تعليمنظريات علمية

نظريات الخدمة الاجتماعية

نظريات الخدمة الاجتماعية

تسعى نظريات الخدمة الاجتماعية إلى وصف الأحداث الاجتماعية وشرحها والتنبؤ بها استنادا إلى الأدلة والدراسات والأبحاث العلمية، وتستند إلى علم النفس والفلسفة والاقتصاد والتعليم ومجالات أخرى لتعريف الخدمة الاجتماعية وشرح ما يدفع ويحفز الناس في مراحل مختلفة من الحياة. فيما يلي نلقي نظرة على أهم نظريات الخدمة الاجتماعية

نظرية الصراع

ترى نظرية الصراع أن جميع المجتمعات غير متكافئة بطبيعتها  ، وتُنسب نظريات الصراع إلى كارل ماركس ، وتشير إلى مجموعة من الفروق الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والطبقية التي تساهم في حدوث فجوات كبيرة في حياة الانسان.

تُعَدُّ نظرية الصراع نموذجًا رئيسيًا في مجال علم الاجتماع، وتشكِّل مكوِّنًا مهمًّا للعمل الاجتماعي، إذ توفِّر تفسيرًا للطرق التي تؤثر بها فروق القوة على الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات 

يعمل الخبراء الاجتماعيون على علاج العلاقات غير المتكافئة للقوة من خلال المساعدة في التعامل مع مصادر وأعراض عدم المساواة.

النظرية التنموية

تشير النظرية التنموية إلى مجموعة من الأفكار حول كيفية تقدم المجتمعات نحو التغيير الإيجابي ، وتتضمن هذه الأفكار مفاهيم التحديث والتنمية الاقتصادية من خلال التحديث يمكن أن تعزز الفرص والمساواة.

يُعد العمل الاجتماعي التنموي نهجًا حديثًا نسبيًا في التدخل، وهو نهج يؤكد على أهمية الاستثمار الاجتماعي في ممارسة العمل الاجتماعي 

يشير هذا النهج إلى الحاجة الماسة لتوفير الدعم المادي لعملاء العمل الاجتماعي، وخاصةً الأفراد الذين يتعرضون لمخاطر عالية مثل المشردين أو كبار السن أو المعاقين أو الذين يعانون من أمراض عقلية 

يساعد هذا النهج الأخصائيين الاجتماعيين على مساعدة عملائهم في الاستفادة من الفرص الاقتصادية والاندماج في الهياكل الاجتماعية، وضمان وصولهم إلى الموارد الحقيقية والخدمات العامة المستهدفة.

نظرية دورة حياة الأسرة

تركز نظرية دورة حياة الأسرة على سلسلة التغييرات التي تحدث بشكل عادي في ديناميكيات الفرد والأسرة، وكيفية عمل هذه التغييرات كسلسلة من التطورات على مدى العمر 

تلعب دورة حياة الأسرة دورًا أساسيًا في العمل الاجتماعي بسبب الأثر التكويني والمستمر لديناميات الأسرة على فرص الأفراد وتوقعاتهم وصحتهم العقلية 

قد تكون الأزمات الشخصية جزءًا من اختلال وظيفي أو اضطراب في دورة حياة الأسرة، ويشمل ذلك الأحداث مثل الطلاق أو السجن أو سوء المعاملة، وهذا ينطبق على الكثيرين 

يكون دور الاخصائي الاجتماعي هو مساعدة الأفراد على تجاوز هذه الأزمات أو إدارة الانتقال الناجح بين مراحل دورة الحياة

النظرية الديناميكية النفسية

عادةً ما يُرجَع المنظور الديناميكي النفسي إلى نظريات التحليل النفسي التي طوّرها سيغموند فرويد، وينطوي هذا المنظور على الاعتقاد بأن الأفكار والسلوك البشري يتأثران بمزيج من العمليات النفسية الواعية واللاواعية 

يعتقد فرويد أن العديد من عملياتنا اللاواعية، وخاصةً تلك التي تظهر على أنها خلل وظيفي، يمكن تفسيرها بتجارب الطفولة والصدمات التي تعرضنا لها 

تركز النظرية الديناميكية النفسية في العمل الاجتماعي على العمليات الداخلية والعواطف التي تدفع الأفراد للتصرف بطرق فريدة، حيث يستجيب كل شخص للمواقف والأزمات وفقًا لهذه العمليات الداخلية.

يهدف العمل الاجتماعي الديناميكي النفسي إلى البحث عن الأسباب الجذرية غير المرئية لتلك العمليات، ويعزز استراتيجيات العلاج التحليلي السريري لمواجهة المشكلات الفردية للعملاء.

نظرية الاختيار العقلاني

توفر نظرية الاختيار العقلاني إطارًا لفهم سلوك البشر والأنظمة الاقتصادية، حيث تقترح أن السلوك الاجتماعي ينبع من سلوكيات الأفراد الذين يتخذون قرارات شخصية 

يوفر الاختيار العقلاني للأخصائيين الاجتماعيين إطارًا لفهم الدوافع الكامنة وراء السلوكيات الفردية والعلاقات الشخصية، ويدرك هذا النموذج أن عوامل مثل المصلحة الذاتية والإنصاف والتوجه نحو الهدف يمكن أن تؤثر على صنع القرار الشخصي.

نظرية التعلم الاجتماعي

في أواخر السبعينيات، افترض ألبرت باندورا أننا نتعلم ونكتسب سلوكيات جديدة من خلال مراقبة الآخرين، ووفقًا لنظرية باندورا للتعلم الاجتماعي، فإننا نتعلم في السياقات الاجتماعية، ويمكن أن تؤثر أفعال الآخرين بشكل عميق على ما نعتبره سلوكًا مقبولًا 

تلعب نظرية التعلم الاجتماعي دورًا مهمًا في فهم العلاقة بين الوظيفة المعرفية وسلوكيات معينة لدى العملاء، وخاصة بالنسبة للعاملين الاجتماعيين 

نظرية النظم

تتعلق نظرية الأنظمة بالاعتماد المتبادل بين الأنظمة المختلفة ، وتأخذ نظرية النظم نهجًا لفهم كيف يمكن لحدث ما في نقطة ما في النظام أن يكون له تأثيرات مباشرة ومتموجة على أجزاء أخرى من النظام ، وتؤكد نظرية الأنظمة على دور الأنظمة في العلوم الاجتماعية.

تستخدم العمل الاجتماعي بشكل خاص نظرية النظم، حيث يتم الاعتراف بأن الأفراد جزءٌ من بيئتهم، وأن كل شخص يتأثر بمجموعةٍ من الأنظمة المترابطة بشكلٍ لا يمكن فصلها عن بعضها البعض 

على سبيل المثال، يتأثر كل فرد منّا ويتشكل تحتتأثير مجموعة من الأنظمة المختلفة التي تشمل الأسرة والمدرسة والبنية الدينية والمجتمع، وترتبط هذه الأنظمة بشكل وثيق بأنظمة أوسع مثل الاقتصاد والمجتمع والجغرافيا.

الممارسة العامة لنظريات الخدمة الاجتماعية

تستخدم نماذج ممارسة الخدمة الاجتماعية في مجالات الخدمة الاجتماعية لتنفيذ النظريات في ممارسات الأخصائيين الاجتماعيين، وفيما يلي نستعرض أهم نماذج الممارسة في العمل الاجتماعي

العلاج السلوكي المعرفي

يتمحور العلاج السلوكي المعرفي حول تأثير الأفكار والمشاعر على السلوكيات، وكذلك حول كيفية تسبب السلوكيات الضارة بالذات في مشاكل نفسية 

يساعد أخصائيو العلاج الاجتماعي الذين يستخدمون طرق العلاج السلوكي المعرفي العملاء على تحديد الأفكار والسلوكيات المدمرة للذات التي تؤثر على المشاعر والسلوكيات السلبية.

نموذج التدخل في الأزمات

يُستخدم نموذج التدخل في الأزمات مع العملاء الذين يعانون من الأزماتوالصدمات، مثل ضحايا العنف المنزلي، والعملاء الذين يحتاجون إلى التدخل لمنع الأذى الجسدي أو الانتحار 

يتم استخدام هذا النموذج الاجتماعي بشكل شائع للعملاء الذين يعانون من أفكار الانتحار أو الإيذاء الذاتي أو الذين يمرون بأزمات حادة مثل الاغتصاب أو العنف.

العلاج السردي

يتمثل العلاج السردي في مساعدة الأفراد على التغلب على مشكلاتهم الشخصية وتحسين قصص حياتهم.

استخدام العلاج السردي يساعد الأخصائي الاجتماعي على إنشاء سرد جديد يتضمن أفعال إيجابية مختلفة، ويساعد الفرد على فهم كيف يؤثر السياق الأوسع على سرده، ويساعده على تجنب المشاكل ومعالجتها.

نموذج حل المشكلات

يساعد استخدام نموذج حل المشكلات الأخصائي الاجتماعي الفرد في تحديد المشكلة، وإنشاء خطة عمل لحلها وتنفيذ الحل. ويتم مناقشة فعالية استراتيجية حل المشكلات بين العامل الاجتماعي والفرد وتعديلها حسب الضرورة.

العلاج الذي يركز على الحل

يتضمن العلاج الذي يركز على الحل العامل الاجتماعي والعميل تحديد المشكلة وإنشاء حل يعتمد على نقاط قوة الفرد 

يتعاون الأخصائي الاجتماعي مع العميل لابتكار الحلول المناسبة، ويمنح العميل فرصة القيام بدور أساسي في تحقيق التغييرات الإيجابية التي سيتم القيام بها، ويساعدهم على تنفيذ هذه التغييرات.

الممارسة المتمحورة حول المهام

يقسم الأخصائي الاجتماعي المشكلة إلى مهام يمكن إدارتها من خلال الممارسة التي تركز على المهمة، ويتفق الشخص على الالتزام بالمواعيد النهائية لإكمال المهام 

تمثل الممارسة المتمحورة حول المهام شكلًا من أشكال العمل الاجتماعي لتحديد الأهداف، حيث يساعد الأفراد على تحقيق مكاسب مستمرة نحو تحسين حياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى