نزار قباني .. شاعر الحب والمرأة
نزار قباني هو أحد أشهر الشعراء المعاصرين، ولد في عام 1923 وتوفي في عام 1998. اشتهر قباني بدواوينه الشعرية والأشعار الرومانسية التي كتبها للمرأة، لدرجة أنه أطلق عليه لقب شاعر الحب والمرأة .
ولد نزار قباني في بيئة دمشقية في حي مئنة الشحم عام 1923 لعائلة تمتلك الموهبة الأدبية، وكان والده محبًا للشعر
تم العثور عليه، وهو أبو خليل القباني الذي كان يعتبر رائد المسرح العربي في عصره .
كان القباني وهو صغيرا يحب فن الرسم وهذا يعود إلى البيئة الشامية المحيطة بالياسمين والزنبق والمناظر الطبيعية الخلابة ، وعندما أصبح في سن الخامسة عشر تعلم فن الخط ، كما كان شغوفا بالموسيقى فتعلم على آلة العود . وخلال المرحلة الثانوية بدأ يهتم بالشعر فحفظ أشعار عمر بن ابي ربيعة وجميل بثينة وطرفة ابن العبد وغيرهم من الشعراء ، وتعلم على يد الشاعر خليل مردم بك أصول النحو والصرف .
عاش نزار قباني طفولة مليئة بالأحداث الجميلة والمؤلمة، حيث انتحرت شقيقته مما ترك هذا الحدث أثرًا عميقًا عليه وأثر على حياته بشكل كبير .
بدأ قباني رحلته الشعرية في عام 1939 عندما كان في عر السادس عشر حيث كان في رحلة مدرسية بحرية إلى روما فأخذه الإلهام من أمواج البحر والأسماك ليكتب أول أبياته الشعرية ، وأثناء دراسته في كلية الحقوق بجامعة دمشق أصدر أول ديوان له بعنوان ” قالت لي السمراء ” وكان ذلك في عام 1945 وقد أحدث الديوان جدلا كبيرا في الأوساط الجامعية .
أسس قباني دارا للنشر في لبنان تحت اسم ” منشورات نزار قباني ” وكانت بداية كتاباته في الشعر العمودي ثم انتقر بعد ذلك إلى كتابة شعر التفعيلة ، وساهم بشكل كبير في تطور الشعر العربي الحديث ، وكانت قصائده تتناول المرأة ورحيتها بشكل كبير حيث أصدر الأربع دواوين الشعرية الأولى الخاصة به للمرأة ، وتحول بعد ذلك إلى الشعر السياسي بعد حرب 1967 وألف قصائد كثيرة في هذا المجال وكانت جميعا قصائد لاذعة بحق الحكومات والأنظمة العربية وخاصة حكم البعث السوري ، ومن أشهر قصائده السياسية ديوان ” هوامش على دفاتر النكسة ” و ” يوميات سياف عربي ” .
– قالت لي السمراء 1944
– طفولة نهد 1948
– سامبا 1949
– أنت لي 1950
– قصائد 1956
– حبيبتي 1961
– الرسم بالكلمات 1966
– يوميات امرأة لا مبالية 1968
– قصائد متوحشة 1970
– كتاب الحب 1970
– مئة رسالة حب 1970
– أشعار خارجة عن القانون 1972
– أحبك أحبك والبقية تأتي 1978
مع حبي إلى بيروت الأنثى عام 1978
– كل عام وأنت حبيبتي 1978
– أشهد أن لا امرأة إلا أنت 1979
– اليوميات السرية لبهية المصرية 1979
– هكذا أكتب تاريخ النساء 1981
– قاموس العاشقين 1981
– قصيدة بلقيس 1982
– الحب لا يعتمد على الضوء الأحمر 1985
– أشعار مجنونة 1985
– قصائد مغضوب عليها 1986
– سيبقى الحب سيدي 1987
– ثلاثية أطفال الحجارة 1988
– الأوراق السرية لعاشق قرمطي 1988
– السيرة الذاتية لسياف عربي 1988
– تزوجتك أيتها الحرية 1988
الكبريت في يدي ودولتكم من ورق عام 1989
– لا غالب إلا الحب 1989
– هل تسمعين صهيل أحزاني؟ 1991
– هوامش على الهوامش 1991
أنا رجل وحيد، وأنتِ من قبيلة النساء 1992
– خمسون عامًا في مديح المساء لعام 1994
تنوعات نزارية على مقام العشق عام 1995
– أبجدية الياسمين1998
عائلته :
تزوج نزار قباني زهراء اقبيق، وهي ابنة خاله، وأنجب منها توفيق وهدباء. توفي ابنه بسبب مرض في القلب عندما كان طالبا في كلية الطب بجامعة القاهرة، وتركت وفاته أثرا كبيرا في حياة نزار قباني لدرجة أصدر فيها قصيدة نعي لابنه بعنوان “الأمير الخرافي توفيق قباني.” توفيت زوجته في عام 2007، ثم تزوج للمرة الثانية من بلقيس الراوي، وهي عراقية الأصل وقد التقاها في إحدى الأمسيات الشعرية في بغداد. أنجب منها عمر وزينب، إلا أنها قتلت في حادث انفجار بالسفارة العراقية في لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1982. وقد كتب قصيدة رثاء لها بعنوان “بلقيس”، وهي واحدة من أشهر قصائده .
بعد قتل زوجته بلقيس، انتقل إلى العيش في باريس وجنيف، واستقر في النهاية في لندن حيث عاش حتى نهاية عمره، وتوفي في 30/4/1998 عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عامًا .
مقتطفات من أشعاره الرومانسية :
ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول : إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟
وأن تنام على خصري ذراعاه؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخلينا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه. إني ألف أهواه
اختاري
إني خيرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري..
أو فوق دفاتر أشعاري..
إختاري الحب.. أو اللاحب
فجبن ألا تختاري..
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار..
إرمي أوراقك كاملة..
وسأرضى عن أي قرار..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثل المسمار..
لا يمكن أن أبقى أبدا
كالقشة تحت الأمطار
إختاري قدرا بين اثنين
وما أعنفها أقداري..
مرهقة أنت.. وخائفة
وطويل جدا.. مشواري
غوصي في البحر.. أو ابتعدي
لا بحر من غير دوار..
الحب مواجهة كبرى
إبحار ضد التيار
صلب.. وعذاب.. ودموع
ورحيل بين الأقمار..
يقتلني جبنك يا امرأة
تتسلى من خلف ستار..
إني لا أؤمن في حب..
لا يحمل نزق الثوار..
لا يكسر كل الأسوار
لا يضرب مثل الإعصار..
آه.. لو حبك يبلعني
يقلعني..
مثل الإعصار..
إني خيرتك.. فاختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار
علمني حبك أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البللور المكسور
علمني حبك.. سيدتي
أسوأ عادات
علمني أفتح فنجاني
في الليلة آلاف المرات
وأجرب طب العطارين..
وأطرق باب العرافات
علمني.. أخرج من بيتي
لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك..
في الأمطار، وفي أضواء السيارات
و أطارد ثوبك..
في أثواب المجهولات
وأطارد طيفك..
حتى.. حتى..
في أوراق الإعلانات
علمني حبك
كيف أهيم على وجهي ساعات
بحثا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه.. عن صوت..
هو كل الأوجه والأصوات
أدخلني حبك سيدتي
مدن الأحزان ..
وأنا من قبلك لم أدخل
مدن الأحزان..
لم أعرف أبدا ..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزن..
ذكرى إنسان..
علمني حبك..
أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهك..
بالطبشور على الحيطان
وعلى أشرعة الصيادين
على الأجراس، على الصلبان
علمني حبك.. كيف الحب
يغير خارطة الأزمان ..
علمني.. أني حين أحب
تكف الأرض عن الدوران..
علمني حبك أشياء
ما كانت أبدا في الحسبان
فقرأت أقاصيص الأطفال..
دخلت قصور ملوك الجان
وحلمت بأن تتزوجني
بنت السلطان ..
تلك العيناها..
أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها..
أشهى من زهر الرمان
وحلمت بأني أخطفها مثل الفرسان..
حلمت بأني قدمت لها أطواق اللؤلؤ والمرجان كهدية..
علمني حبك، يا سيدتي، ما الهذيان
علمني.. كيف يمر العمر
ولا تأتي بنت السلطان..
علمني حبك..
كيف أحبك في كل الأشياء
في الأشجار العارية، في الأوراق الصفراء اليابسة
في الجو الماطر.. في الأنواء..
في أصغر مقهى.. نشرب فيه..
مساء..قهوتنا السوداء..
علمني حبك أن آوي..
لفنادق ليس لها أسماء
و كنائس ليس لها أسماء
و مقاه ليس لها أسماء
علمني حبك..كيف الليل
يضخم أحزان الغرباء..
علمني..كيف أرى بيروت
إمرأة..طاغية الإغراء..
إمراة..تلبس كل كل مساء
أجمل ما تملك من أزياء
و ترش العطرعلى نهديها
للبحارة..و الأمراء..
تعلمت من حبك أن أبكي دون بكاء
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمين..
في طرق (الروشة) و (الحمراء)..
علمني حبك أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البللور المكسور
يمكنك الاطلاع على مقالات أخرى :
الشاعر الفلسطيني محمود درويش
افضل شاعر سعودي
افضل شاعر عربي