نظام التعليم في المملكة العربية السعودية
تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أفضل الدول في العالم، حيث حققت العديد من الإنجازات العظيمة على مدار السنوات العديدة. وتشمل هذه الإنجازات العديد من المجالات، بما في ذلك المجالات الاجتماعية والسياسية، ولكن أهم إنجاز حققته المملكة كان في مجال التعليم، حيث تصدرت قائمة الدول من حيث جودة التعليم في الفترة الأخيرة. ويتمثل هذا في اعتقاد قيادة المملكة الحكيمة بأن التقدم والتطور لا يمكن أن يحدث إلا من خلال تطوير التعليم .
تطور نظام التعليم في المملكة العربية السعودية
عند النظر إلى مراحل التعليم في المملكة العربية السعودية، نجد أن التعليم كان دائما الركيزة الأساسية للتقدم والتحول في هذه المملكة منذ الأزل. فقد شهد التعليم تحولات وتغيرات عديدة على مدار سنين طويلة، حيث كانت لكل مرحلة من هذه المراحل أهدافها القيمة التي ساعدت في تطوير التعليم، وهذه المراحل هي:
مراحل تطور التعليم في المملكة العربية السعودية
المرحلة الأولى
كانت هذه المرحلة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – وكانت عبارة عن مرحلة بداية التعليم في المملكة ، وقد اقتصرت هذه الفترة على التعليم الشرعي ، وكان الملك – رحمه الله – يشجع رؤساء القبائل على تعليم أفراد القبيلة العلوم الشرعية قدر المستطاع ، ولعل هذا الهدف ظل حتى يومنا هذا في الجامعات ، والتعليم السعودي وهو تعليم العلوم الشرعية .
المرحلة الثانية
في هذه المرحلة من التعليم، أدرك الملك عبد العزيز – رحمه الله – أن الجودة في التعليم هي من الأشياء الأساسية التي يجب تحقيقها في التعليم السعودي. فبعد دخوله لمكة، عقد اجتماعا لوزراء الدولة وأخبرهم بأنه يجب وضع خطة محكمة ونظامية للتعليم. وفي عام 1344 هـ، أصدر الملك عبد العزيز – رحمه الله – قرارا بإنشاء مديرية المعارف، وهذه الخطوة كانت الأولى في نشر التعليم المتكامل في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية .
بعد مرور فترة من الزمن على توحيد المملكة العربية السعودية، تم إصدار نظام المدارس الذي يسهم في انتشار المدارس في جميع أنحاء البلاد، ويضمن إقامة نظام دقيق يسهم في وضع الشروط الأساسية للتسجيل في المدرسة، مثل العمر وغيرها، كما وضع نظاما للمدارس نفسها يشمل إجراء امتحانات دورية للطلاب وتطوير مناهج مخصصة لكل سنة دراسية .
ومع ذلك ، ينتقد هذه المرحلة لأنها أصبحت نسخة مصغرة من معظم مراحل التعليم في البلدان العربية، حيث يكون المعلمون من خارج البلاد، بالإضافة إلى أن المناهج تحتوي على الكثير من المعلومات التافهة في الكتب ولا تتناسب مع واقع الطلاب. تم تجاهل دور العلوم ولاحظ الإهمال في العلوم الشرعية والدينية. ومع ذلك ، من أفضل الجوانب التي تم تطبيقها في هذه الفترة هي توفر التعليم مجانا .
المرحلة الثالثة
في هذه المرحلة تم تغيير مسار التعليم في المملكة العربية السعودية بفضل مجموعة من القرارات الحكيمة التي وضعت أهدافا جديدة للتعليم تختلف تماما عن السابق، وهذه القرارات هي
- ساعد إنشاء أول وزارة للتعليم وتعيين الملك فهدبن عبد العزيز رئيسًا لها في اتخاذ قرارات أكثر حكمة .
- تتمثل الجهود في إنشاء الأسس التشريعية والفنية للتعليم في المملكة العربية السعودية وتوسيع نطاق التعليم من خلال إنشاء العديد من المدارس والجامعات .
- يتم تطبيق منهج مخصص لمدارس المملكة العربية السعودية لأول مرة .
- كما أن المؤتمرات التي عُقِدَت في هذه الفترة أكدت على ضرورة الاهتمام بالتعليم الفني والصناعي بنفس أهمية الاهتمام بالتعليم العالي .
- تأسست أول جامعة سعودية وهي جامعة الملك سعود عام 1377 هـ ،
- كما أنشئت الرئاسة العامة لتعليم البنات ، وكانت هذه نقطة تحول كبيرة في تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية فكانت لأول مرة تشهد تعليم للبنات بعد أن كان الآباء يمنعون بناتهم من التقدم للمدارس ، وشهد لك جهداً ملحوظ من المعلمين ، والعلماء ، وبسبب هذا الأمر تأخر تعليم البنات لسنوات عن تعليم البنين .
المرحلة الرابعة
يعد هذا المرحلة مفترقا في تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية، حيث كان حجر الأساس الذي بنيت عليه تقدم دولة المملكة العربية السعودية، وصدرت فيه وثيقة “سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية”، وأصبحت هذه الوثيقة الأولى التي يرجع إليها المؤسسات التعليمية في المملكة، وقد بنيت عليها أهداف التعليم المدرسي والجامعي وتحقيق أهداف التعليم عن بعد، والعديد من الأسس الأساسية، وكانت واحدة من أهم السياسات التي تم إصدارها في هذا الوقت
- تشمل الأهداف، والمشاريع المشتركة، والطموحات التييسعى إليها المعلمون والطلاب وأولياء الأمور، تغيير المناهج التعليمية وربطها بالواقع قدر الإمكان، وتفاعل الطلاب والمعلمين في المدارس .
- تمثل هذه الوثيقة الإطار العام الذي تعتمد عليه جميع المؤسسات التعليمية في المملكة العربية السعودية، وتساعد في اتخاذ القرارات التي تخدم التعليم وتساعد على تطوير المؤسسات التعليمية .
المرحلة الخامسة
في ذلك الوقت، أدركت المملكة العربية السعودية ضرورة توحيد جميع الوزارات المسؤولة عن التعليم تحت وزارة واحدة، لتحصل على كل الاهتمام والرعاية دون تشتت، وليحصل جميع طلاب المملكة العربية السعودية على نفس الدرجة من الأهمية، ولتساعد على ربط التعليم في المملكة بين الماضي والحاضر. لذلك، تم دمج وزارة التعليم للبنات مع وزارة المعارف تحت مسمى وزارة التربية والتعليم، ودمج وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي تحت مسمى وزارة التعليم، لتعزيز التخطيط والتطوير وتوحيد الجهود .
شهدت المملكة العربية السعودية تحولًا كبيرًا في المناهج التعليمية خلال هذه الفترة، حيث تم الاعتماد على آراء المعلمين في النهج الجديدة في المدارس وتم اختبار مدى استجابة الطلاب لها واعتماد النظام التجريبي قبلالتطبيق الفعلي لدراسة فعالية تلك المناهج .
نظام التعليم الجديد في السعودية
في الوقت الحالي نشهد تقديم المملكة العربية السعودية أحدث أنظمة التعليم الجادة لتوفير أقصى درجات الراحة لطلابها، بالإضافة إلى تقديم رؤية المملكة لعام 2030 التي تشمل جميع قطاعات الدولة، ومن أهم تلك القطاعات التعليمية التي تعتبر الركيزة الأساسية. تتضمن رؤية 2030 للتعليم في المملكة العربية السعودية العديد من الأهداف الرئيسية، ومن بينها دعم التعليم العالي في جميع تخصصاته والمساهمة في تخريج أكبر عدد ممكن من الشباب المؤهل لسد الفجوة الموجودة في سوق العمل. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الرؤية لتحقيق أهداف عالمية مثل رفع مستوى التعليم في المملكة لتصبح واحدة من الدول الرائدة عالميا في هذا المجال. كما تؤكد الرؤية على أهمية تطوير المناهج الدراسية وتحسين كفاءة المعلمين، وخلق بيئة مدرسية تحفزية تشجع على الإبداع وتعزز التواصل والاهتمام بالطلاب، حيث يكون الطالب الهدف الأساسي لعملية التعليم .