نظرة على حياة الفنان المبدع أيوب حسين
يعتبر أيوب حسين القناعي واحدًا من أهم الفنانين التشكيليين الذين أثروا التراث الكويتي بالعديد من الأعمال الفنية المميزة، ويتناول هذا التقرير نشأة الفنان الكويتي أيوب حسين ورحلته العلمية والعملية
نشأة الفنان ايوب حسين القناعي : ولد الفنان أيوب حسين القناعي في حي القناعات، وتحديدا في منطقة الشرق بمدينة الكويت القديمة عام 1930. تلقى مراحل تعلمه كاملة في المدرسة المباركية، وتأهل للتخرج من صف المعلمين عام 1949. بمجرد تخرجه، انضم مباشرة إلى مجال التعليم، وحينها كانت دولة الكويت بحاجة ماسة إلى أبنائها المتعلمين من أجل توليهم إدارة دفة المدارس العديدة التي تم افتتاحها بعد اكتشاف تدفق النفط بأرض دولة الكويت، لينعم بعد ذلك أبناء هذه البلد من ذلك الخير الوفير. وبعد ذلك بشهور قليلة، انضم الفنان أيوب حسين بعد تخرجه إلى مدرسة الصباح، والجدير بالذكر أن هذه المدرسة قد تم افتتاحها في نفس العام، وحينها بدأ أيوب حسين في استكمال مشواره مع التعليم لسنوات طويلة وصلت مدتها إلى حوالي ثلاثين عاما، قسمت هذه السنوات كالأتي: قضى أيوب حسين ما يقرب من 11 عاما منهم يعمل مدرسا ما بين مدارس الصباح ومدارس الصديق وابن زيدون، ثم بعد ذلك قضى عامين أخرين وكيلا لمدرسة عبد العزيز الرشيد في منطقة حولي بالكويت، ثم بعد ذلك قضى 17 عاما آخرين في العمل كناظر لمدرستي الصباح الإبتدائية ومدرسة ابن زيدون، وبذلك يكون قضى أيوب حسين كما ذكرنا ثلاثين سنة كاملة تقاعد بعد ذلك عن سلك التعليم في العام 1979.
إبداعات الفنان التشكيلي أيوب حسين : يتميز الفنان أيوب حسين بمؤلفاته القيمة التي تتحدث عن تراث دولة الكويت وماضيها الجميل، وتتمثل قيمتها في الحياة الكويتية القديمة التي تمكن من وصفها بأسلوب رائع يثير الحنين والشوق والتلهف. كما يسلط الضوء في كتاباته على كل ما يتعلق بالماضي من حرف ومهن وعادات ومناسبات، ويشرح أيضا اللهجة الكويتية ومفرداتها. ولم ينس الفنان الكريم التعليم في الماضي وأساليبه المختلفة، من خلال منهجيته وطرقه المختلفة وأدواته وكل ما يتعلق به من جوانب مختلفة. وعندما نتحدث عن هذه المؤلفات، يطول حديثنا كثيرا، لذلك سنكتفي بالإشارة إلى أنها حفظت جزءا من تراثنا الكويتي العريق، ومن أبرز مؤلفاته:
– مع الاطفال في الماضي
– مع ذكرياتنا الكويتية
– مختارات شعبية من اللهجة الكويتية
– حولي قرية الانس والتسلي
– من كلمات أهل الديرة
رحلة الفنان ايوب حسين مع الرسم : عندما نذكر الفنان أيوب حسين، يجب أن نشير إلى نشاطه الملحوظ في مجال الرسم. قد رسم أكثر من 600 لوحة زيتية بأحجام مختلفة، وجميعها استندت إلى التراث الكويتي بكافة أشكاله وصوره. يعتبر من الجيل الأول في هذا المجال وأحد الأساتذة الكبار في الفن التشكيلي. شارك في العديد من المعارض داخل وخارج الكويت، بدءا من معارض الربيع التي أقيمت في مدارس الكويت خلال فترة الخمسينات وغيرها العديد. تلقت أعماله إشادة وتقدير الجميع.
بإيجاز، الفنان ايوب حسين هو المربي والأستاذ الفاضل الذي قدّم العديد من الخدمات للتعليم في الكويت بجد وإخلاص فائق لعدة عقود، حيث لا يُنكر دوره الفعال في إثراء وخدمة التراث الكويتي وفنها الراقي الأصيل .