقلل من فرصة الحمل بنسبة 26٪. يقول معظم الباحثين إن الحد الآمن هو تناول أقل من 300 ملغ من الكافيين يوميا.

وجدت دراسة أخرى أن هناك علاقة محتملة بين الإجهاض وتناول القهوة، ولكن مثل الدراسة السابقة، فإن تناول أقل من 300 جرام يوميًا يعتبر آمنًا.

تأثير الأكل العاطفي على الخصوبة

عندما يشعر بعض الأشخاص بالتوتر أو الحزن، فقد يتناولون الكثير من الطعام، وخاصة المأكولات غير الصحية، وهذا في كثير من الأحيان يؤدي إلى زيادة الوزن. والسمنة مرتبطة بالخصوبة، إذ أظهرت الدراسات العديدة أن حتى زيادة الوزن الطفيفة تؤثر على خصوبة النساء، كما أنها تؤثر على خصوبة الرجال، حيث يؤدي السمنة في بعض الأحيان إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية، وتشير دراسات أخرى إلى وجود علاقة بين تناول الوجبات السريعة وانخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال.

وفي المقابل قد يتعامل بعض الأشخاص مع الحزن عن طريق اتباع نظام غذائي قاسي أو أنهم يفقدون شهيتهم عندما يتعرضون لضغط كبير، وفي أقصى الحالات ، يمكن لاضطراب فقدان الشهية الغذائي أن ينهي الدورة الشهرية للمرأة وعدم وجود دورة شهرية يعني عدم وجود إباضة. بدون الإباضة ، لا يمكنك الحمل.

 لذلك ينصح الأزواج الذين يعانون من مشاكل إنجابية من مراقبة ما يأكلون من حيث الكمية والنوع أيضًا وهذا يخص الرجال والنساء، وهناك العديد من الحميات الغذائية المخصصة للخصوبة، لكن إذا لم تريدي اتباع حمية غذائية فعليك جعل نظامك الغذائي متوازن مكتمل بالحبوب الكاملة والكثير من الخضروات والفواكه والدهون الصحية والبروتين وتجنب أي حمية تستبعد مجموعات غذائية كاملة.

كيف تؤثر التمارين الكثيقة على الخصوبة

يمكن أن يساعد الحصول على قدر صحي من التمارين في تقليل التوتر وذهاب الشعور بالحزن ويؤدي إلى صحة الجسم أيضًا ويمكن أن تساعد التمرين أيضًا في إنقاص الوزن ، من الناحية المثالية ، يجب علينا جميعًا ممارسة الرياضة لمدة 45 دقيقة على الأقل عدة مرات في الأسبوع، ومع ذلك ، فإن الأمر كله يتعلق بالتوازن.

أجرت دراسة حديثة بحثًا حول تأثير عادات التمرين الرياضي على نتائج التلقيح الاصطناعي، ووجدت الدراسة التي شملت أكثر من 2000 امرأة أن النساء اللواتي يمارسن التمارين الرياضية بانتظام لم يكن لديهن معدلات أقل للحمل مقارنةً بالنساء اللائي لم يمارسن أي تمارين رياضية.

وكانت النساء اللواتي أبلغن عن أنهن مارسن الرياضة لمدة أربع ساعات أو أكثر في الأسبوع خلال العام إلى التسع سنوات الماضية لإجراء التلقيح ، كانوا أقل عرضة بنسبة 40 % للولادة الحية من التلقيح الاصطناعي، كما أنهم كانوا أكثر عرضة بمرتين لتجربة فشل الزراعة أو فقدان الحمل وثلاث مرات أكثر عرضة لإلغاء دورة العلاج.

وجد أن النساء اللواتي شاركن في تمارين الكارديو مثل الجري أو السباحة كانت لديهفرصة أقل بنسبة 30% للإنجاب بولادة حية ناجحة بعد التلقيح الاصطناعي بشكل عام.

في النهاية، يجب على النساء اللاتي يحاولن الحمل تقليل فترات ممارسة الرياضة وتقليل نوع التمارين -على الأقل في التمارين الهوائية- لأن ذلك يمكن أن يؤثر على الخصوبة ويقلل فرص الحمل والإنجاب.

تأثير الحزن على الحياة الزوجية والإنجاب

الحزن والقلق هما من أهم أسباب ضعف الانتصاب لدى الرجال، بالإضافة إلى أن هذه المشكلة يمكن أن تحدث طبيعيا بسبب إجهاد العمل وضغوط الحياة الأخرى، وتشير الدراسات إلى أن الرجال يكونون أكثر عرضة لفقدان الرغبة عندما يعانون من الحزن أو الاكتئاب.

يسبب الحزن والتوتر لدى النساء تغيرات هرمونية، ويتساءل الباحثون في كثير من الأحيان عما إذا كان الاكتئاب أو الحالة النفسية السيئة لهما دورا في تأخر الحمل ومنعه. تبين لهم أن هناك ارتباطا وثيقا بين الظاهرتين بسبب تداخل الهرمونات، ولذلك ينصح العديد من الدراسات بأن يكون علاج الضغط النفسي جزءا من برنامج علاج الخصوبة.

الملخص هو أن التوتر قد لا يسبب العقم مباشرة، ولكنه يؤدي إلى اختيار نمط حياة يجعل الحمل صعبا، بالإضافة إلى الضغوط الموجودة بالفعل. ويسبب العقم ضغوطا هائلة وحزنا يصل إلى الاكتئاب، لذلك يجب محاولة الاستمتاع بحياة سعيدة وهادئة وتقليل التوتر قدر الإمكان إذا كنت تحاول الحمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى