صحة

نظرية ألفرد أدلر و شرح عقده النقص

قام ألفرد أدلر بشرح واحدة من أهم النظريات النفسية التي لا تزال معتمدة حتى الآن، بعد ظهور النظرية الفرويدية .

ألفرد أدلر
– ألفرد أدلر أحد أهم علماء النفس ، و ينتمي لمدرسة التحليل النفسي ، و قد كان أحد تلامذة العالم فرويد ، و لكنه لم يتبع نظريته ، و إنما كان مهاجما لها و بقوة ، و ذلك لأنه كان يرفض تماما فكرة بناء كافة المشاكل النفسية على الجنس ، هذا فضلا عن أنه اعترض على فكرة تنميط البشر ، و قد كان يؤمن بأن كل فرد في العالم له شخصيته و حالته المنفردة ، و التي لا يمكن اعتبارها ضمنا لقالب معين .

كان لأدلر عدة أفكار مختلفة تماما عن فرويد، حيث كان يرى أدلر أن الرجل والمرأة يتساويان تماما من حيث الطبيعة النفسية، في حين كان فرويد يعتقد أنهما نمطين مختلفين. وكان أدلر مؤسس علم النفس الفردي، حيث كان يؤمن بالمساواة والتحرر .

نظرية أدلر
نمط الحياة
كان الحديث وقتها عن نفسية الإنسان يعمل على تنميط الشخص وانفعالاته ودواخله وغيرها، في حين أن أدلر كان يرى أن نمط حياة ونفسية كل شخص يرجع في الأساس إلى البيئة التي نشأ فيها، وكذلك حالته الاجتماعية ومستوى ثقافته، وكذلك حالته الصحية، ولا يمكن عزل أي شخص عن هذا المحيط من أجل اكتشاف نفسيته. ولذلك، كان يرى أن التعامل مع شخص من الناحية النفسية يستدعي بالضرورة التعامل مع كافة العوامل المحيطة به .

الغائية
الغائية هي مصطلح فلسفي يعني أن كل شيء في العالم يحدث لسبب وهدف. أدلر يرى أن جميع الأحداث والصدمات التي يمر بها الشخص تؤثر في تشكيل شخصيته وسلوكه، حتى إن كانت هذه الأحداث في طفولته، وتعد السلطة المطلقة التي تؤثر على المستقبل. يتم دفع الإنسان في هذا العالم نحو أهداف وغايات، وغالبا ما تكون الطموح للكمالية هي النهاية .

الدونية
الدونية هي النقص، وكان أدلر أحد أهم من قاموا بشرحها، وقصده هو أن جميع البشر يسعون نحو الكمال بطرق مختلفة، ولكن عندما يصل بعضهم إلى أهدافهم وينظرون إلى العالم والأشخاص من حولهم، يرون كأن الدنيا تريد أن تعرض عليهم وجوها أخرى من الكمال، فالإنسان يسعى دائما للحصول على الأفضلية في كل شيء، مثل الطعام والسكن وجميع الأمور الحياتية، وهذا السعي هو ما يجعلنا نشعر بالنقص، وإذا شعر الشخص بالرضا التام، فلن يجد دافعا للتقدم .

– و أثناء بحثه وجد أن هناك بعض النواقص الموجودة في كل إنسان على وجه الأرض ، و من بين هذه النواقص النواقص الجسدية ، كفقدان الحواس أو الإصابة بالأمراض ، و لاحظ أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من النقص في أحد الحواس مثلا ، يحاولون تعويض هذا النقص في أيا من الأعضاء الأخرى كتطوير مهارة ما مثلا .

خلال البحث تم الكشف عن أن الأشخاص الذين يعانون من هذه النقصانات ينقسمون إلى جزئين، الجزء الأول هم الأشخاص الذين يعانون من العجز، ويعتبرون محصورين في معاناتهم، وغالبا ما يصابون بالاكتئاب ويظهرون شخصيات خجولة، ويتمحور تفكيرهم حول نقصانهم ويشعرون بالدونية، والجزء الثاني هم الأشخاص الذين يسعون دائما لتعويض نقصانهم، ويبحثون عن مجالات أخرى لتعويض نقصانهم، أو يعملون على تجاوز هذه النقصانات لإزالتها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى