نجاة بلقاسم .. من راعية أغنام لوزيرة التعليم بفرنسا
يلعب القدر دوره الكبير ليغير حياة الأنسان من حال إلى حال ، فكما قال الله سبحانه و تعالى ( أن كل شئ خلقناه بقدر ) صدق الله العظيم ،، فسبحان من جعل قدرته بين الكاف والنون …. فسبحانك ربي أذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون … فلقد أراد الله أن يغير حياة المغربية (نجاة فالو بلقاسم ) ذات الأصول العربية من طفلة راعية للأغنام تعيش في بلدة فقيرة إلى وزيرة من وزراء فرنسا ، لتتمكن نجاة بلقاسم أن تصل إلى قصر الإليزية في سن مبكر جدا فقد أستطاعت الوصول إلى القصر و هى في بداية الثلاثينات من عمرها ، بعد أن كانت مجرد طفلة راعية للماعز مع جدها في قرية فقيرة جدا بائسة .
نشأة نجاة فالو بلقاسم : ولدت نجاة فالو بلقاسم في قرية صغيرة تدعى `بني شيكر`، وهي منطقة ريفية تقع شمال المغرب في مدينة تدعى `الناظور`. تشتهر المنطقة التي ولدت فيها نجاة بكثرة عدد المهاجرين وانتشار الحشيش. وقد جاء القدر أن تولد نجاة في قرية فقيرة جدا وتقوم برعي الأغنام مع جدها أثناء طفولتها على أسطح الجبال المحيطة بالقرية .
و عندما بلغت نجاة فالو بلقاسم خمس سنوات ذهبت مع والدتها وأختها التي كانت تكبرها إلى أبيها الذي كان يعمل في قطاع البناء في دولة فرنسا حيث أن أبيها كان أحد البسطاء الذين أستدعتهم فرنسا لبناء وأعمار الأراضي بعد أن دمرت أثناء الحرب العالمية الثانية ، تم أنتقال أسرة نجاة فالو بلقاسم إلى بيت صغير بمدينة تدعى ( أبيفيل ) تقع بشمال فرنسا .
عاشت نجاة فالو بلقاسم مع والدها، الذي كان شديد الحزم ولا يسمح لها بالخروج إلا إلى مدرستها. وربما هذا السبب جعل نجاة لا ترى وسيلة لقضاء أوقات فراغها أو استكشاف العالم من حولها سوى من خلال الكتب والقراءة والاهتمام بدراستها. وانتهت نجاة فالو بلقاسم من المرحلة الثانوية بنجاح في سن الثامنة عشرة، واستطاعت الحصول على الجنسية الفرنسية. وكانت نجاة تمتلك في ذلك الوقت خمس أخوات بالإضافة إلى أختها الكبرى .
التعليم : في عام 1880، تعلمت نجاة فالو بلقاسم في مدارس فرنسا. وتحدثت نجاة في أي لقاء صحفي تلتقي به عن جودة التعليم في مدارس فرنسا وعن الدور الذي لعبته المدارس الفرنسية في تأهيلها وتحصيلها. وأشارت إلى أن التعليم المتميز الذي حصلت عليه في مدارس فرنسا ساعدها على أن تصبح فتاة مثقفة ومتعلمة، دون أن يكون لأصلها العربي عائقا. وأكدت أنها لولا التعليم المتميز في فرنسا، لكانت قد تعرضت لظروف صعبة، ولم تحظ بالتعليم والتأهيل اللازمين، وربما كانت تعمل عاملة غير متعلمة في مصنع، أو تقيم في بيتها دون فرصة للتعليم .
بعد تخرجها من المرحلة الثانوية، تمكنت نجاة من الالتحاق بكلية الحقوق، ثم انتقلت إلى معهد الدراسات السياسية في باريس، حيث تعرفت على زوجها بوريس فالو وأنجبت منه توأمين .
العمل في الحياة السياسية : عملت نجاة فالو بلقاسم كمستشارة قانونية في مكتب محاماة في مدينة تدعى (ليون)، ولم تكن تفكر أبدا في الدخول في الحياة السياسية خاصة أن شخصيتها كانت خجولة ومنطوية، وعائلتها كانت متحفظة ولا تدخل في الحديث عن السياسة على الإطلاق .
لكنك قررت المشاركة في الانتخابات وبدأت تتولى مسؤوليات محلية من خلال مكتب الحزب الاشتراكي، ونجحت في أن تصبح كاتبة في الحزب .
نقطة التحول في حياة نجاة فالو بلقاسم : في يوم من الأيام، كانت (نجاة بلقاسم) تسافر على متن طائرة متجهة إلى باريس، وفي الصدفة التقت مرشحة الرئاسة (بسيغولين رويال)، وعرضت عليها أن تتولى قيادة حملتها الانتخابية لعام 2007. ووافقت (نجاة) على تولي هذه المهمة، وقادت الحملة الانتخابية للمرشحة (رويال). وعلى الرغم من خسارة (رويال) في الانتخابات، إلا أن (نجاة) لم تخسر شأنها بل زادت شهرتها في وسائل الإعلام وبين السياسيين، لأنها كانت تدافع وتتحدث باسم المرشحة (رويال). ربما كان هذا هو السبب وراء اختيار (فرانسوا هولاند) (نجاة) لتكون المتحدثة باسمه في حملته الانتخابية لعام 2012، ووافقت (نجاة) على هذه المهمة ونجحت في أدائها بنجاح، وفاز (فرانسوا هولاند) في الانتخابات الرئاسية، وعين (نجاة بلقاسم) وزيرة لحقوق المرأة والمتحدثة باسم الحكومة.
بعد فترةٍقصيرةٍ من الزمن، تم إجراء تعديل وزاري لعام 2014 وتم تعيين نجاة بلقاسم وزيرةً للمرأة والشباب والرياضة، ثم تولت وزارة التعليم في الحكومة لتصبح بذلك أول امرأةٍ في تاريخ فرنسا تتولى هذا المنصب الكبير .