نظم إلكترونية لإدارة الحركة المرورية في طريقي أبي بكر الصديق والعروبة
تواجه العديد من الدول أزمة كبيرة في حركة المرور، ولذلك تم تطوير مجموعة من الأنظمة التي تدير هذه الحركة لتجنب وقوع الحوادث وضمان سلامة المواطنين. قامت المملكة باستخدام نظم إلكترونية متطورة لتنظيم حركة المرور في طريقي أبو بكر والعروبة، وهما شاهدان على التقدم والتطور المستمر الذي تسعى إليه الحكومة لرفع مستوى المملكة وتحقيق مستقبل أفضل. استخدمت الهيئة العليا لتطوير الرياض أحدث أنظمة المرور التي تستخدمها الدول الكبرى في مدنها، وذلك من خلال غرف التحكم المركزية على الطريقين، حيث يتم إدارة هذه الغرف على مدار 24 ساعة في اليوم، مما يضمن مراقبة مستمرة للطريقين والحفاظ على مستوى عال من السلامة. تتبع الهيئة العليا لتطوير الرياض نفس النهج الذي اتبعته في طريق الملك عبد الله بالحفاظ المستمر والمستدام على عنصر السلامة .
ما هي الطرق الذكية ؟
الطرق الذكية تعرف بأنها الطرق التي يستخدم فيها النظم الإلكترونية لإدارة الحركة المرورية، والتي يتم من خلالها تنبيه رواد هذه الطرق وإعطائهم التعليمات بصورة آلية، وذلك خلال فترات الازدحام المروري أو في حالات الحوادث، وذلك عن طريق التنبيهات الإلكترونية وتطبيقات التحكم المختلفة. وتم تغطية الطريقين بحوالي ثلاثمائة كاميرا، سواء كانت ثابتة أو متحركة، لمراقبة الطريق ورصد جميع المخالفات المرورية على مدار اليوم. حيث تصب جميع المعلومات في غرف التحكم المركزية على الطريقين، حيث تدير هذه الغرف الطريق بشكل آلي .
تتبع أنظمة متعددة لإدارة حركة المرور في غرفة التحكم، وتتضمن الأنظمة الرئيسية نظام الإدارة المتقدم الذي ينبه السائقين ويقدم لهم التوجيهات المناسبة بشكل تلقائي لتسهيل التأقلم مع الحالة المرورية على الطريق الذي يسلكونه. كما تشمل الأنظمة السلامة في الأنفاق، ونظام التشغيل والمراقبة، وتضم حوالي 320 لوحة إلكترونية تنقسم إلى لوحات توجيهية تظهر عليها إرشادات المرور والتعليمات، وحوالي 160 لوحة تنظم سرعة الحركة المرورية على الطريق، وحوالي 120 لوحة خاصة بالسيارات داخل الأنفاق وخارجها. وتتم مراقبة الطريق باستخدام 260 كاميرا ثابتة و34 كاميرا متحركة توضع بعناية على طول الطريق لتوفير صورة شاملة للحالة المرورية ورصد المخالفات والسلوك الخاطئ لبعض مستخدمي الطريق .
هذا العداد الآلي للسيارات يتم تزويد الطريقين بحساسات تقوم بمتابعة السيارات وقياس سرعتها للتأكد من إلتزام المستخدمين للطريقين بتوجيهات الإدارة المرورية للطريقين، كما يمكن رصد المخالفين والتقاط رقم اللوحات المعدنية الخاصة بالسيارات المخالفة للقوانين والأنظمة المرورية، ويتم ذلك بشكل آلي عن طريق غرف التحكم الموجودة على جانبي الطريقين .
تم وضع نظام سلامة وأمان داخل الأنفاق على الطريقين بحيث يتيح لغرفة التحكم معرفة استبانة درجات الحرارة داخل النفق وسرعة تيارات الهواء به وكمية الغازات السامة المتواجدة بداخل النفق، وبالإضافة إلى وجود نظام إطفاء للحريق ومراوح ضخمة لتهوية النفق من الداخل .
نظام يستخدم لإطلاق إنذار داخل الأنفاق، ويمكن لغرفة التحكم في إدارة النظام أن تستخدمه لإطلاق إنذارات لكلا الطريقين. يحتوي النفق على مكبرات صوت ومراكز اتصال للحالات الطارئة، ويتم التحكم في النظام بواسطة موجات الراديو. كما يوجد مكبرات صوت موزعة داخل الأنفاق للتحدث مع مستخدمي الأنفاق، ويوجد مجموعة من الأبواب على الجوانب الداخلية لسهولة إخلاء الأنفاق في حالات الطوارئ وفقا لمعايير السلامة العالمية .
أنظمة إطفاء الحرائق… يمكن لغرفة التحكم السيطرة على إطفاء الحرائق من خلال أربعة أنظمة، وهي نظام الإنذار المبكر وأدوات الإطفاء الثابتة والمتحركة، وتوفير مضخات لتصريف مياه السيول والأمطار الغزيرة داخل الأنفاق. ويتم التحكم في هذه الأنظمة بشكل إلكتروني من داخل غرفة التحكم، كما يتم وضع تعليمات وإرشادات على اللوحات الإلكترونية في حالة حدوث حريق لمساعدة مستخدمي الأنفاق على الخروج بطريقة آمنة من الأنفاق .
وفي الختام… فإن التطوير الذي تشهده الرياض ليس ناتجا عن صدفة أو مجرد شيء حديث، بل هو نتاج دراسة دقيقة وفقا لخطط استراتيجية مدروسة بعناية، بهدف دفع المملكة بأكملها – وليس فقط مدينة الرياض – نحو المستقبل الذي يتمناه العاملون على رفعة البلاد بين الدول، وقريبا سنرى جميعا المملكة العربية السعودية في المقدمة كدولة متقدمة وتحتل مكانة عالمية بين الدول الاقتصادية الكبرى. نتمنى التوفيق لقادة الرياض .