صحة

نظرة على الظروف الصحية والاجتماعية للناجيين من فيروس الإيبولا

لا يزال الأثر الكلينيكي والاجتماعي للإصابة بفيروس إيبولا على المدى البعيد غير معروف، ولذلك تم تنظيم دراسة حديثة لمتابعة الأشخاص الذين نجوا من العدوى بالفيروس، وتم تضمين 802 شخصًا (من البالغين والأطفال) في الدراسة .

– يتمّ إلقاء نظرةٍ على الظروفِ الصحيةوالاجتماعيةِ للناجينَ من فيروسِ الإيبولا
لا تزال مجمل الآثار الإكلينيكية والاجتماعية على المدى الطويل بعد الإصابة بفيروس إيبولا غير معروفة، وفي نوفمبر من العام 2014 أي بعد أقل من سنة بعد بدء وباء الإيبولا في غرب أفريقيا، بالاشتراك مع المعهد الوطني الفرنسي للتنمية المستدامة ( IRD ) وقسم الأمراض المعدية في مستشفى جامعة دونكا كوناكري في غينيا، نظمت متابعة طبية للأشخاص الذين نجوا من العدوى بالفيروس كجزء من مجموعة بحثية كبيرة، وقد تم تضمين 802 شخصا ( من البالغين والأطفال ) في مجموعة الدراسة اعتبارا من مارس 2015 .

نتائج المتابعة التي قام بها الباحثون
تظهر نتائج المتابعة أنه في المتوسط ​​بعد مرور عام واحد على الفترة الأولية في المستشفى بالنسبة لمرضى الإيبولا، لا يزال 3 من كل 4 ناجين يبلغون عن مشاكل صحية، حيث يعاني 40 % منهم من التعب أو الحمى، ويعاني 38 % من آلام عضلية، و 22 % من آلام في البطن، و 18 % من اضطرابات بصرية خطيرة أحيانا يمكن أن تؤدي إلى العمى، ويعاني 17 % من الاكتئاب، وقد قادت هذه الدراسة الباحثين إلى تحديد ما يسمونه الآن ” متلازمة ما بعد الإيبولا “، وتم نشر هذه النتائج في مجلة  The Lancet Infectious Diseases .

يوجد بيانات قليلة جدا عن الأشخاص الذين نجوا من وباء الإيبولا في الماضي؛ وذلك لأن الناجين قليلون جدا، والهياكل غير مناسبة لإجراء الأبحاث في حالات الطوارئ. وكان الوباء الأخير للإيبولا في غرب أفريقيا كبيرا لدرجة أنه أدى إلى عدد غير مسبوق من الوفيات، وكان هناك عدد من الناجين الذين لم يتم تسجيلهم في الماضي (17,000 ناجي). ونظرا لهذا الوضع الغير مسبوق، ظهرت الأسئلة الطبية والبحثية الأساسية، مثل: ما هي المضاعفات التي يمكن أن تسببها الفيروسات على المدى الطويل؟ وما هي العواقب النفسية والاجتماعية للناجين؟ وهل هناك خطر من تأخير تنشيط الفيروس؟ وكم من الوقت يستمر الفيروس في الجسم وما هي إمكانية الانتقال الجنسي؟

ما توصل اليه الباحثون
للإجابة على هذه الأسئلة، اتحدت فرقة البحث مع السلطات الصحية في غينيا لمتابعة الأشخاص الذين نجوا من الإصابة، وأنشأ فريق من الباحثين في وحدة البحث حول فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المعدية مجموعة متابعة للناجين من فيروس الإيبولا في غينيا، وكانت هذه المجموعة المعروفة بـ `بوست إيبوجوي` تضم 802 شخص (من بين 1270 ناج من الوباء في غينيا)، وقد تم انضمامهم لهذه الدراسة المتخصصة بعد متوسط سنة من تعرضهم الأول للإصابة .

وتم إجراء متابعة بيولوجية ونفسية واجتماعية، وتمت قياس الحمل الفيروسي 1 و 3 و 6 و 9 و 12 شهرا بعد انضمام مجموعة البحث، وتمت متابعة بيانات هذه الدراسة حتى يوليو 2016، وسيتم إجراء متابعة للاستجابات المناعية على عينة من الأشخاص، بالتعاون مع الباحثين في معهد أبحاث اللقاحات (Inserm / ANRS)، وكان 45% من المشاركين رجالا، وكان متوسط العمر 28 عاما، وكان أحد كل خمسة مرضى أطفال تحت سن 18 عاما، وبعد مرور عام استمر ثلاثة أرباع الناجين في الإبلاغ عن الأعراض السريرية .

الأعراض السريرية
يعاني 40 % من المرضى في المجموعة من أعراض عامة مثل التعب والحمى وفقدان الشهية، وتؤثر اضطرابات الرؤية على 18 % من المرضى مثل التهاب الملتحمة والعجز البصري والعمى وآلام العين. يعاني 38 % من المرضى من آلام العضلات والعظام مثل آلام المفاصل والضعف العضلي، بينما يعاني 35 % من الصداع، و 2 % من الصمم و 22 % من آلام في البطن. يشرح إيريك ديلابورتي: `لحسن الحظ، تتجه هذه الأعراض لأن تكون أقل تكرارا مع مرور الوقت وأقل شدة كلما طالت فترة ما بعد المرحلة الحادة للعدوى`. وبالمقارنة مع البالغين، يعاني الأطفال من نوبات حمى أكثر على المدى الطويل، ولكن بألم أقل في العضلات والعظام ومشاكل العين من البالغين .

البيانات البيولوجية والفيروسية
يعاني 26% من الناجين من فقر الدم، ويعود فيروس الإيبولا لا يزال موجودًا في السائل المنوي لدى 5% من الرجال لمدة تتراوح من 1 إلى 18 شهرًا بعد الإصابة، وتم نشر هذه النتائج بتفصيل أكبر في مجلة الأمراض المعدية في مايو 2016 .

بيانات نفسية واجتماعية
يتزايد خطر الاكتئاب عند الناجين، وبالإضافة إلى ذلك، يقول 26% من المرضى أنهم يتعرضون للتمييز بعد الإصابة بالمرض، يقول إريك: `تسمح نتائج هذه المجموعة الكبيرة الأولى لنا بوصف ما نسميه الآن متلازمة ما بعد الإيبولا، وتستمر المضاعفات الطبية أو تظهر بعد المرحلة الحادة من العدوى، وهذا يبرر ضرورة متابعة مرضى الإيبولا طبيا لمدة 18 شهرا على الأقل بعد الإصابة .

المصدر : ساينس ديلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى