نقص فيتامين ب 12 و عواقبه العصبية

الفيتامينات المعقدة ب مهمة لعدة وظائف مختلفة في جسم الإنسان، سواء كانت في إنتاج الطاقة، أو الدفاع عن الجسم، أو تكوين خلايا الدم الحمراء. تلعب فيتامينات المجموعة ب أدوارا محورية عندما تعمل بشكل مترادف أو فردي. ويؤثر فيتامين ب 12 بشكل خاص على الصحة العصبية .

عندما يتعلق الأمر بالمخاوف العصبية، فإن فيتامين ب1 (الثيامين) وب2 (الريبوفلافين) وب3 (النياسين) وب7 (البيوتين) وب6 (البيريدوكسين) وب9 (الفولات، والمعروف صناعيا باسم حمض الفوليك) وب12 (الكوبالامين) لهم أهمية خاصة. فهذه الفيتامينات من المجموعة بتؤثر على وظائف خلايا الدماغ بشكل محدد، ونقصها يؤدي إلى مشاكل عصبية ونفسية مختلفة. ونقص فيتامين ب12 ليس شائعا جدا في الشباب، ولكن كبار السن أكثر عرضة لنقصه .

يُعد فيتامين ب12، أو كوبالامين، ضروريًا لأداء وظائف الدماغ والخلايا العصبية، ويُلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الأغماد التي تغطي وتحمي أعصاب الجهاز العصبي المركزي والجهازالعصبي المحيطي، مما يضمن انتقال الإشارات العصبية بسرعة ودقة .

يلعب فيتامين B12 دورًا مهمًا في تركيب وحفظ المايلين (وهي مادة دهنية ضرورية لتشكيل الأغماد)، وتتسبب مشاكل الأعصاب الناجمة عن نقص فيتامين B12 في وقت متأخر في الحياة بسبب الأضرار التي تلحق بأغماد المايلين .

العواقب العصبية من نقص فيتامين ب 12

يتسبب النقص فيتامين ب12 في مشاكل عصبية ونفسية مختلفة، وتتراوح بين الاعتلال العصبي والخرف عند كبار السن. وتشمل المظاهر العصبية الاعتلال النخاعي (مرض النخاع الشوكي)، الاعتلال العصبي (مرض الأعصاب)، الاضطرابات الحسية، تشوهات المشي والضعف، في حين تتراوح المشاكل النفسية بين الاضطرابات السلوكية والمعرفية والخرف .

– تنكس النخاع المشترك تحت الحاد

هذه هي حالة التدهور التدريجي التي تؤثر على الحبل الشوكي وتسببها نقص فيتامين ب 12. قد يشمل التدهور الدماغ والأعصاب والأعصاب الطرفية. في البداية، يتلف غلاف المايلين، ثم يحدث التدهور في المحاور (الأعصاب). الأعراض الأولية لهذه الحالة عادة ما تكون الشعور بالوخز والخدر، بالإضافة إلى الحركات الغير منتظمة. تشمل الأعراض الأخرى الضعف ومشاكل الرؤية واضطرابات التفكير وتفاعلات غير طبيعية وأمراض المثانة وعدم القدرة على الانتصاب. يعطي العلاج المبكر لهذه الحالة بمكملات فيتامين ب 12 نتائج جيدة. قد يؤدي التأخير في العلاج إلى عدم تحسن الحالة بشكل كامل .

– الاعتلال العصبي المحيطي

الاعتلال العصبي المحيطي هو أيضا عرض شائع لنقص فيتامين ب12. في هذه الحالة، يتعطل انتقال الإشارات العصبية بين الحبل الشوكي وأجزاء مختلفة من الجسم. قد يكون السبب في ذلك تلف مباشر للأعصاب أو إزالة الميالين التي تؤدي إلى ضرر محوري. الأعراض تشمل الوخز والألم والخدر. اعتمادا على نوع العصب المتضرر، قد يحدث فقدان للإحساس أو تشنج وضعف العضلات والحركة. يتطلب هذا الحالة أيضا علاجا مبكرا للحد من الضرر وتحقيق نتائج فعالة .

– المشاكل النفسية المتعلقة بنقص فيتامين ب 12

تشمل المظاهر النفسية لنقص فيتامين ب 12 الأوهام و الهلوسة و التغيرات المعرفية (مثل انخفاض الذاكرة) و الاكتئاب و الخرف . يتم وصف هذه المشاكل من خلال آليات مختلفة مثل الإنتاج المشوه للناقلات العصبية و المستويات المرتفعة من الحمض الأميني و حمض الميثيل مالونيك (MMA) . عندما لا يكون هناك سبب واضح آخر للاضطراب النفسي ، يجب النظر في إجراء فحص الدم و مكملات فيتامين ب 12 .

– ضمور الدماغ و الاضطرابات العصبية التنكسية

يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ب12 وزيادة مستويات الهوموسيستين إلى ضمور الدماغ (الانكماش). ضمور الدماغ عادةً ما يحدث مع التقدم في العمر، ولكن يتم تسريع هذه العملية في حالة وجود أمراض عصبية .

أظهرت دراسات مختلفة أن نقص فيتامين ب 12 هو الأكثر شيوعا في مرضى الزهايمر والباركنسون وفي ظروف مختلفة تسبب الخرف، ولكن العلاقة السببية بين نقص فيتامين ب 12 وهذه الأمراض لا تزال غير حاسمة. ومع ذلك، فإن معظم الدراسات التي تربط فرط الهوموسيستين في الدم مع مرض الزهايمر وغيرها من أسباب الخرف تؤكد النتائج الإيجابية، وهذا يعني أن المستويات المرتفعة من الهموسيستين في الدم تزيد من خطر هذه الأمراض .

هناك بعض من الجدل حول وجود علاقة بين نقص فيتامين ب12 ومرض التصلب المتعدد .

– فيتامين ب 12 و مضاعفات الأوعية الدموية

زيادة مستويات الهموسيستين في الدم هي أيضا عامل خطر معروف للسكتة الدماغية ومضاعفات الأوعية الدموية الأخرى، وبالتالي هناك علاقة محتملة بين نقص فيتامين ب12 وأمراض الأوعية الدموية .

فيتامين ب 12 و نقص حمض الفوليك في الأجنة يسبب ضعف نمو الدماغ و الوظائف المعرفية

يلعب الفولات وفيتامين ب12 دورا حيويا في نمو الدماغ، وخصوصا خلال فترة تكون الجنين والسنة الأولى من العمر. بالإضافة إلى ذلك، تكون هذه الفيتامينات ضرورية حتى بعد سن البلوغ، حيث يستمر تكون الميالين الذي يبدأ في فترة حياة الجنين. كما ذكر سابقا، يؤدي نقص فيتامين ب12 إلى تضييق الميالين، وبناء على المنطقة المتأثرة في الجهاز العصبي، يمكن للطفل أن يعاني من مشاكل متنوعة في القدرات العقلية والإدراكية. للنساء الحوامل اللواتي يعانين من نقص حمض الفوليك وفيتامين ب12، ينصح بتناول المكملات الغذائية لتجنب تطور هذه المضاعفات العصبية .

بفضل دوره في عملية تكوين الدماغ، يعد فيتامين ب12 مغذى دقيقا جدا ومهما لصحة الأطفال والمسنين، ويمكن أن يحدث نقص هذا الفيتامين في العديد من الظروف، ولكن إذا كان السبب هو نقص في الغذاء، فإن المكملات المناسبة لهذا الفيتامين يمكن أن تمنع تلف الجهاز العصبي، ويمكن الحصول على هذا الفيتامين من الأطعمة الحيوانية والأطعمة المحصنة .