منوعات

نظرية تطور الإنسان و رد الدين الاسلامي عليها

من بين الحقائق التي حاول العلم إثباتها، تلك الحقيقة التي تحدثت عن عدم كون آدم عليه السلام أول البشر، وتحدثت عن عدم وجود الملائكة أو الجن. فما هي حقيقة هذه الكلمات وما هو رد الدين عليها؟ .

النظرية التطورية وما تضمنتها من افكار
تفترض هذه النظرية أن البشر كانوا موجودين في عهد آدم عليه السلام ، و أن آدم نفسه كان له أب و أم و أقرباء ، حتى و أن نظرية خلق آدم من تراب لم تأتي كفة واحدة ، و إنما نشأته عبر تطور الكائنات ، فمثلا أتربة تحولت إلى سمكة ، و منها إلى فأر ثم شبيه القرد ، و بالتالي إلى الإنسان.

تتناول النظرية أيضا فكرة أن آدم عليه السلام كان مجرد شخصا من بين العديد من الأشخاص، وقد اختاره ربه ليس أكثر من ذلك، وسجدت له الملائكة  .

وهذه النظرية تعتمد أيضا على أن تلك القصة التي جرت بين الله تعالى وإبليس عندما رفض السجود، هي من الأساطير ولا يوجد لها أصل حقيقي، وإن كانت حدثت فقد حدثت في حديقة على الأرض وليست في جنة الله في السماء

رد الدين على النظرية
– الدين يتناقض مع هذه الخرافات تماما و مع تلك المكانة الفريدة التي وضعت لآدم في القرآن ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) .

إذا اتبعنا هذه النظرية والخرافات المترتبة عليها، التي تقول بأن آدم عليه السلام كان واحدا من هؤلاء البشر في زمنه، ثم اصطفاه ربه ونقله إلى جنات العلى، وبعد الخطيئة تم طرده من الجنة، وإذا قررنا تطبيق هذه الأفكار على آيات القرآن الكريم، فسوف نضطر إلى وضع العديد من الفرضيات التي ستؤدي إلى التلاعب بكتاب الله، مما يجعلنا نفقد المعاني الحقيقية للقرآن الكريم .

الحدث الكوني العظيم وفكرة السجود لآدم
فكرة السجود لآدم
إذا قررنا فرضية أن آدم كان واحدًا من مجموعة من البشر، فما هو الشيء الذي يميزه عن باقي الناس في زمنه، عندما أمرت الملائكة بالسجود له وعوقب من رفض السجود، وهذا بالإضافة إلى أن السجود كان لله وحده؟ .

وهنا يتحدث علماء الدين في هذا السياق، ويقولون إن السجود في هذه الحالة لم يكن سجودا للعبادة كما هو الحال بالنسبة لله، بل كان سجودا للتكريم. وبالطبع، عند تطبيق هذا الأمر على نظرية التطور، فلن نجد هدفا يذكر، وإن افترضنا صحة هذه النظرية، فلن يكون هناك أنبياء أو أديان لهؤلاء البشر في ذلك الوقت. بمعنى آخر، كانوا مجموعات همجية، ولما تم اختيار آدم، تحديدا .

آدم خليفة الله في الأرض
فيما يتعلق بالفرضية الثانية، التي تقول إن آدم هو خليفة الله في الأرض، إذا كان آدم ليس أول من عاش على الأرض، فلماذا يكون بالضرورة خليفة الله في الأرض، ولماذا يتحدث الله تعالى لملائكته بهذه الكلمات في ذلك الوقت بالتحديد؟ .

– أما عن الشق الثالث من هذه النظرية ، تلك التي يتحدث فيها الله جل و على أن آدم حينما علمه الله الأسماء ، ثم عرضها على الملائكة و سألهم أن كانوا يعلمونها ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) و هذه الآيات هي أكبر دليل على خطأ هذه النظرية ، فإن كان هناك أشخاص آخرين في الوقت الذي يعيش فيه آدم فما الفرق بينه وبينهم .

تؤكد كل هذه الأمور والفرضيات أن الآيات الكريمة تفنّد هذه النظرية تمامًا وتجعلها خاطئة بشكل كامل .

واقعة الخروج من الجنة
وبالنسبة للرد الديني، هل من المنطقي أن يطرد الله جل وعلا من حديقة في الأرض، لينتقل إلى حديقة أخرى؟ أم أنه كان في جنات العلى، فعندما يطرد منها، يشعر بحجم العقاب ويشعر بالاهانة والذل. قال فاخرج منها فإنك رجيم (77) وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين (78) قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون (79) قال فإنك من المنظرين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى