هل ابر الانسولين تفطر الصائم ؟ ” وما افضل وقت لاستعمالها
هل إبر الأنسولين تفطر
يعني: يشغل بال العديد من الأشخاص المصابين بمرض السكري ما إذا كانت حقن الأنسولين وأقلام الأنسولين تفطر الصائم، ويتساءل البعض عن طريقة استخدام حقن الأنسولين، وما إذا كان حقن الأنسولين طويل المفعول. وهناك الكثير من التساؤلات التي تشغل بال العديد من الأشخاص حول حقن الأنسولين.
من المعروف إن إبر الانسولين هي عبارة عن ابر يتم اعطائها لمرضى السكري، وهي لا تفطر الصائم في رمضان ما دام الأمر لا يخص الطعام والشراب ولا هي شيء يتم تناوله عن طريق الأكل أو الشرب وفي تلك الحالة يكون الصوم صحيح بإذن الله سبحانه وتعالى ولا يوجد هناك دليل حاسم على أن الانسولين يفطر الصائم.
إذا كان صيام مريض السكري يؤثر سلباً على صحته، فيجب عليه استشارة طبيب مختص والتوقف عن الصيام، وفي هذه الحالة يجب عليه إطعام مسكين عن كل يوم فائت.
والدليل على ذلك من القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: {وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}، والدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة: قال ابن عباس رضي الله عنهما: “نزلت رخصة للشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا”.
حكم أخذ إبر الأنسولين خلال الصيام
أكدت دار الإفتاء المصرية على إن إبرة الأنسولين لا تفطر ويعتبر صيام مريض السكري الذي يأخذ إبر الأنسولين صحيح وسبب ذلك يرجع إلى أنها يتم اعطائها تحت الجلد وغير نافذة إلى الجوف، لا يوجد هناك وزر على الشخص في أخذ إبرة الأنسولين أثناء الصيام بغرض العلاج ولا وزر عليه وإن أمكن أخذها في الليل (أي بعد الإفطار) بدون مشقة وتعب عليه فهو أولى بذلك، لأنه كما وضحنا في الأعلى أنها لا تدخل في حكم الطعام والشراب ولا علاقة لها بالأكل والشرب ولكنها تدخل من ناحية علاجية فقط.
حقن الأنسولين يمكن أن تقتل الصائم
ومن الجدير بالذكر للتذكير أن لا يجب علينا أن نتجاهل الأضرار أو المخاطر التي يمكن أن تعود على صحة المريض عندما يأخذ إبر الأنسولين وهو صائم، حيث أن البعض يأخذ حقن الأنسولين متجاهلين خطورتها على صحة الإنسان خلال فترة صيامه، لذلك حتى من أجاز أخذ إبر الأنسولين في نهار رمضان أثناء الصيام قال بأن أخذها بعد الإفطار أفضل.
أفضل وقت لاستخدام إبر الأنسولين
- يعتبر الوقت المثالي لاستخدام إبر الأنسولين قبل نصف ساعة من تناول الطعام، ولكن في حالة استخدام الأنسولين من نوع Lispro (وهو نوع من الأنسولين سريع المفعول) يجب تناوله قبل الطعام مباشرة.
- سأل ذات مرة مريض أحد علماء الدين، هل إبر الأنسولين تفطر الصائم، فقال له: هل حقن الأنسولين تفطر الصائم؟ فأجاب: إن حقن الأنسولين لا تفطر الصائم، وبإمكانك أن تتصوم وتأخذ حقن الأنسولين ويكون صيامك صحيحا. وإذا لم يكن لديك القدرة على الصيام، فعليك قضاء الأيام التي أفطرتها. وإذا لم تكن لديك القدرة على قضاء الأيام التي أفطرتها في المستقبل، فعليك أن تطعم مسكينا عن كل يوم. ولا يجوز لك أن تخرج الفدية نقودا.
- حيث قال سبحانه وتعالى: {و عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}، وذكر الحديث النبوي قال ابن عباس رضي الله عنهما: “نزلت رخصة للشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا”، لذلك حتى من أجاز أخذ إبر الأنسولين أثناء الصيام قال بأن أخذها بعد الإفطار أفضل.
مفسدات الصيام
هناك الكثير من الأعمال الأخرى التي اتفق عليها أهل الدين والعلماء بأن القيام بها من قبل الصائم خلال صيامه يؤدي إلى إبطال صيامه، وهناك أيضًا بعض الأعمال التي لا توافق عليها الآراء فيما يتعلق بإبطال الصيام، مثل الغيبوبة وفقدان العقل والحجامة.
- الجماع
حيث ذكر في القرآن الكريم ما يدل على أن الجماع في الصيام يبطل الصيام في قول الله سبحانه وتعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ)، ومن السنة النبوية الشريفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ).
- التعمد بـ الاستقاءة
أي قيء يخرج من المعدة بنية متعمدة للصائم لإزالة محتويات البطن والمعدة. والجمهور من علماء المذهب المالكي والشافعي والحنبلي يرون أن القيء يبطل الصيام، ويجب على الصائم قضاء وتعويض هذا اليوم. ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقض). أما المذهب الحنفي فيؤكد إبطال الصيام بسبب الإذن، والحاجة إلى القضاء.
- تناول الطعام أو الشراب متعمداً
اتفق فقهاء أهل العلم على أن إذا تعمد الصائم الأكل والشرب في نهار رمضان أثناء صيامه فذلك يعتبر من مبطلات الصيام، ومن قام بفعل ذلك عليه وزر، ويجب أن يقوم بإبطال بقية يومه ويلحق به دون أن يدفع كفارة، ولكن الأكل والشرب كرها في نهار رمضان فلا يبطل الصيام ولا كفارة عليه، ودليل ذلك من السنة النبوية لِما ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: (مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ).
بالرغم من أن تناول الطعام أوالشراب دون قصد لا يُعتبر مفسدًا للصيام، إلا أنه يجب على الشخص الذي يرى شخصًا يتناول الطعام أو الشراب عن طريق الخطأ خلال نهار رمضان وهو صائم، أن يُنبِّهه ويُحذِّره من أنه ربما يُفطر.
ولكن إذا ابتلع الصائم طعام عالق بين أسنانه بغير قصد ، ولم يبطل الطعام قليلًا مع لعابه، فلا يفسد ذلك صيامه، وقد أجمع واتفق المذاهب الأربعة (المذهب الشافعي والمذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الحنبلي) على أن من يبتلع ما لا يؤكل عمداً، مثل المعادن والعملات أو الحبال يعتبر من مبطلات الصيام.
- دخول شيء إلى الجوف من الممرات المعروفة مثل الأذن والأنف
توافقت المذاهب الأربعة (المذهب الشافعي والمذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الحنبلي) على أن الفطرة هي مما دخل الجوف، وليس مما خرج منه، واستندوا في ذلك إلى ما ورد من بعض الصحابة – رضي الله عنهم – مثل ابن عباس وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهما.
- الارتداد عن الدين الإسلامي
يعني ذلك أن المسلم الذي يرتد عن دينه فإن صيامه يحبط ويبطل، وهذا الأمر متفق عليه بين جميع العلماء.
- النفاس و الحيض
وقد استدلّ علماء أهل الدين على إبطال صيام الحائض والنفساء بما صح عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ).