الطبيعةبحار

نقطة التقاء المحيط الهندي والمحيط الاطلسي

رأس أغولاس هي نقطة تقاطع المحيط الهندي مع المحيط الأطلسي والتي تم اكتشافها منذ فترة بعيدة، وعلى الرغم من اعتقاد بعض الأشخاص أن رأس الرجاء الصالح هو نفس الموقع، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ، حيث يبعد بعض المسافة عن تلك النقطة.

المحيط الهندي والمحيط الاطلسي والملتقى بينهما

في عام 1488، عندما اقترب المستكشف البرتغالي بارتولوميو دياس من اليابسة على شبه جزيرة كيب في جنوب أفريقيا، والذي كان أول أوروبي يفتح طريقا بحريا من أوروبا إلى آسيا، سميت هذه الطريقة “رأس العواصف”، نظرا لأن البحر كان مليئا بالمخاطر والعواصف، ولكن فيما بعد تم تغييرها إلى “طريق رأس الرجاء الصالح”، خاصة بعد أن تحققت أمنيات البحارة في الوصول إلى الهند عبر البحر.

أثناء عودته عبر دياس، وقف على اليابسة الصخرية دون أن يدرك أنها نقطة تلاقي المحيط الأطلسي مع المحيط الهندي، وهي آخر نقطة في القارة الأفريقية. وحتى هذا اليوم، يعتقد الكثيرون أن طريق رأس الرجاء الصالح هو الحد الجنوبي للقارة الأفريقية، ولكن تم إطلاق اسم “رأس أقولاس” على تلك المنطقة الجديدة التي تبعد مسافة 170 كيلومترا جنوب مدينة كيب تاون.

يوجد في هذا المكان الحد الفاصل بين المحيط الهندي والمحيط الأطلسي. وفي تلك المنطقة، يوجد إشارة تشير إلى النقطة الفاصلة بين المحيطين الهندي والأطلسي، وتم تسمية هذه المنطقة باسم رأس أقولاس وتعني “رأس الإبرة” باللغة البرتغالية. تم اختيار هذا الاسم بناء على ملاحظة بحار برتغالي أن الإبرة الخاصة بالبوصلة تشير إلى الشمال الحقيقي وليس الشمال المغناطيسي، وبناء على ذلك تم تسمية المنطقة بهذا الاسم.

التضاريس في تلك المنطقة لا تختلف كثيرا عن التضاريس المحيطة بها، ولولا وجود علامة لتلك المنطقة، فإنه من الصعب تحديدها. ولم يتم اختيار تلك المنطقة بشكل تعسفي، حيث إنها فعليا نقطة تقاء التيارات الدافئة للماء في المحيط الهندي مع التيار البارد للمحيط الأطلسي، حيث يدور كل تيار حول نفسه بعد اصطدامه مع التيار الآخر. وقد تم مناقشة تلك المنطقة بشكل حاد في أفريقيا.

يحدث تغير في نقطة التلاقي للتيار في أقولاس، بحيث تتغير الموقع التيارات المتقابلة فيه، فتحدث أحيانا في أقولاس نفسها وأحيانا في منطقة كيب بوينت بسبب التغيرات الموسمية. وأكد العديد من علماء الأحياء البحرية أنه من الممكن تتبع الموقع الفعلي لنقطة التلاقي عن طريق مراقبة الحياة البحرية التي تتأثر بتغير درجة الحرارة. ويعاني سكان مدينة رأس أقولاس من مشاكل كثيرة بسبب السياح الذين يأتون بكثرة إلى منطقة كيب بوينت لرؤية نقطة التلاقي بين المحيط الأطلسي والمحيط الهندي.

وبعضهم يؤكدون أن الشركات في كيب بوينت تحقق المزيد من الأرباح بسبب تقديم معلومات خاطئة للسياح حول تلك المنطقة، كما أنها أنتجت العديد من الهدايا التذكارية التي تحمل شعار كيب بوينت، نقطة تلاقي المحيط الهندي مع الأطلسي. ومن الممكن القول أن السبب الرئيسي في عدم اعتراف الكثير من السياح بمنطقة رأس أقولاس وتفضيل كيب بوينت عليها هو لأن الأخيرة استطاعت جذب السياح لكونها منطقة مثيرة ومذهلة، وهذا الأمر غير متوفر في منطقة رأس أقولاس، لذلك يتجنبها السياح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى