احكام اسلاميةاسلاميات

هل الاستحمام يغني عن الوضوء

تعريف الوضوء

فرض الله جل وعلا الوضوء قبل كلّ صلاة على عباده، وعلى من رغب في أن يطوف حول الكعبة وأداء مناسك العمرة، وترجع الحكمة من ذلك في الشريعة الإسلامية تحقيق طهارة البدن، وهو ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث الصحيح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أحَدِكُمْ إذا أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ“، وللوضوء وفضائل وسنن وفرائض وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.

مصطلح الوضء يأتي من الوضاءة، والوضاءة تعني النظافة والحسن والبهجة، والوضوء بضم الواو يعني أداء الوضوء نفسه، في حين أن فتح الواو يشير إلى الماء المستخدم للوضوء. وقد أعطى الفقهاء عدة تعريفات للوضوء، من أهمها:

  • تعريف الوضوء لدى الحنابلة: هو ما يستخدمه المسلم للطهور بالماء على أجزاء الوضوء المحددة له، وهذا يكون وفقا لصفة محددة أيضا.
  • تعريف الوضوء لدى المالكيّة: الوضوء هو غسل ومسح أعضاء محددة من الجسم لإزالة أي شوائب قد تحدث للمسلم وترفع عنه الأحداث.
  • تعريف الوضوء لدى الشافعيّة: وهي المياه المستخدمة بشكل مخصص للوضوء والاستنشاق مع النية.
  • تعريف الوضوء لدى الحنفية: هو غسل ثلاثة مناطق مع مسح ربع الرأس وهو أحد أركان الوضوء.

هل الاستحمام يغني عن الوضوء للصلاة

في حالة الاستحمام لتطهير الجسد من الجنابة أو أي حدث آخر، إذا أراد المغتسل الوضوء من خلال الاستحمام وغسل جميع أجزاء جسده، بما في ذلك الجنابة، فسيكون قد أجزأ وتم تطهير جسده، بينما في حالة الاستحمام لأسباب غير جنابة، فيجب الأخذ بالتوضؤ قبله أو بعده.

وعلى هذا فإن الاستحمام  عن جنابةٍ  فإن الوضوء يكفي عنه وذلك لما ورد في قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا}، فمن كان من المسلمين على جنابة وانغمس بنهر أو بركة أو ما إلى نحو ذلك، وقد نوى رفع الجنابة بذلك واستنشق وتمضمض، فإنه يرتفع عنه كل من الحدث الأكبر والأصغر، حيث إن الله جل وعلا لم يوجب حين الجنابة إلى التطهر، بمعنى أن يتم غمر جميع أجزاء الجسد بالماء غسلاً، وعلى الرغم من هذا فإن الأفضل أن يتوضأ المغتسل أولاً من الجنابة، إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغسل فرجه عقب غسله لكفيه يليه التوضأ الوضوء الخاص بالصلاة، ثم يفيض على رأسه الماء، فإذا ظن أن بشرته قد ارتوت، أفاض مرات ثلاث مرات، ثم يقوم بغسل باقي بدنه.
في حالة حيث كان الاستحمام الهدف منه التبريد أو التنظيف، فإنه لا يعد كافيا للوضوء، حيث لا يمثل ذلك أحد أركان العبادة، ولكنه يعد أحد الأمور الاعتيادية، حتى وإن كانت الشريعة الإسلامية قد حثت وأمرت بالنظافة، ولكن لا على ذلك الموضع، ففي حين أن النظافة مطلقا بأي أمر يحدث به التنظيف، وفي جميع الأحوال إذا ما كان الاستحمام من أجل النظافة أو التبريد حيث إنه لا يجزئ عن الوضوء.
وفقا لسنة النبي المعظم صلى الله عليه وسلم، من الأفضل للمسلم أن يتوضأ قبل أن يغتسل، والغسل يكون إذا كان بسبب حدث أعظم مثل الحيض أو غسل الجنابة، ويتم غسل الجسم بالماء والاستنشاق والمضمضة: فإنه يعتبر بديلا للوضوء، ولم يتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم بعد الغسل، وتم سؤال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله: هل يكفي الغسل من الجنابة بدلا من الوضوء؟، وكان رده على النحو التالي
“إذا كان الرجل او المرأة على جنابة وقام بالغسل فإنه بهذا قد أجزئ عن القيام بالوضوء ، لقوله تعالى: ( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا ) ولا يجب عليه إعادة الوضوء بعد الغسل، إلا إذا حصل ناقض من نواقض الوضوء، فأحدث بعد الغسل، فيجب عليه أن يتوضأ، وأما إذا لم يحدث فإن غسله من الجنابة يجزئ عن الوضوء سواء توضأ قبل الغسل أم لم يتوضأ، لكن لابد من ملاحظة المضمضة والاستنشاق، فإنه لابد منهما في الوضوء والغسل”.

هل الغسل يجزئ عن الوضوء

إن من كان من المسلمين على جنابة ثم اغتسل فإن ذلك الاغتسال يجزأه عن الوضوح وهو ما ورد في قول الله سبحانه (وإن كنتم جنبا فاطهروا)، فلم يأمر الله تعالى بغير الاغتسال لإجزائه، وفي ذلك قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (إنَّما يكفيكِ أنْ تحثِي على رأسِكِ ثلاثَ حثَياتٍ مِن ماءٍ ثمَّ تُفيضي عليك الماءَ فإذا أنتِ قد طهُرْتِ)، ولم يأمر بوضوء، وذلك لأن الحدث الأصغر يتبع الأكبر وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ بعد الغسل).

وعن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال لرجل كان قد قال له (إني أتوضأ بعد الغسل – فقال له (لقد تعمقت)، وعن أبو بكر العربي أنه قال ( لا يوجد اختلاف ان الوضوء ضمن الغسل او تحته ، والنية القائمة للطهارة تقضي نية الطهارة من الحدث ،و ذلك لان الجنابة هي اقوى في الموانع من الحدث ، ففي ذلك يدخل الاقل تحت نية الاكبر وهو الجنابة وفي تلك الحالة يجزئ الغسل عن الوضوء).

سنن الوضوء في الإسلام

يتم التمييز بين سنن الوضوء وفروض الوضوء من خلال ذكر سنن الوضوء، وهي الأعمال التي يجب على المسلم القيام بها حسب الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بطريقة الوضوء، ويتم مكافأته وثناءه على أدائها. وتتضمن هذه السنن

  • غسل الأعضاء مرّات ثلاث.
  • التخليل بالمياه لما بين الأصابع.
  • ذكر اسم الله والتسمية على الوضوء.
  • السواك للمتوضئ من الأمور المستحبّة.
  • غسل الكفين ثلاث مرات من سنن الوضوء.
  • من سنن الوضوء تخليل الشعر الكثيف في اللحية بالماء.
  • المبالغة في الاستنشاق والمضمضة للمسلم غير الصائم غير مرغوبة.
  • يعد البدء بالأعضاء اليمنى ثم اليسرى من سنن الوضوء.
  • أن يشغل المسلم لسانه بالذكر عقب الانتهاء من الوضوء، وقد ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: (أشْهَدُ أنْ لا  إلَهَ إلَّا اللَّهُ  وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ).

فضل الوضوء في الإسلام

للوضوء فضل عظيم في حياة المسلم في الدنيا والآخرة، ومن فضل الوضوء في الإسلام:

  • الوضوء مكفر للذنوب والمعاصي.
  • يعد الوضوء أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى دخول المسلمين الجنة والتمتع بها.
  • المحافظة على الوضوء والاستمرار فيه هي إحدى علامات أهل الإيمان في يوم القيامة.
  • الوضوء شطرٌ من الإيمان، وهو ما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الشريف: “إسباغُ الوُضوءِ شَطرُ الإيمانِ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى