نظرية تعدد الأكوان في الإسلام
حاول الفلاسفة والمفكرون في مختلف العصور الإجابة عن سؤال مازال محيرًا للعقل البشري، وهو : ماذا يوجد وراء كوننا الذي نعيش فيه ؟ وكيف نشأ الكون ؟ ويعتقد العلماء اليوم وخاصة بعد التطور العلمي والتكنولوجي المذهل الذي تحيا البشرية نتائجه، أنهم قادرون على إعطاء تفسيرات أكثر منطقية وتوازنًا، وبعيدة عن كل الأفكار التي كانت سائدة في الماضي، والتي كانت نتيجة طبيعية لمحدودية الإمكانيات في تلك الأزمنة، إضافةً لسيادة التفسير اللاهوتي الديني الذي عمق بدوره من هذه الرؤى الغير علمية .
فرضية تعدد الأكوان :
تعتبر الأكوان المتعددة فرضية قد تكون علمية أو لا لكنها مازالت فرضية في علم الكونيات والفيزياء و الفلك والفلسفة واللاهوت والخيال العلمي، وهي عبارة عن مجموعة افتراضية متكونة من عدة أكوان من ضمنه كوننا، وتشكل جميعها الوجود كله .
تطورت الفكرة نتيجة لتطبيق النظريات العلمية التي أدت إلى استنتاج وجود أكوان أخرى بجانب الكون الوحيد الذي نعيش فيه، وزادت تعمقا بفضل محاولات تفسير الرياضيات الأساسية في نظرية الكم للكونيات. تعرف هذه الفرضية أيضا بمصطلح الأكوان المتوازية أو العوالم البديلة، ويسعون العلماء للإجابة عن أسئلة مثل: ما هي هياكل الأكوان المتعددة؟ وما يحتويه كل كون وما هي طبيعته؟ وما العلاقة بين هذه الأكوان؟
كيف بدأت النظرية ؟
خاطر فيزيائي شاب بمستقبلهِ المهني، وقد كان مرشحًا لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة برنسيتون بولاية نيو جيرسي الأمريكية، بعد أن قدم نظرية عن الأكوان المتوازية، هذا الفيزيائي الشاب اسمه هيو إيفيرت، و تلخصت فكرته في أنه يوجد أكوان متوازية، شبه كوننا، وهي على علاقة بنا، ومتفرعة منا، وكوننا متفرع أيضاً من أكوان أخرى .
بدأت دراسة فيزياء الكم عام 1900 على يد العالم ماكس بلانك، ودفعت دراسات بلانك نحو بعض الاكتشافات التي تتعارض مع قوانين الفيزياء التقليدية، وبناءًا على تلك الاكتشافات تم اقتراح وجود قوانين مختلفة في هذا الكون،غير القوانين التي نعرفها، وكان إيفريت يحاول تقديم إجابة عن سؤال فيزياء الكم الأصعب، لماذا الأجسام الكمية تتصرف بشكل غير منضبط ؟
ابتكر المبدع الفيزيائي فيرنر هايزنبرج مبدأ عدم اليقين، الذي يزيد من الحيرة، ويقترح أنه عند ملاحظة المادة الكمية، يؤثر تأثيرًا على سلوكها، وبالتالي، لا يمكننا التأكد بشكل تام من طبيعة الشيء الكمي ولا من صفاته المميزة مثل السرعة والموقع .
يتم دعم هذه الفكرة بتفسير كوبنهاجن لميكانيكا الكم، والذي طرحه الفيزيائي الدنماركي نيلز بور، حيث يشير التفسير إلى أن الجسيمات الكمية لا توجد في حالة واحدة محددة بل في جميع الحالات المحتملة في نفس الوقت .
أحدث إيفريت بنظريته الأكوان المتعددة بعض الاهتمام الجدي، خاصة بعد تمكن علماء موجات الراديو الفلكي من العثور على منطقة فارغة، مساحتها تتجاوز كل المناطق الفارغة التي عثرنا عليها في السابق، هذه المنطقة الفارغة تقع على بعد حوالي 8 مليارات سنة ضوئية بعيدًا عنا، ويصل قطرها إلى ما لا يقل عن مليار سنة ضوئية .
يعتقد مجموعة من علماء الفيزياء الأمريكيين أن التفسير الصحيح لتلك المناطق الفارغة هو أنها عبارة عن بصمة لكون آخر يضغط على جدار عالمنا، أو أنها نشأت بتأثير الاصطدام بين عالمنا وعالم آخر في لحظة مبكرة من نشأته .
نظرية تعدد الأكوان في الإسلام :
تنظر الفكر الإسلامي إلى نظرية تعدد الأكوان باحتراب ونفي، حيث يعتقد غالبية المفكرين الإسلاميين أن فكرة الأكوان المتعددة:
لا يمكن الاعتماد على فرضيات علمية فقط لاتخاذ أي استنتاج صحيح، حيث يتم بناء الاستنتاجات الصحيحة على الحقائق المثبتة .
يتمثل الدليل المقدم لدعم هذه الفرضية في أدلة تتميز بالطابع الفلسفي أكثر منها الفيزيائي .
لدى بعض الناس الاعتقاد بأن ما تشكل عندما سُمِّيَ بالإنفجار العظيم هو السماوات والأرض، ولا يمكن تسميتها بـ”سبعة عوالم .
يعتقد الإسلاميون أن علماء الفيزياء استخدموا هذه الفرضية لتبرير النظام داخل الكون، الذي يتم تنظيمه بواسطة ثوابت، بتفسير حدوث ملايين الأكوان، ومنها يفشل وآخر ناجح، وبالتالي نحن صدفة ناجحة في وسط ملايين الصدف الفاشلة .