ادبروايات

نظرة على حياة النساء في الجزائر من خلال رواية بوابة الذكريات

تتأثر شخصية النساء في بلادنا العربية بالعديد من الأسرار والتأثيرات التي يتعرضون لها في مرحلة الطفولة، ورغم تقارب البلدان العربية على الخرائط، فإن الاختلافات الثقافية بين شعوبنا كثيرة، مما يثير اهتمام البعض في استكشاف المجتمعات الأخرى.

في رواية (رواية بوابة الذكريات) للكاتبة والروائية الجزائرية آسيا جبار، نكتشف الكثير من الأسرار حول حياة الفتيات والنساء في الجزائر قبل الثورة التحريرية من الاحتلال الفرنسي للبلاد. تروي الكاتبة لنا تفاصيل الحياة اليومية لبطلة الرواية منذ بلوغها الثالثة عامها، من خلال رحلة قصصية ممتعة ترويها لنا آسيا جبار .

نبذة عن رواية بوابة الذكريات
تحكي لنا الكاتبة عن طفلة صغيرة ولدت في بيت في إحدى القرى الجزائرية كان لديها شغف كبير بالتعرف على الثقافات والاختلافات المحيطة بها ، وترجع الكاتبة إلى حياة بطلة الرواية عندما كانت تبلغ من العمر ثلاثة أعوام ، وتتذكر كيف كانت تعيش في منزلها طفولة مليئة بالتفاصيل المختلفة .

وكيف تأثرت في هذا العمر الصغير بالحكايات الخاصة التي كانت تستمع إليها في جلسات والدتها والخالات، وكيف كانوا يتحدثون عن الصعوبات التي يواجهونها في مجتمعاتهم الريفية المنغلقة .

حب الطفلة للحكايات الشعبية دفعها للانجذاب للقراءة واستكشاف عالم القصص في سن مبكرة للغاية، وتذكر الكاتب أن البطلة قرأت أول رواية في حياتها عندما كانت في الخامسة من عمرها .

وعند وصولها لمرحلة المراهقة انتقلت عائلتها من الريف واستقروا في العاصمة الجزائرية، حيث الحياة الأكثر انفتاحا وتقول البطلة أن كل شيء حولها أصبح له طابع مدني أكثر ابتداء من أثاث منزلهم الجديد والموسيقى التي يستمع إليها والدها، وصولا إلى الملابس التي ترتديها والدتها وطبيعة أصدقائها وبالطبع اختلاف الحكايات النسائية التي تدور بين والتها وأصدقائها في جلسات السم .

زاد اهتمام البطلة بالحفلات التي كانت تقام في ساحة المدينة، والتي تسمح للنساء بالرقص بلا خجل، وهذا يختلف عن ما يحدث في قريتها الريفية. كما تختلف الأعراس وتقاليدها من حيث الطعام والشراب وحتى اختلاط النساء بالرجال. وبسبب هذه التغييرات المتعددة، اتسعت آفاق الفتاة لتفهم الاختلافات بشكل أعمق. وأدخلتها هذه العوامل في حالة مستمرة من المقارنة بين حياة والدها المعلم وحياة والدتها الصارمة في كثير من الأحيان، وحياة المراهقات اللواتي يعيشن حولها في المدينة.

تعد رواية (بوابة الذكريات) تجربة شخصية تغوص في أعماق الذات لكل فتاة عربية تسعى للتحضر والتعرف على الثقافات الجديدة، ولكنها في نفس الوقت تحاول الحفاظ على العادات والتقاليد التي نشأت عليها .

نبذة عن الكاتبة
ولدت الكاتبة فاطمة الزهراء إيمالاين الشهيرة باسم آسيا جبار في مدينة (شرشال) عام 1936 ، وتعد من أهم الروائيات في الوطن العربي والتي حققت نجاحات عالمية غير مسبوقة ، حيث أنها كانت أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس ، كما أنها أول سيدة جزائرية تحصل تعمل أستاذة جامعية في الجزائر ، وأيضاً أول سيدة عربية تفوز بجائزة السلام التي تمنحها ( جمعية الناشرين في ألمانية ) عام 2002

حققت آسيا جبار إنجازا سابقا بالنسبة للنساء في الوطن العربي، حيث تم انتخابها في عام 2005 كواحدة من أعضاء الأكاديمية الفرنسية المختصة في الأدب الفرنسي، وبذلك أصبحت خامس امرأة في العالم وأول عربية تحظى بهذا المركز. كما عملت أيضا كأستاذة للأدب الفرنكوفوني في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، وتعد آسيا جبار أول أديبة عربية تم ترشيحها لجائزة نوبل في الأدب في عام 2009 عن مجمل أعمالها .

ابرز أعمال آسيا جبار
في عام 1978، تم إصدار فيلم وثائقي بعنوان (الزردة وأغاني النسيان)
تم إصدار فيلم روائي بعنوان `نوبة نساء جبل شنوة` في عام 1977
– رواية ظل السلطانة
رواية `لا مكان في بيت أبي`
– رواية نساء الجزائر
– رواية  ليالي ستراسبورغ
– رواية الجزائر البيضاء
– رواية بوابة الذكريات

توفيت الكاتبة الجزائرية عام 2015 عن عمر يناهز 79 عامًا في فرنسا، ولكنها وصلت إلى اتفاق مسبق بأن تدفن في الجزائر، وهذا ما حدث بالفعل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى