هدى شعراوي قصة نضال وتحدي لحقوق المرأة
منذ الأزل، كانت المرأة تناضل وتحارب من أجل حقوقها وحريتها في وسط المجتمعات التي تظلمها وتحرمها من حقوقها الأساسية، وظهرت في الساحة العربية العديد من المناضلات والثائرات المطالبات بحقوق المرأة وحريتها، ومن بين هذه الشخصيات هدى شعراوي، المناضلة المصرية التي لا تزال رمزا للنضال والتحدي في مجال حقوق المرأة .
نشأتها
تدعى نور الهدى محمد سلطان وتعرف باسم “هدى شعراوي”، ولدت في عام 1879 في مدينة المنيا (عروس الصعيد)، وكان والدها حاكمًا عامًا للصعيد قبل انضمامه إلى الثورة العرابية التي قادها أحمد عرابي بين عامي 1879-1882 ضد الخديوي توفيق والتدخل الأوروبي .
نشأت في اسرة ثرية في القاهرة في منزل يعتمد على نظام (الحرملك ) وهذا يعني وجود نساء في اجنحة مختلفة يرتدين النقاب عند الخروج ، وكانت تسافر مع عائلتها الثرية الى اوروبا في التعرف على المعالم هناك الامر الذي جعل شخصيتها قوية ، وجعلها المرأة المثقفة المتمردة صاحبة الارادة القوية في تغيير المجتمع الى الافضل.
تم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وحصلت على أفضل أنواع التعليم في ذلك الوقت، حيث درست العلوم التركية والفرنسية، وتعلمت الموسيقى وابدعت في الرسم، وقرأت العديد من الكتب، إذ كانت القراءة هي هوايتها المفضلة .
زواجها
رفضت هدى شعراوي الزواج من ابن عمها الذي يكبرها بـ 30 عاما، ولكن تحت ضغوط من العائلة، وافقت على الزواج بشرط نقلها إلى القاهرة. حققت ما أرادت وتزوجت وهي في الثالثة عشرة من عمرها، ومع ذلك، لم يدم هذا الزواج طويلا بسبب الاختلاف الفكري بينها وبين زوجها. كان زوجها ضد فكرة تعليم الفتيات وتحريرهن، فانفصلت عنه لمدة 7 سنوات، ثم عادت بعد ذلك لتنجب له طفلين، ابنة وابنا .
نشاطاتها الاجتماعية :
تأسست أول منظمة خيرية لتقديم الخدمات الاجتماعية للنساء والأطفال والفقراء .
تأسست جمعية الترقي الأدبي للسيدات كنادي نسائي
لعبت دورًا كبارزًا في تحديد السن المناسبة للزواج، إذ طالبت بعدم تزويج الفتيات قبل سن السادسة عشرة
4- كان أول من فكر في إنشاء دار حضانة للأطفال .
تم إنشاء دار التعاون الإصلاحي لتعليم النساء الحرف اليدوية والعلوم الصحية والدينية وغيرها
تم إنشاء أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر
نشاطها السياسي :
– ساهمت هدى شعراوي في اول مظاهرة نسائية عام 1919 ضد الاحتلال البريطاني كما نادت المظاهرة بالافراج عن سعد زغلول الذي قاد ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني
شاركت في الوفد النسائي لمؤتمر اتحاد النساء العالمي في عام 1923 الذي عقد في روما، والتقت بالرئيس الإيطالي موسوليني في ذلك الوقت .
حضرت المرأة مؤتمرًا دوليًا للنساء في أمستردام عام 1927 لمناقشة قضايا المرأة .
في عام 1938، عُقِدَتْ مؤتمرٌ نسائيٌ شرقيٌ من قِبَلِ هدى شعراوي، حضرَه العديد من النساءِ العربياتِ المناضِلات، وكانَ هدفه الدفاع عن حقوقِ العرب في فلسطين
تطالب بحقوق المرأة القانونية وحقها في الدخول إلى المجال السياسي
تأسست جمعية الاتحاد النسائي المصري بهدف رفع المستوى التعليمي والثقافي للمرأة ومساعدتها في الحصول على حقوقها والدفاع عنها، وسعت الجمعية أيضًا للمطالبة بقانون يمنع تعدد الزوجات، وفقًا للترجم المجتمع والقيم الأخلاقية
كانت من بين النساء اللواتي شاركن في تأسيس الاتحاد النسائي العربي عام 1945.
ظلت هدى الشعراوي متمسكة برئاسة جمعية الاتحاد النسائي المصري طوال حياتها، ومن خلال ترأسها أطلقت مجلة المصريين عام 1952، ونالت العديد من الجوائز والأوسمة من خلال نشاطاتها السياسية والاجتماعية، مثل ميدالية الاستحقاق اللبنانية، كما منحها الملك فاروق الوشاح الأكبر
في سبتمبر عام 1947، توفيت هدى شعراوي بعد قضاء عمر طويل في النضال الوطني والدفاع عن حقوق المرأة، وبقيت أعمالها وإنجازاتها فخرًا لكل امرأة عربية .