نظرية وضع الاجندة
تفترض نظرية وضع الأجندة والمعروفة باسم نظرية ترتيب الأولويات وجود علاقة بين القضايا التي توليها وسائل الإعلام مزيدًا من الاهتمام وبين تزايد اهتمام الجماهير بتلك القضايا ، وبالتالي فإن نظرية وضع الأجندة أو ترتيب الأولويات تعني نقل البروز والاهتمام وتحريك القضايا من أجندة وسائل الإعلام إلى أجندة الجمهور .
ما هي نظرية وضع الأجندة
هل فكرت يوما في المسائل المهمة بالنسبة لك ولماذا تحمل هذه القضايا أهمية، الإجابة هي أن التغطية الإعلامية لا توجه فقط ما نفكر فيه، بل تؤثر أيضا في طريقة تفكيرنا، وتمنح وسائل الإعلام أداة قوية للتأثير على نظرة الناس وجعلهم يرون الأمور بطريقة محددة، وبالتالي وضع الأجندة أو تحديد جدول الأعمال هو فكرة بأن ما يفكر فيه الجمهور يتم توجيهه بواسطة وسائل الإعلام .
نشأة نظرية وضع الأجندة
قدمت نظرية وضع الأجندة، أو نظرية جدول الأعمال، أو نظرية ترتيب الأولويات لأول مرة من قبل الدكتور ماكسويل ماكومب والدكتور دونالد شو في عام 1972. تنص هذه النظرية على أن الأخبار تلعب دورا أساسيا في تشكيل الحقائق في وعي الجمهور، وتحدد مقدار الوقت الذي يخصص لقضية ما والمعلومات المنقولة في قصة الخبر، بالإضافة إلى موضع القصة. كما تحدد مقدار المعرفة التي يكتسبها القارئ ومقدار الأهمية التي يعطى لهذه القضية .
تقول نظرية وضع الأجندة إنه عندما تعكس وسائل الإعلام وجهات نظر المرشحين خلال الحملات الانتخابية، فإنها تحدد المسائل التي يتم التركيز عليها في الحملة السياسية في النهاية .
عند تحليل نظرية وضع الأجندة، يجب مراعاة افتراضين أساسيين وهما وسائل الإعلام والصحافة، وعندما يركز الإعلام على عدد قليل من القضايا والموضوعات، يميل الجمهور إلى اعتبار تلك القضايا أكثر أهمية .
العلاقة بين التكنولوجيا ونظرية وضع الأجندة
تقدم التطورات في التكنولوجيا العديد من السبل الجديدة للتأثير على الجماهير ، وفي بداية نظرية وضع الأجندة أو وضع جدول الأعمال نجد أنه تم التواصل في المقام الأول عن طريق الطباعة والإذاعة تليها السينما والتلفزيون ، واليوم تُعد مصادر الاتصالات غير محدودة تقريبًا مما يسمح بمشاركة أكبر من الجمهور وتحديد الاتجاه لزيادة الاهتمام بوضع جدول الأعمال أو وضع الأجندة .
مفاهيم نظرية وضع الأجندة
تؤكد نظرية وضع الأجندة أن إعداد جدول الأعمال يعتمد على قدرة وسائط الإعلام على تحديد مدى وضوح المشكلات المتعلقة بالأخبار، من خلال عملية إدراكية تسمى إمكانية الوصول، وهي عملية استرداد المشكلة من الذاكرة .
يتأثر إعداد جدول الأعمال بتصور الأشخاص لبعض المعتقدات، فمثلا الأشخاص الذين يهتمون بالقضايا السياسية يرون الأخبار السياسية مهمة، ويمكن للأشخاص أن يؤمنوا بالإعلام أو لا، ولكن تفكير الأشخاص في مساعدة القضية يؤثر عليها كثيرا، وإذا كانت المشكلة تؤثر على عدد كبير من الأشخاص مثل زيادة أسعار الوقود، فستحصل على تغطية إعلامية أكبر وسيتذكر الناس ذلك .
لذلك فإن أي قضية يعتقد الناس أنها مهمة تعتمد بشكل كبير ليس فقط على طول البث ولكن أيضًا على موقعه وكمية المعلومات ، وعلى سبيل المثال يأخذ معظم الأشخاص أخبار الصفحات الأولى في الصحف لتكون أكثر أهمية من الصفحات الأخرى ، وبالمثل إذا تم نشر مقال إخباري بشكل متكرر وفي وسائط مختلفة في وقت واحد فإن الأخبار تصبح أكثر قيمة .
تأطير نظرية وضع الأجندة
تم إضافة مفهوم التأطير إلى هذه النظرية في عام 1998 من قبل ماكومب، ويقوم هذا المفهوم بالجدل بأن وسائل الإعلام لا يمكنها فقط توجيه الناس فيما يجب أن يفكروا، بل يمكنها أيضا توجيههم في كيفية التفكير في مسألة ما، وذلك من خلال التركيز على جانب معين من الأخبار. على سبيل المثال، فإن نظرية وضع الأجندة لا تشير إلى ندرة المياه في مكان ما فحسب، بل تشير إلى كيفية تسبب الحكومة في ندرة المياه والتأثير على كيفية تعامل الناس مع هذه المسألة باعتبارها خطأ من الحكومة .